ورود
المديرة
عدد الرسائل : 4039
السٌّمعَة : 4
نقاط : 4532
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
 | موضوع: المحاضرة الثالثة " المكتوبة " لسماحة الشيخ عبدالرضا معاش محرم 1431 هـ  الثلاثاء ديسمبر 22, 2009 2:29 pm | |
|
الزمان :: محرم – 1431 هـ - 19-12-2009 م
الليلة :: الثالثة
المكان:: حسينية القصاب – المنامة ( مملكة البحرين)
عنوان المحاضرة :: ماذا نكسب حينما نكون اولياء لله ؟ مقارنة بين الله والطاغوت
بسم الله الرحمن الرحيم
(لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم)
معادلات الانسان في هذا العالم لا تخرج إلا من دائرتين ( الله) و (الطاغوت ) . الإنسان بكل ما أوتي من قوة فإنه يبقى في دائرة المادة والمحدود وإنما هنالك قوتان لابد أن تكون إحداهما هي التي تُسيطر على الإنسان وتُسيره .. هي التي لها القٌدرة والسلطة عليه .. هذه القوة إما أن تكون ( الله ) وإما أن تكون ( الطاغوت ) .. لماذا ؟!لأن الإنسان مهما بلغ من قدرة وقوة وطاقة يبقى كائن ضعيف ليست لديه القدرة التي تمكنه من تسيير الأمور كما يشاء ولكن هنالك سلطتان في هذه الدنيا هي التي تسير الأمور إما الله وإما الطاغوت . فالله تبارك وتعالى الذي مثالُ القُدرَة الكاملة .. الرحمة الكاملة .. الإرادة الكاملة .. الخلق المطلق .لو سُئلنا ماذا يمثل الله لكم ؟! لربما أجبنا :: بأن الله يمثل لنا الخالق المتعال .. ولكن لو تأملنا قليلا في نسبة وجود الله تبارك وتعالى في حياتنا ..وتسائلنا كم تشكل الإرادة الإلهية والوجود الإلهي بالنسبة المئوية في حياتنا ؟! قد تكون النسبة متدنية ولربما تحت الصفر ! فالوجود الالهي في الحياة إنما نحققه نحن بعملنا وسلوكنا وتعاملنا وأخلاقنا لا بكلمات نتمتم بها في كل حين .. وحينما نخضع للمساءلة .. بل استشعار وجود الله تبارك وتعالى يتم بالعمل الصالح لا العمل الطالح .. وما يؤسف له حقاً أننا أصبحنا اليوم في عالم المادة فالإنسان يتجه نحو عالم المادة والجسد أكثر مما يتوجه إلى عالم السمو والمعنى ( عالم القدس الالهي ) .. ( عالم الروح ) .. لو نظرت اليوم إلى حياتك .. وأ جريت معادلات رياضية لنسبة قربك من عالم الروح وعالم الجسد .. لعله تظهر النتائج بأنك لا تملك أية نسبة مئوية ولا ألفية في عالم الروح .. وقد تُصدم بأن جُلَّ اهتمامك ينصب على عالم المادة والشهوات فكل ما تفكر به هو ( شعرك.. جمالك الجسدي والشكلي .. مأكلك وملبسك .. ومأواك .. ولكن تبقى الروح ضامرة في شخصيتك وفكرك وعقلك !) عندما تقارن علاقتك بالله تبارك وتعالى مقابل علاقة الله جل وعلا بك ؟! ماذا ترى ؟! ترى انه هنالك تعامل روتيني بين الانسان وبين الله بينما الله تبارك وتعالى لا يتعامل معنا بالكيفية التي نتعامل نحن معه بها .. فالله خلقنا ورعانا منحنا كل شيء خلقنا في أحسن صورة ومنحنا من النعم ما لا يُعدُّ ولا يُحصى .. منحنا المال والمأوى .. الأسرة والعائلة ولم يذرنا فرداً وحيداُ في هذه الدنيا .. فتح لنا أبواب الدُّعاء لمناجاته ففي الرواية أن الله تبارك وتعالى يقول لملائكته لو قال عبدي سبع