ورود
المديرة
عدد الرسائل : 4039
السٌّمعَة : 4
نقاط : 4532
تاريخ التسجيل : 21/09/2008
 | موضوع: محاضرة الليلة الثانية لسماحة الشيخ عبدالرضا معاش محرم 1431هـ  الإثنين ديسمبر 21, 2009 1:29 am | |
| الزمان :: محرم – 1431 هـ - 19-12-2009 م
الليلة :: الثانية
المكان:: حسينية القصاب – المنامة ( مملكة البحرين)
عنوان المحاضرة ::سلوك الفرد بين الرغبة والرهبة .. والرد على اباطيل ابن تيمية
بسم الله الرحمن الرحيم ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين ) الآية (193) سورة ( البقرة)
الإنسان هذا الكائن المعقد الذي يسير إلى العوالم من عالم الى آخر الى ان وصل الأمر به إلى عالم الدنيا وقبل تكون الزمان هذا الانسان الذي هو من الكائنات التي تبحث عن المسيرة الى القمة نراه يتأرجح بين أمرين بين الرغبة وبين الرهبة الرغبه بمعنى الانفلات والرهبة بمعنى الالتزام .
الرغبة تنقسم إلى قسمين ( الرغبة الجسدية ) و ( الرغبة الروحية) ، الرغبة الجسدية وهي الرغبة المرتبطة بمرطبات الجسد ونعني بذلك ( الأكل .. الشرب .. الشكل .. الجمال .. جمال النظر وجمال السمع وجمال الأكل ) . الرغبة الروحية انما تتمثل في اطماعه التي تتجسد في( حب السلطة والتسلط) .
بينما الرهبة تدعو إلى نواقص الجسد المراد من ذلك هو الجوع العطش الألم وكل ما يبعد الإنسان عن راحته الجسدية واما جانب رهبة الروح تتعلق بالكآبة والقلق والخوف وما اشبه ذلك .
لو نظرنا الى هذه الحاجيات لوجدنا أن الانسان يتمرجح بين الرغبات وبين الرهائب هذا الصراع بينهما، فإذا سيطر جانب الرهبة في الإنسان نرى انه قد يحدث للإنسان تألق في عالم الالتزام ولكن لو كانت الرغبة هي الأقوى نرى أن الأمر عند الإنسان يتغير .
أقوى رغبة في الإنسان انما تتمثل في حقيقة واحدة هي (حب السيطرة ) أقوى من الأكل والطعام والشراب والجمال.
الرغبة الروحية هي التي تسيطر على الإنسان فنجد ان الانسان لو حرم نفسه من كثير من لذائد الدنيا الا انه عندما يصل الأمر به إلى السيطرة تراه يتوقف لماذا ؟!
فحب السيطرة هذا نراه ينبثق من داخل الأسرة قبل خارجها فرب البيت (الأب)في بعض الأحيان نجده يعتقد بأهمية سيادة كلمته على سكان المنزل ( الزوجة .. الأبناء ) متذرعاً بالآية القرأنيه ( الرجال قوامون على النساء) .. انها زعامة وسيطرة سقيمة عقيمة .. بعض الآباء لا يلتفتون إلى أنفسهم وهم ينمون روح السيطرة والنتيجة تكون الدمار الأسري.. فالأب عندما يحاول فرض سيطرته وكلمته لا يكون ذلك بدافع تحقيق السعادة في عالم الأسرة بل من أجل تحقيق الرغائب الجسدية ( السيطرة ) .. وأن أكبر وأخطر شيء من الرهائب الجسدية هو ( الموت ) .. الإنسان المتعجرف بيده عمل كل شيء من عجرفة وطغيان وظلم وقهر لأخيه الإنسان وما أن يأتي الموت يتوقف كل شيء ,, والموت هو أكبر وأخطر شيء من الرهائب الجسدية. اذن هذه الرغائب وهذه الرهائب هي التي تسيطر على حياتنا اذا جئت إلى المآتم وقضيت حوائج الناس وذهبت لزيارة المرضى وعملت ببر والديك فأنت عملت بالرهبة ومسكت طريق الالتزام . بينما لو اتجه الإنسان إلى معدته واهتم للموضه ورغائبه كما في الفتيات اللاتي يأتين إلى الحسينية اليوم وقد وضعن على رؤوسهن العمائم ينافسن الرجال بها ! لماذا هذه البنت تضع المساحيق الملونه وكلما تحدثنا لهن وقلنا لهن شهر محرم الحرام هذا .. شهر شهادة عزيز الزهراء .. إلا أنّ كلماتنا لا تصل إلى آذانهنَّ وكأني لا اعنيها بحديثي ! لماذا ؟! لأن الرغبة مسيطرة عليها فلا يدخل في أذنها كلامي ولو مائة شخص مثل عبدالرضا معاش تحدث لهنَّ وبأعلى بصوته لا يفيد معهنَّ لأنهنَّ يستمعن إلى الغناء ..