ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: محاضرة الشيخ عبدالرضا معاش الليلة الاولى في الكربلائية الكويت 1431 ه " مكتوبة" الإثنين مارس 08, 2010 11:43 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيماللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجِّل فرجهمسلامٌ قولا من ربِّ رحيممذهب التشيع هو المذهب الوحيد الذي يسير وفق منهج القرأن ومنهج رسول الله وعترته الطاهرة . مذهب التشيع هو المذهب الوحيد الذي يسير وفق المنهج القرأني . زيارة الحسين مشياً على الأقدام تُهذب النفوس . السير نحو الحسين .. سيراً نحو التكامل الانساني .. سلسلة محاضرات سماحة العلامة الشيخ عبدالرضا معاش بعنوان : الفكر الشيعي نهضة وحضارة في حسينية الرسول الاعظم صلى الله عليه واله - الكربلائية .. دولة الكويت .. الليلة الاولىبسم الله الرحمن الرحيمالإسلام وبناء الشخصية الإنسانيةالشيخ معاش في الحسينية الكربلائية :: مذهب التشيع هو المذهب الوحيد الذي يسير وفق منهج القرأن ومنهج رسول الله وعترته الطاهرة . تحدث سماحة العلامة الشيخ عبدالرضا معاش في حسينية الرسول الأعظم (الكربلائية) بالكويت في محاضرته عن النهضة الفكرية الحضارية لمذهب التشيع ، مستعرضاً الكثير من الأسس التربوية التي أسسها مبدء التشيع في بناء الشخصية الإنسانية المتكاملة فمذهب التشيع الذي استسقى جذوره من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن خليفته من بعده أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام والعترة الطاهرة المهدية من بعده . ابتدأ سماحته الحديث بالاية الكريمة : هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ .وتحدث في المقدمة قائلا : الانسان هو المحور الرئيس المستهدف في رسالات السماء فهو المُُعد ليكون خليفة الله في الارض اذ يقول عزوجل : واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة .. وبقليل من التمعّن ندرك عمق المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه وقد اودع الباري عزوجل مجموعة من العوامل والتي تقوّم شخصيته وتسعى لبنائه وترشيده ، عبر العقل والفطرة واسندهما برسالات الانبياء عليهم السلام وبدورهم في التذكير فقال عزوجل : فذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر . وكشف معاش حقيقة مهمة في التكوين الإنساني الذي فطر الله تبارك وتعالى الخلق البشري عليه ، فالله تبارك وتعالى خلق الإنسان على فطرة التوحيد والإيمان بمحمد نبيا وعلي اماما . وأشار سماحته إلى انحراف البعض عن القول بوحدانية الله عزوجل وعزوف آخرين عن ولاية أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه إلى تأثير الإعلام بكل وسائله سواء ونماذجه سواء الإعلام المرئي أو السمعي . فاللإعلام دور بارز في صياغة المبادئ والعقائد لدى العقل البشري فالصور التي تُعرض عبر الشاشات الصغيرة تُختزن في العقل اللاواعي ( العقل الباطن ) و تُـترجم في السلوك الواقعي العملي بفعل ( العقل الواعي ) . . وان الاعلام الغربي يعمل بكل قوة على شبابنامن اجل ابعادهم عن خط الفضيلة وهذه هلويد وهي مركز السينما الامريكية تعمل على نشر ثقافتهم في امتنا وتقوم بعض القنوات الفضائية العربية بترجمتها وتسوقها الى المجتمع لتبعده عن الله عزوجل . وطرح سماحته استفهاما قد يدور بفكر كل واحد منا ( هل من المعقول أن يخلق الله عزوجل خلقه ويتركه سُدا ؟! يتيه في لجج الظلام الدنيوي حيث أمواج الفكر المنحر والأهواء الشيطانيه تتقاذف يمينا وشمالا ؟! ) (واذا كان لا .. فأين