مرّات يا أرحم الراحمين قولوا لعبدي فليدعو ما يشاء فأني اجيب دعوته .. بمعنى أننا عندما ننادي الله بهذا الاسم من اسمائه الشريفة العظيمة ( يا أرحم الراحمين ) فإنا نقر له وندعن بأن الرحمة المطلقة تتجسد في الله تبارك وتعالى، وترديد هذا الاسم المبارك سبع مرّات هو سرٌ من أسرار الذكر الإلهي فالعدد له خاصيته وسره . هذا مثالٌ بسيط على تعامل الله معنا .. ولكن كيف نتعامل نحن مع الله ؟! الكثير من الشباب والفتيات يرددون بعض العبارات التي لا يفقهون معناها فعبارة ( ساعة لربي وساعة لنفسي ) التي أخذت طريقها على ألسنة الكثير من شبابنا بمجرد أن تدعوهم للذهاب إلى المساجد وحضور صلاة الجمعه والتوجه إلى المآتم والحسينيات .. ترى أن لسانه مبرمج لا اراديا يجيبك ( ساعة لربي وساعة لنفسي ) ... يا ابن آدم .. لماذا هذا الطغيان .. ساعة لربك يعني تصرفها في مرضاة الله .. وساعة لنفسك تصرفها في مرضاة الشيطان ! .. هل معنى ذلك أن الإنسان اذا قضى ساعة في عبادة الله لابد له أن يقضي ساعة مثلها في رضا النفس والهوى .. الهي حقاً ( خيرك الينا نازل .. وشرنا اليك صاعد ) .. الهي وهبتنا كل شيء .. أعطيتنا دارً .. اباً .. أماً .. اختاً .. أهلاً .. ملابساً إذ لم تجعلنا عرايا .. جعلت لنا مأوى .. منحتنا أصدقاء وسخرت لنا كل شيء .. ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ) .. السفن تسير في البحار بأمر من الله .. فالله هو الذي جعل البحار تكون مطواعة لذلك كل شيء .. وحتى الجو سخره لنا .. فالطائرة تطير في الهواء وتعلو في السماء بفعل قوة من الله فلا تتصور يا أخي بأن الطيار هو وراء طيرانه وإنما القدرة الإلهية هي التي مكنتها من الطيران .. الله كل شيء في حياتنا .. هل تستطيع أن تقطع ملابسك وتلقي بها ؟!لاتستطيع، لأنه إن فعلت ذلك فإنك ارتكبت أمرا محرماً، فالأمر يعد اسراف.إن الملابس ليست ملك للإنسان.. الإنسان هو مالك اعتباري وإنما الملك الحقيقي لله فكل مالدينا من الله ..من الذرة التي هي أساس الكائنات الجامدة إلى الخلية التي هي أساس الكائنات الحية هي بيد الله.. فالله خالق كل شيء .. وربنا أفضل معبود و لو كان هنالك معبود أفضل من الله لعبدناه لكن ربنا هو الأفضل .الشاب بهلول لم ييأس من روح الله رغم عظم جرمه أيُّها الأحبة .. تأملوا معي هذه الرحلة النورانية الإيمانية ..كان هنالك رجل من الأنصار في المدينة يُدعى بهلول .. نباشٌ للقبور .. يسرقُ الأكفان .. وينظر إلى الفتيات .. يسرق أكفانهنَّ ويعتدي عليهنَّ .. جاء ذات يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يُخبره بفعلته .. رسول الله صلى الله عليه وآله لم يستطع تحمل سماع ذلك منه قال له أُخرج من عندي قبل أن تنزل علينا صاعقة من السماء !! أي ذنب هذا ؟! هل هنالك ذنبٌ بهذا المستوى والعظمة ؟! قال الشاب سألجى إلى الله .. أني ذاهبٌ إلى ربي .. تعلم أيُّها الشاب اللجوء إلى الله .. فليكن الله حبيبك حتى عندما تقول ( يا حبيب من لا حبيب له ) تكون صادقا مع الله .. إذا كان لديك حبٌ أو عِشقٌ في هذه الدنيا اصرفه إلى الله فهو