فالتلوث اصابها وهذا لايعني عجزها عن امكانية التغيير وانما عليها ان تسعى لذلك .نحن لماذا نبحث هذا المبحث ؟! إلى أين نريد أن نصل ببحثنا حول الرغائب والرهائب ؟! واقعاً اننا نحاول أن نفهم حقيقة الإنسان عبر فهمنا للرغائب والرهائب وعن طريق معرفتنا للإنسان يمكن أن نتوصل إلى معرفة الله عز وجل .. اننا عبر بحثنا هذا نحاول أن نفهم تركيبة الإنسان والعوامل المحركة له حتى نستطيع أن نتعرف على كل عامل من هذه العوامل فكما أصحاب الخبرة في الاجهزة الالكترونية ( أجهزة الحاسب الآلي .. السيارات .. وغيرها ) يستطيع الخبير أن يتعامل مع كل قطعة من قطعها فلديها المعرفة بطريقة فكها واعادة تركيبها هكذا نحن نحاول أن تكون لدينا خبرة في مخلوق الله ( الإنسان) .. فإذا لم نتعرف على الرغائب والرهائب لن نتمكن من التعامل مع أنفسنا.. إذن الرغائب تنتهي وتتوقف .. المشكلة أنَّ الإنسان إذا ترك العنان لشهواته وغرائزه تطغى عليه وتتحول إلى بركان متفجر ويبدء الصراع بين الرغائب والرهائب اذا الرغبة تسيطر عليه الانسان يتحول الى كائن مفتون وبعده يصبح الهه هواه يعني عمليا لو صار وقت الصلاة يجلس متسمراً أمام شاشة التلفزيون مشاهداً للمباراة ضارباً بالصلاة عرض الحائط .. بمعنى أنه اتخذ الهه هواه .. لفظيا لا يقر ويعترف بذلك وانما عمليا .. ان التهاون بالصلاة هو أساس الوقوع في الخطأ .. فالصلاة هي حجر الأساس لقبول الأعمال والإمام الحسين سلام الله عليه لماذا قُـتل ؟! أليس من أجل الصلاة ؟!ألا تقرأ في زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه ( و أشهد أنك قد أقمت الصلاة ) ؟!
أيُّها الأحبة .. ان الدماء الطاهرة للإمام الحُسين أسيلت على بوغاء كربلاء من أجل إقامة الصلاة وإحياء الشعائر الإلهية فعندما تسيرون في مواكب العزاء واقترب موعد الأذان أوقفوا المواكب وأقيموا الصلاة لتكونوا نِعمَ الشباب الموالي الذي يمثل خط الحسين بعمله قولا وفعلاً. فما قيمة إقامة الشعائر الحسينية واضاعة صلاة الفجر؟! ان بإضاعتكم لفرائضكم تدمون قلب الإمام الحسين عليه السلام وتجعلون رغباتك الجسد تسيطر عليكم وبالتالي تحصل الفتنه والفتنة تحصل نتيجة اتخاذ الهوى الهاً لكم .. متى يتخذ الإنسان الههُ هواه ؟! حينما تسيطر الرغائب تكون الفتنة فلا حل حينئذ غير القتال اي الموت ومن هنا ينطلق الباري عزوجل بقوله : وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة .يعتبر الإنسان متخذا الهه هواه .. إذا ترك الشيطان يوسوس له باستغلال حاجة أخيه المؤمن فيطلب الربا من أخيه هذا المقدار من المال الذي سيصلى في بطنه نارا ! كما اذا اسديت اليه أمانة وأضاعها .. هالله هالله في رد الأمانات إلى أهلها في الرواية أن الله تبارك وتعالى ما اتخذ نبيا الا اختبره بصدق الحديث واداء الامانة تروح الى الربا .فللنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف كان يتعامل مع اللذين اتخذوا هواههم الها لهم ؟!عندما ننظر إلى القرأن الكريم نجد أن هنالك سورة كاملة بأسم ( المنافقين) ترى من هم هؤلاء المنافقون ؟!ألم يكونوا صحابة رسول الله ام كانوا في الروم وفارس وبلاد بعيدة ؟
مسجد ضرار ( مثالا على اتخاذ الهوى الها ) ..