هو الحل ؟! ) بالطبع لا ، أما بالنسبة للحل فكل يدعي وصلاً بليلى .. فالفلاسفة كأفلاطون ادعى بأن الحل يكمن في تأسيس المدينة الفاضلة التي تنص على صلاح النظام .. وصلاح الحاكم وصلاح المجتمع يأتي من خلال النظام الصالح .. بينما أشار ارسطو ( وهو فيلسوف آخر) .. إلى أن الصلاح لا يتحقق إلا بصلاح الحاكم فالحاكم الصالح هو الذي يصلح المجتمع ولكن رأي الفلاسفة لم يتجاوز النظرية وذهب سدى مع الرياح لان النظام الصالح والقائد الصالح لايمكن الاعتماد عليهما في عالم المصالح والاهواء والغرائز دون التدخل الالهي المباشر والذي عيّن رسلا وارسلهم الينا وقام بحمايتهم وحماية النظام المرسل : انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون . . ونحن نعتقد بأن الله تبارك وتعالى رحيم ، ورحمته وسعت كل شيء ، ونقرَّ بالعناية الربانية بالعباد أن أرسل لهم معلما مرشدا و وليا ناصحا ولم يتركهم يصارعون أمواج الحياة لوحدهم .. فالله تبارك وتعالى وبعد حياة رسول الله صلى الله عليه وآله نصبا علي ابن ابي طالب اماما ليكمل المسيرة الرسالية لرسول الله ويبلغ رسالة ربه التي نزلت على ابن عمه ( رسول الله صلى الله عليه وآله) . فهل من العقل يرحل رسول الله صلى الله عليه وآله من الدنيا ولا يستخلف أحداً على دين الله ؟! لا يوكل أحداً بإكمال مسيرته ؟! وهل السماء تترك رسالتها هكذا ؟! أيعقل ذلك ؟! واستعرض معاش أهم الأساليب التربوية التي اتبعها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع الشباب في عصره . ننقل لكم شذرات منها ::من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله أن رجلاً أتى النبي صلّى الله وعليه وآله ليسأله، فسمعه وهو يقول: « من سألناأعطيناه، ومن استغنى أغناه الله » فانصرف ولم يسأله، ثم عاد إليه فسمع مثل مقالتهفلم يسأله، حتى فعل ذلك ثلاثاً، فلما كان في اليوم الثالث مضى واستعار فأساً وصعدالجبل فاحتطب، وحمله إلى السوق فباعه بنصف صاع من شعير، فأكله هو وعياله، ثم دامعلى ذلك حتى جمع ما اشترى به فأساً، ثم اشترى بكرين وغلاماً وأيسر ، فأتى النبي صلىالله عليه وآله فأخبره فقال: ( أليس قد قلنا: من سألنا أعطيناه، ومن استغنى أغناهالله)يُعلق سماحته قائلا ::أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان بإمكانه أن يُعطي الرجل مبلغاً من المال ليُحسن وضعه المعيشي إلا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أن يؤسس مبدء اجتماعي للحياة المعيشية رغم ألم الفقر وصعوبته ففي الرواية عن أمير المؤمنين علي عليه السلام ( كاد الفقر أن يكون كفرا ) .. إلاَّ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله أراد أن يُعلمه ( الإكتفاء الذاتي) .. بمعنى أن يكون الإنسان معتمداً على نفسه في تحصيل أموره المعيشية فلا يكون عيلة على الآخرين .. وهذا هو المبدء الذي سار عليه أحفاده الطاهرون فيروى أن جماعة من أصحاب الإمام الصادق سلام الله عليه وقد جائوه يطلبون منه الجنة ( يابن رسول الله اضمن لنا الجنة) .. فقال لهم ( أعينوني بإطالة السجود ) .. يعني ماذا ؟! بمعنى أنه ليس هنالك شيئاً بالمجان ( من جد وجد ومن زرع حصد ) ، أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أرادوا أن يعلموننا هذا المنهج ، منهج السير نحو الهدف .. فعندما يشير الإمام الصادق على أصحابه بإطالة السجود ليضمن لهم الجنة لعلمه بالآثار الإيجابية للسجود فالشيطان يأتي للإنسان من بين يديه ومن خلفه ولكنه لا يستيطع أن يسيطر على الإنسان في موضعين ( إذا رفع الإنسان يداه بالدُّعاء عاليا نحو السماء ) .. ( واذا خرَّ ساجداً لرب العزة والعظمة ) .. فالسجود لله يُحصن الإنسان من الموبقات ويستحضر العظمة لله ويقر بالعبودية له عزوجل وحده لا شريك له فيكون موحداً حقيقا .. والتوحيد ثمن الجنة كما ورد في حديث لرسول الله صلى الله عليه وآله . الوليد ابن عقبة بن معيط كان الوليد بن عقبة والياً على الكوفة من قبل عثمان ولم يعهد الى اهل الكفاية والقدرة من المهاجرين والانصار الذين احسنوا البلاء في الاسلام .