أولى بالحب والعشق والغرام .. أيُّها الشاب .. اجعل لك ساعة خلوة .. ساعة مناجاة في غسق الظلام .. ناجي المعشوق الحقيقي ,,, ادخل في حوار معه .. فما أحلى المناجاة وما أحلى الآهات في جوف الليل .. كم هي رائعة تلك الدموع السائلات من خشية الله ؟! توجه إلى الله كما توجه ذلك الشاب ولم ييأس من روح الله ورحمته .. بل توجه إلى الجبال .. وصار يعبد الله ويعبده .. إلى أن أنست به الوحوش .. فهبط الأمين جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله يا رسول الله العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك البهلول هذا عبدك أم عبدي ؟! قال رسول الله بل عبد الله ..قال الله اذا كان عبدي لماذا طردته من بابي ؟! هنا البعض قد يتسائل رسول الله صلى الله عليه بأخلاقه الفاضلة التي لا نظير لها يُطرد إنسان لاذ به يطلب التوبه ؟! كيف يكون ذلك والقرأن يقول في أخلاقه ( وأنك لعلى خُلقٍ عظيم ) .. ( ولو كنت فظ غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ؟! واقعاً هذا درسٌ تربويٌ لنا علنا نتعظ منه .. أراد رسول الله صلى الله علهي وآله أن يبين لنا رحمة الله تعالى مقابل عظمة المعصية .. لئلا نيأس من روح الله رغم معاصينا .. فالإنسان منذ اللحظة الأولى التي يقرر فيها التوبة واللجوء إلى الله ، الله يأخذ بيده ويساعده للصعود نحو الأعلى .. وكما في الرواية عن أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام ( عجبتُ لمن يقنط ومعه الاستغفار ) .. والله غفار الذنوب جميعا ( ( قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله .. ان الله يغفر الذنوب جميعا ) هذا هو الله هذا ربنا .. هذا الهنا .. ايستحق العبادة أم لا ؟! ايستحق الانسان ان يعصيه ؟! ايستحق هذا الرب ؟! ايها الشاب كل ما تريد الله يعطيك ,, وبعد ذلك امن الانصاف ان تعرض بوجهك عنه؟! قارون ..يروى أن قارون دفع مبلغ من المال لإحدى النساء لتشهد أمام الناس بأن نبي الله موسى عليه السلام ارتكب معها الفاحشة (والعياذ بالله ) .. فجاءت تلك المرأة تمشي بين الناس .. ولكنها ارتبكت وخافت .. جاء موسى قال مالذي يجري ؟! فقالت ( ان قارون أعطاني مبلغٌ من المال وقال لي .. اشهدي أمام الناس بأن موسى ارتكب معك الفاحشة ولكن أنت نبي الله وأنت بريءٌ من ذلك ) .. ( سبحان الله الهذه الدرجة يصل البشر من أجل المال ؟! يقف أمام النبي !) الله تبارك وتعالى أوكل أمر قارون إلى نبيه موسى فأمر موسى سلام الله عليه الأرض بابتلاعه إلى ركبته وبالفعل ابدت الأرض اطاعتها وابتلعته فصاح قارون يا موسى يا موسى .. ولكن موسى كان الغضب قد تملكه فأشار الى الأرض بابتلاعه ثانية فابتلعته إلى صدره .. فصاح قارون متوسلا ( يا موسى .. يا موسى ) .. إلا أنَّ موسى أشار إلى الأرض ثالثة ابتلعيه .. فابتلعته بصورة كاملة .. وإذا بالله تبارك وتعالى خاطب موسى ( ما أجفاك يا موسى .. سبعون مرّة قارون يناديك .. ولم ترحمه ! لو قال مرَّة واحدة يا الله لأجبته .. الله أكبر هذا هو الله .. هذه هي رحمة الله المطلقة الواسعة .. ايها الشاب ..وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها .. كثيرةٌ هي نعم الله تبارك وتعالى .. فلو نظرنا إلى نعمة العين .. نعمة السمع .. نعمة الشم .. نعمة اللمس .. على سبيل المثال لا الحصر .. فنعم الله لا تعد ولا تحصى .. ولكن هل نحن تعرفنا على الله بهذه النعم ؟! هل حمدنا الله ؟! هل شكرنا الله ؟! قد تُجيب نعم بلسانك .. ولكن في واقع سلوكك وعملك .. هل أديت حق الشكر لله ؟! ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) .. والمؤمنون الشاكرون لله يوفون أجورهم يوم القيامة .. بل وقبل ذلك اليوم .. فعالم البرزخ يكون الانسان إما في روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النيران .. والمؤمنون بلاشك يكونون في روضة يحبرون بنعيمها ورغدها .. وعندما يأتي يوم القيامة .. يُزف المؤمن إلى الجنة كما تُزف العروس .. ففي الرواية تأتي سحابة تمر على المؤمنون يقولون أمطري علينا اكعاب اترابا وإذا بها تمطر عليهم الحور العين .. ماذا يريد بني البشر أكثر من هذا ؟!كل شيء بين يديه.. المرأة المؤمنة تطل على الأرض من الجنة فيضاء بين السماء والأرض وينتشر ريح عطر بين السماء والأرض .. هذه هي المرأة المؤمنة التي صانت نفسها وحافظت على عفافها ورعها وتقواها فلم تكن رخيصة مبتذلة ينال منها الأجانب ما يطلبون ثم يلقون بها .. وإلاَّ فالمرأة التي تخرج خارج الدار وهي متبرجة .. وشعرها يلاعبه الهواء ويراقصه يمينا وشمالا .. ترفع ذيل عباءتها بين راحتيها لتظهر ملابسها الضيقة التي تحكي تفاصيل أنوثتها وفي طريقها لبيت الحسين .. لا تنال هذه المكانة ولا هذه المنزلة الرفيعة .. بل تُحرم وتُعاقب على ما جنتها يداها .. فهذه المرأة التي لم تخجل من الصديقة الطاهرة فاطمة المعصومة كيف ستخجل من رب العالمين ؟! مشكلتنا اليوم التي بتنا نعاني منها هي قلة الحياء وقلة الاتعاظ .. رغم أن موت الفجأة كثر في زماننا هذا إلا أن الموعظة من الموت الذي هو حتما مقضيا بدأت تتلاشى نتيجة قلة الخوف والإيمان بالله عزوجل فتجد الجنازة موضوعة وأصوات الضحكات تتعالى بالقرب منها .. أي خوف هذا ؟! أيُ موعظة هذه ؟! هذا نتيجة المعاصي والذنوب العظام .. فالإنسان الذي رقبته تحمل مظالم العبيد .. ونفسه تدفعه للنيل من أعراض الناس وكأنه لا عرض له متناسيا القاعدة الحق ( كما تُدين تُدان ) .. و( من زنا زُني به ) .. قرأتُ في إحدى سفراتي لإحدى الدول العربية إحدى الصحف الصادرة هناك وقد نشرت واقعة حدثت لفتاة قد لحق بها مجموعة من الشباب .. فلاذت بالفرار إلى أن وصلت إلى جسر وألقت بنفسها منه هرباً منهم .. وأما هؤلاء الشرذمة فاصطدموا بعمود من حديث فتحموا وولوا إلى جهنم وبئس المصير . من أجل ماذا ؟! من أجل شهوة !!يا ابن آدم .. الله تبارك وتعالى أعطاك كل شيء هكذا تكافئ صنائعه ؟! لما لا تتخذ من الله وليا .. ؟! ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) فالله هو ( نور السماوات والأرض ) وعدم الإيمان بالله يلزم الإيمان بالطاغوت (فمن يكفر بالطغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) فالكفر بالطغوت شرطا للإيمان بالله والسير على طريق الحق طريق الهداية والصلاح هذا الإيمان لا يتم إلا بالترجمة في الواقع السلوكي العملي .. أما الإيمان الغير ملازم للعمل الصالح والسلوك القويم هذا ليس بإيمان .. إذا كنت لاتجد في سلوكك خصائص سلوكيات أولياء الله لابد أن تبحث في ذاتك عن العلاقة التي تربطك بالطاغوت .. لابد أن تبحث عن النسبة التي يمثلها لك الطاغوت في حياتك ؟! إلى أي حد يؤثر عليك ؟! وما هو الطاغوت ؟! الطاغوت بمعنى الطغيان ،يطغى على كل شيء .. الطاغوت يتمثل بصور متعددة قد يتمثل في المال .. الجنس .. الشهرة .. السلطة .. (حارثة مثالا لمن طاغوته ماله )كان هنالك رجلٌ من الأنصار في المدينة يُدعى حارثة .. رجلٌ فقير آلمه الفقر .. ( كاد الفقر أن يكون كفرا) كما يقول أمير المؤمنين سلام الله عليه .. دفع به ألمه وحاجته للقدوم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يطلب دعائه ( يا رسول الله .. ادعو لي الله تبارك وتعالى أن يهبني المال وينتشلني من فقري هذا الذي أذلني وآلمني ) .. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله ( يا حارثه .. هذا البضع فليسات أشكر ربك عليها .. فهي خيرٌ لك من الغنى .. اقبل بذلك يا حارثه .. رجع من حيث أتى ... مرَّت الأيام .. وضاق به الحال .. وأصبح يشكو ضنك العيش .. فحمل نفسه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله .. ( يا رسول الله .. ادعو الله أن أكون ثريا ) .. أحبتي .. الله تبارك وتعالى هو العليم الخبير .. يعلم بظاهر الأمور وباطنها فهو عالم الغيب إلا أن العباد يجهلون هذه الحقيقة فتراهم يُصِّرون على ما يُريدون ومشكلة الإنسان واقعاً أنه يحسبُ كل أمانيه في مصلحته فيجهل تقدير الأمور وموازينه ولكنه لو أوكل الأمر لله عز وجل لعاش مرتاح سعيدا هادئ البال .. هذا الجهل يدفع بالانسان لإساءة الظن بالله تبارك وتعالى فتجد البعض يسأم ويمل ( لطالما دعوت الله فلم يجبني ) .. عزيزي .. قد لا تكون هنالك مصلحة لك من تحقق هذا الدُّعاء .. فأنك تنظر بعين الدنيا والله ينظر بعين الغيب .. وحارثة كهؤلاء .. فما فتئ يأتي لرسول الله يطلب دُعائه له بالثروة ... حتى قال له رسول الله صلى الله عليه وآله يا حارثه ان تكون على ما انت عليه افضل ألا يكفيك ان تكون كنبيك رسول الله صلى الله عليه وآله .. ثم قال له ( يا حارثه لو شئت ان اجعل الجبال تسير معي ذهبا وفضة لقدرت على ذلك ولكن ليس من صالحي .. فأن تبقى على فقرك خيرٌ لك يا ولدي). وهذه الحقيقة التي قد لا يستوعبها الفقير كحارثة .. فهو يجهل أن الفقر خيرٌ له .. لأنه يعيش الأمرين والفقر حقيقة ليس بالأمر الهين .. ولكن بعض الأشخاص الفقر هو نجاتهم ونجاة عقيدتهم ودينهم .. فالبعض عندما يكون فقيراً تجده يكون متواضعاً يُسلم على الجميع .. يرحب بالجميع .. يتعامل بود مع الجميع .. ولكن ما أن يصبح من أصحاب الأموال والثروة لو دعاه الفقراء إلى مؤادهم لرفض .. وهنا قد يقول البعض أن الامام الحُسين دعاه البعض فلم يجلس معهم .. واقعا الأمر بالنسبة إلى الامام الحسين عليه السلام