نشأ في مجتم جاهلي ولم يدخل في قلبه بصيص من نور الاسلام وكان ابوه من ألدّ اعداء رسول الله فقد روت ع عائشة عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال : كنت بين شرّ جارين : بين ابي لهب وبين عقبة بن ابي معيط ، ان كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي حتى انهم لياتون ببعض مايطرحونه من الاذى فيطرحونه على بابي ، وقد بصق هذا اللعين في وجه رسول الله صلى الل عليه واله وشتمه ، فقال له النبي : ان وجدتك خارجاً من جبال مكة أضرب عنقك صبراً .فلما كان يوم بدر وخرج اصحابه امتنع من الخروج فقال له اصحابه : اخرج معنا .. قال : وعدني هذا الرجل ويقصد النبي الاعظم ان وجدني خارجا من جبال مكة ان يضرب عنقي صبرا .فقالوا له : لك جمل احمر لايُدرك ، فلو كانت الهزيمة طرت عليه ، فخرج ولما انهزم المشركون اخذ اسيرا في سبيعن من المشركين ، فامر الرسول امير المؤمنين ان يضرب عنقه .نشأ الوليد وفي قلبه أحقاد وأضغان على رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهما .. فماذا نتوقع من رجل تربى في حجر عقبة ؟! أيكون مؤمنا !؟سلّم الخليفة الثالث ( الوليد بن عقبة ) ولاية الكوفة .. وكان الوليد شارباً للخمر فاسقا .. حتى أنه ذات يوم خرج يصلي بالناس .. فصلى بهم اربعة ركع !! .. وكان بدل أن يقول سبحان ربي العظيم وبحمده يقول اسقني واشرب !! إلا أن تقيأ في محراب صلاته ؟! وقال : هل هل ازيدكم ؟ فقال له ابن مسعود : لازادك الله خيرا ، ولامن بعثك الينا ، واخذ فردة نعله وضرب به وجه الوليد ، وحصبه الناس ، فدخل القصر والحصباء تأخذه ، وهو مترنّح ... فأخذ المصلون خاتمه والذي انتزعوه منه في حالة سكره وذهبوا الى الخليفة الثالث يحكون له أمر واليهم .. والي الكوفة هذه المدينة ذات الموقع الاستراتيجي الهام فأمير المؤمنين اتخذها عاصمة له والامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ستكون عاصمة دولته المنتظرة دولة العدل الالهي .. حيث سيتخذ من مسجد السهلة داراً له ومن مسجد الكوقة محلا للقضاء هكذا يُولى عليه من البشر ؟! عجبا! توجه المصلون إلى الخليفة الثالث .. وبيدهم خاتمه .. فلم يصدق كلامهم .. فخرجوا متوجهين لأبي الحسن علي عليه السلام بعد ان امر عثمان بجلده فقال عليه السلام : لعثمان : دفعت الشهود وابطلت الحدود ؟ فقال ماترى ؟ فقال : ارى ان تبعث الى صاحبك ، فان اقاما الشهادة في وجهه ولم يدل بحجة أقمت عليه الحد .. فأمر بإحضاره من الكوفه .. فلما قدم واقاموا عليه الشهادة ولم يدل الوليد بأي حجة يدافع بها عن نفسه وامتنع حضّار المجلس من القيام بحدّه نظراً لقربه من عثمان فأنبرى امير المؤمنين عليه السلام فأخذ السوط ودنا منه وجعل الوليد يروغ من الامام فأجتذبه وضرب به الارض وعلاه بالسوط فثار عثمان وقد علاه الغضب فقال للامام : ليس لك ان تفعل به هذا . فقال عليه السلام : بلى وشرٌّ من هذا اذا فسق ومنع حق الله ان يؤخذ منه !! .واقام الامام الحد عليه ..هذا نموذج من الحكام الظلمة والذين طغوا وتشاعوا الفحشاء في الامة .