لا يمكن أن يأكل صدقة .. لذلك لم يجلس معهم ولكنه طلب منهم الحضور معه إلى بيته وهو من أطعمهم وكساهم .. وأمير المؤمنين علي عليه السلام كثيرٌ ما كان يلبي دعوة الفقراء فيجلس معهم ويأكل معهم وهو الحاكم على خمسين دولة من خارطة اليوم .. لكننا نحن لسنا كأهل البيت .. فالبعض منا ما أن يصبح يملك المال حتى تجده تتغير أوضاعه وتعاملاته .. فإذا كان يحضر إلى صلاة الجماعة تجده يكف عن الحضور متعللا بارتباطاته واشغاله الدنيوية .. وحارثه كان من الذين يواظبون على صلاة الجماعة والجمعة خلف رسول الله .. كان ملتزما بصلاته في المسجد محافظا على اسلامه .. وكما أخبرتكم فقد جاء لرسول الله مرتين يطلب الدعاء له بالثروة ورسول الله كان يصرفه لكنه عاد لرسول الله في المرة الثالثة وقال يا رسول الله ادعو الله أن اكون ثريا رسول الله صلى الله عليه وآله رفع يداه إلى السماء ودعا الله.. مرت الايام كان عنده غنمات هذه الغنمات نمت وكثرت إلى أن ضاقت به المدينة فلم يستطع المكوث فيها فهذا الشاب الذي كان يواظب على صلاة الجماعة أصبح يتخلف عنها أحيانا .. تطور الأمر معه شيئا فشيئا إلى أن تخلف عن الصلاة وأصبح لا يأتي إلى في الجُمع .. ومع مرور الأيام .. تفاقمت ثروته وكثرت التزاماته فلم يُعد يرى بالمدينة ! وصارت يقتص أخبار المدينة والرسول من الذين يخرجون منها !! رسول الله في أحد الأيام كان جالسا مع بعض الأصحاب فقال ويلٌ لحارثه ويلٌ لحارثه ويلٌ لحارثه والمسلمون لا يعلمون ماذا يجري مرّت الايام والله تعالى امر الرسول ان يأخذ من اموالهم صدقات هذا المال عليه زكاة عليه حقوق لله .. رسول الله صلى الله عليه وآله ارسل سفراء الى أصحاب الأموال والأراضي ..الذين لديهم اغنام وأموال .. عندما وصل السفراء الى ثعلبه و قدموا إليه رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله إذ ي يقول فيها ( ان لله حق في اموالك) قال ماذا يريد منا محمد يريد ان يأخذ منا جزيه !! هذا حارثة الفقير .. كيف الأموال غيرت تفكيره !! قال الجزية يأخذونها من اهل الذمة قالوا له ليس الأمر صادر من رسول الله انه امر الهي .. قال لهم اذهبوا للبقية وبعد ذلك تعالوا اليَّ .. توجهوا الى البقية وبعد ذلك رجعوا له فأعاد نفس الكلام رجعوا الى رسول الله صلى الله عليه وآله و قالوا له يا رسول الله هذا ثعلبة الفقير يوم الذي كان لا يملك المال كان يحضر للمسجد ويستمع لكلامك وأما الآن وبعد أن تغير وضعه وصار ثريا فأنه يرفض دفع الحقوق الشرعية من ماله .. ما مرت لحظات الا ونزل قرآن يذم ثعلبه صار خزي وعار عند الناس ان القرأن يذم ثعلبة عند رسول الله قال هذه زكاتي هذه صدقاتي قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله امرني ان لا اقبل منك فبقيت معه هذه الذلة معه إلى ان مات هذا ماذا ؟ هذا الذي يجعل طاغوته المال !وتارة يتمثل بالجنس .. الانسان عندما يسير كالبهائهم .. يسير في الطرقات يعاكس هذه وتلك .. وكأنه ليس لديه عرض ليس لديه ام .. اخت .. عمه .. خاله كما تدين تدان .. من زنا زُني به .. كل ما تحاول معه بالحضور إلى المآتم .. المواكب .. المساجد .. لا تجده يستجيب لك .. هذا لماذا ؟! لأن طاغوته جنسه !