أن للتربية دوراً مهماً في غرس القيم والمبادئ في النفس الإنسانية فالإنسان الذي يتربى في حجر كحجر ( العقبة ابن المعيط ) لا عجب أن يكون انساناً فاسقاً منحرفا .. بينما الإنسان الذي يتربى في حجر لا يعرف إلا الدّعاء .. لا يعرف الا مجالس الذكر الإلهي .. لا يعرف إلا مجالس الحُسين .. لا يكون إلا مؤمنا .. لذلك هذه نصيحة إلى الآباء .. التفتوا الى ابنائكم .. إلى من يصاحبون .. إلى من يجالسون .. ولا يكون هنالك خلطاً في المصطلحات والأوراق .. فالحرية الشخصية لأبنائنا أمراً .. والتربية أمراً آخر .. رقابوا أبنائكم من أجل سعادتهم في الدارين .. دار الدنيا والآخرة .. ايُّها الشاب .. ان العمر قصير .. وساعة الزمن تجري بلا توقف وهوادة .. فلا تعجل عجلات ساعة العمر تفر من بين يديك .. حافظ على صلاتك .. على صيامك .. على عبادتك .. استغلوا أوقات فراغكم فلا تحاولوا قتله بأي وسيلة وأي ثمن .. فليكن هذا الواقع دافعاً لكم لتطوير ذواتكم .. لرفع المستوى العلمي والفكري لديكم .. فهذا هشام ابن سالم شاب لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره تربى في حجر الامام الصادق فكان أفقه الناس في عصره وهو ابن خمسة عشر عاما ! من أين حصل على هذه الروحية التوحيدية ؟! وأن أردتم التوفيق لهذه الروحية وأردتم السير إلى الله لتحلق أرواحكم نحو عالم القدس الإلهي فهيئوا انفسكم لزيارة الحسين صلوات الله وسلامه عليه وهذه هي أيام التهيئة .. فالقوافل تترى على كربلاء .. والرايات ترفرف في سماء كربلاء .. تعاهد الحسين بالثبات على نهجه الاصلاحي .. فالسير نحو الحسين هو تهذيب للروح .. فعندما يسير الشاب مشيا على الاقدام من محافظة البصرة ويقضي قرابة العشرون يوماً في الطريق لا يفكر بأكله ومشربه .. بملبسه ونومه .. لا يفكر إلا بالحسين ألا ترتقي روحه إلى مدارج الكمال الإنساني ؟! كيف لا ؟ والرواية تقول أن الله يخلق من عرق زوار الحسين ملائكة ! .. الملائكة نور .. وعرق زوار الحسين نورا على نورا ! فهنيئا لمن يوفق للزيارة .. حِكاية :: السماوي ( الحاج زهير أبو الألمنيوم ) .. اعتاد أهل العراق الموالون الكرام على إكرام زوار أبي عبدالله الحسين سلام الله عليه .. والحاج زهير السماوي هو أحد رجال السماوة الكرام حكى لي أنه خرج أيام الزيارة الأربعينية إلى الشارع الرئيسي لتلقي قوافل الزوار القادمين واحضارهم إلى منزله ليحضى بخدمة زوار أبي عبدالله عليه السلام .. خرج وأحضرهم بمعيته إلى داره .. وإذا بالزوار يسألونه أن كانت له حاجة ليطلبوا من الحسين الشهيد عليه السلام أن يشفع لهم عند الله بقضائها .. فتذكر الرجل أن ابنته التي تزوجت قد رزقت بأبن وبنت ومن بعدها لم ترزق بذرية رغم المحاولات العديدة التي قام بها الأطباء .. فاتصل بها وأخبرها أن تحضر معها ملابسا نظيفة للزوار .. وطلب من الزوار نزع ملابسهم لتحظى ابنته بشرف غسلهم وصبّ ماء الغسل على رأسها ليكون هذا الماء الطاهر دواء لها وشفاء من العقم الذي أحلَّ بها على حين غرّة .. فامتثل الزوار لطلبه .. وقامت البنت بغسل الملابس .. وغسلت الملابس وصبت الماء على نفسها فلم يمر شهر من الواقعة واذا بأبنتي حامل .. ببركات زوار ومشاية الامام الحسين عليه السلام . وختم سماحته المجلس بأبيات الشاعر هسثم سعودي الكربلائي : الهي انجان ما زورن لأبو اليمة ... اخذ روحي بغيابه الموت الي رحمه انا من سنين انادي والدمع يجري ... الهي بفقد ابو اليمه انكسر ظهري ونحل عظمي وذبل عودي وخلص صبري تره الفاقد حبيبه الموت مايهمه ...صلى الله عليك يا ابا عبدالله .. | |
|