تارة يكون طاغوته الشهرة .. الرئاسه انسان ليس لديه مسؤولية ما أن حصل على الرئاسه حتى تكبر على الآخرين وصار ينظر إليهم بنظرة فوقيه يستعلي عليهم .. هذا كله يمثل طغيان الانسان . أحبتي .. دعونا نعود الى الآية الكريمة ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم ) ايُّها الشاب ..لتتخذ الله وليا .. لا بد أن ..تكفر بالطاغوت تكفر بالمال الذي يغويك تكفر بالجنس الذي يبعدك عن الله تكفر بالشهرة التي تكون سببا في معصيتك تكفر بأي شيء يكون مرضاة لنفسك الامارة بالسوء ..الله مجمع الفضائل .. لهذا رب العالمين قبل أن يبدء بهذه الآية الكريمة يقول ( لا اكراه في الدين ) هذا لنميز بين الله والطاغوت .. فالله تبارك وتعالى يتعامل بمبدء عدم الاكراه في أهم شيء ( الدين ) .. أما الطاغوت فليست هذه من مبادئه .. بل التكفير مبدئه .. فالبعض ممن يتخدون من الطاغوت وليا .. يكفرون كل من يخالفهم في الدين والعقيدة والمبدء بل البعض يسفه كل من يختلف معه في الفكر ! أيّها الأحبة .. ليس لدينا مبدء الاكراه في الدين .. فكل من ينتمي إلى مدرسة فكرية معينة علينا أن نحترمه ليحترمنا .. فليس من حق أي كائن بشري أن يسفه آراء الآخرين .. أن يصادر آراء المراجع الآخرين .. فلكل احترامه وقيمته .. ولكل انسان حرية الاختيار .. قبل يومين تلقيت اتصال من احدى الامهات .. تشكو واقعاً مريرا نعاني منه فبعد أن طلبوا يد ابنتها للزواج وإذا بهم يرفضونها بسبب تقليد البنت واسرتها لمرجع ديني معين ! هذه جاهلية عار علينا .. إلى متى يبقى الانسان جاهل الى متى تبقى هذه الأمور مانعا بيننا .. الله تبارك وتعالى يقول لا اكراه في الدين .. فليس من حقنا اجبار أي كائن كان بأن يتبع ديننا .. فكيف بالمذاهب ؟! كلمة أوجهها إلى الذين يتبعون المذاهب الأخرى ..يقولون هنالك مذاهب أربعه لا غير .. و علي جاد الحق الذي كان شيخ الأزهر صرح بكلمة له (أنه ليس لدينا هنالك دليل على أن المذاهب أربعة ، نعم فترة من الفترات جائت الحكومات وقالت ان المذاهب أربعة ) .. ويأتي شيخ شلتوت ايضا شيخ الأزهر صحح المقولة اكثر عندما قال ان الشيعة والتشيع هو المذهب الخامس.. السؤال الآن القرأن يقول لا اكراه في الدين .. فمن الذي قال نحن لدينا أربع مذاهب ؟! مصادر الحديث من اين نأخذها ؟! اما من القرأن ( كتاب الله ) واما من ( سنة رسول الله ومن أهل البيت ) .. الآن هل هنالك دليل على أن المذاهب أربعة ؟! فلنتناقش بكل موضوعية .. هل هنالك دليل من القرأن الكريم على أن المذاهب أربعة ؟!ليس هنالك دليل .. وهذه المذاهب انما بدأت بعد وفاة رسول الله بمائة سنة هل رسول الله صلى الله عليه وآله تحدث عنها وهل القرأن تحدث عنها ؟ رسول الله لم يتحدث عنها اذن كيف اجعل من هذه المذاهب اساسا لي في حياتي ؟! الناس الذين يرجعون إلى هذه المذاهب في عصر رسول الله ماذا كانوا يصنعون ؟! هل هذا يعني بأن تقليدهم كان باطل ؟! حقيقة وقع بصري خلال مطالعتي في احدى الكتب لنص ورد عن أحمد بن حنبل الذي هو شيخ الحنابلة وامامهم يقول لا تقلدوني ولا مالك ولا الشافعي ولا ابو سفيان الثوري قال لا تقلدوا احداً .. هؤلاء هم أصحاب المذاهب الأربعة .. فكيف نقول بأن المذاهب أربعة ؟!ولكن لو جئنا إلى التشيع وسألت أهل السنة التشيع منذ متى بدء ؟!البعض يقول المذهب الخامس ونحن نقول المذهب الأول .. ما هو الدليل على ذلك ؟ أقول التشيع بدء اما من من مقتل عثمان كما يقولون أو من بعد واقعة الطف .. مهما يكن على أرائهم فهو المذهب الأول ونحن نقول بأنه منذ عهد رسول الله لقول رسول الله يا علي انت وشيعتك الفائزون .. البعض قد يطالبني بالمصادر من كتب أهل العامة .. قبل أن تطالبني بالمصادر من تلك الكتب .. أنا أوجه لك سؤالي .. هل أنا مطالب بأن أعطيك مصدر من مصادرهم ؟! هل لأثبت ولاية أمير المؤمنين لابد أن أرجع بحديثي إلى كتبهم ومصادرهم ؟ لماذا أترك كتبي ومصادري ؟!اليوم اقدس كتاب عندهم هو ( البخاري) .. البخاري لما انظر اليه انظر إلى الظلم وعدم الانصاف في اثبات الحقيقة فكيف اتبعه واجعله مصدراً لي ؟!علماء العامة كم رواية نقلوا عن علم علي ؟! بإجماع المسلمين أن رسول الله قال اعلمكم علي اعدلكم علي اقضاكم علي الذي عنده علم الكتاب من ؟ يقول الثعلبي في كتابه صفحة 120 ان الذي عنده علم الكتاب هو علي ابن ابي طالب .. انا مدينة العلم وعلي بابها رواه اكثر من مائة رواي من علماء العامة .. انا مدينة الفقه وعلي بابها رواه الثعلبي في كتابه ورواه القندوسي في ينابيع المودة اكثر من ذلك انظر الى علم علي عبدالله ابن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الحكمة جزأت إلى عشرة اجزاء تسعة منها لعلي ابن ابي طالب و واحد للناس وهذا الواحد شاركهم به وهو اعلمهم به هذا علم علي ابن ابي طالب الذي اخذه من رسول الله رسول الله يقول ما من علم لي الا وعلمته عليا الآن أنظر إلى هذا العلم وهذه المنزلة لأمير المؤمنين واذهب الى البخاري وانظر كم رواية يروي عن علي ؟! خمسين رواية يروي عن علي فقط .. علي ابن ابي طالب اكثر من ثلاثة وعشرين سنة عاش مع رسول الله صلى الله عليه وآله فقط خمسين رواية بينما وابو هريرة الذي عاش سنتين مع رسول الله صلى الله عليه وآله يروي عنه خمسة الاف وثلاث مائة واربع وسبعين رواية أليس هذا جورا أليس هذا ظلما ؟ ومن فاطمة كم رواية يروي ؟ روايتين فقط !فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله لو اعتبرنا انها روت عن كل يوم عاشته مع ابيها روايه لتكون لدينا اكثر من ثلاثة الاف رواية .. الرواية تقول توجه الى المسجد صلى ركعتين ثم ذهب للزهراء وبعد ذلك يتوجه الى زوجاته الوحي كان ينزل في دار فاطمة أين البخاري عن هذا ؟! كيف اعتمد على البخاري بالله عليك ؟! وماذا بشأن الامام الحسن المجتبى والحسين الشهيد ريحانتا رسول الله .. كم رواية روي عنهم ؟! روي عن الحسن عليه السلام أربعة عشر رواية وعن الامام الحسين ثمان روايات فقط .. فبالله عليك كيف أخذ ديني من شخص كهذا عدم الانصاف ؟!عظم الله اجورنا واجوركم بمصابنا بابي عبدالله الحسين عليه السلام
| |
|
Ahlamontada 