إنّ بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قبا،وبعثوا إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله)أن يأتيهم فأتاهم وصلّى فيه فحسدهم جماعةمن المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا: نبني مسجداً فنصلي فيه ولا نحضر جماعةمحمد، وكانوا اثني عشر رجلا، وقيل: خمسة عشر رجلا، منهم: ثعلبة بن حاطب ومعتّببن قشير ونبتل بن الحارث فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قبا.
فلّما بنوهأتوا رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يتجهّز إلى تبوك فقالوا: يا رسول الله إنّاقد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة الممطرة والليلة الشاتية، وإنّا نحب أنتأتينا فتصلي فيه لنا وتدعو بالبركة فقال(صلى الله عليه وآله): «انّي على جناح سفرولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلّينا لكم فيه»، فلمّا انصرف رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من تبوك فهبط جبرئيل عليه وانزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه واله :
((وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًاوَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {107} لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَفِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّالْمُطَّهِّرِينَ {108} أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِوَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍفَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {109} لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّأَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {110 ) التوبة.
فهذا المسجد هو مسجد ضرار الذي أحرقه النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تبارك و
تعالى إذن رسول الله امر بحرق وهدم المسجد بأمر من العلي الأعلى لأنه اتخذ من اجل اثارة الفتنه ..
قد يقول قائل هل هناك مساجد لإثارة الفتنه وتكفير المسلمين ؟!
نعم هناك مساجد تدعو الى قتل الابرياء والى تكفير المذاهب لأنك لست على رأيهم ولست على فكرهم ..
وهكذا تم حرق مسجد ضرار وجعله محلا للنفايات حتى يبتعد الناس عنه ..
أيُّها الأحبة ..
عندما تقرأون كتاب الكاتب المسحي ( أنطوان بارا ) الحسين في الفكر المسيحي .. تجدون أنه ينظر إلى التاريخ الإسلامي بنظرة تجرد لا نظرة انحياز فعندما يُحلل شخصية معاوية يحللها بنظرة موضوعيه فيقول بأن معاوية شخص ذكي لم يكن ليظهر باطنه للآخرين لذلك في وفاته الناس لم تحزن ولم تفرح بينما يزيد عندما جاء الناس بدأت تنظر اليه بكل ترقب ويزيد اظهر مافي بطن معاوية صار يلعب بالفهود والكلاب ولعله أصيب بأنفلونزا الكلاب ويزيد هذا انما اصيب بحسب تعبير علماء النفس بالحالة العُصابية بمعنى ان الانسان ينفعل مع كل موقف الانسان الذي لديه حالة الغدر حالة القتل حالة الاغارة على الابرياء هذا انسان لم يتخذ من هواه الها ؟!
هناك بعض الملصقات كتب فيها اسم معاوية وإلى جانبها الصحابي الجليل ابي ذر .. ياللعجب !!
ومن الذي قتل أبو ذر غير معاوية ؟!
ومن الذي قتل عمار ابن ياسر في صفين ؟! ألم يكن معاوية ؟!
ومن الذي أبر بجعل خال المؤمنين ( محمد ابن ابي بكر ) في جلد حمار وقتله ؟ أليس معاوية ؟!
ومن الذي خرج على امام زمانه ألم يكن معاوية ؟
من الذي جاء بحرب صفين اليس هو معاوية ؟
اذن معاوية هذا انسان خرج على امام زمانه بإجماع المسلمين .. لأنه اتخذ من هواه الها ..
وكما يقول القران الكريم : ارأيت الذي اتخذ الهه هواه ...
و ماهو الأمر بالنسبة إلى يزيد ؟!
ألم يبعث يزيد بذلك الجيش إلى مكة المكرمة ليضربون الكعبة بالمنجنيق ؟! قيل لهم هذا بيت الله قالوا الطاعة الطاعة ليزيد ( اليست الطاعة لله ؟! )
ماهو الحل مع هؤلاء ؟!
القرأن يجيب ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه ) ..
آخر حل للدواء الكي .. ان الانسان الذي واقع في الفتنه ورغائبه .. لذلك أمير المؤمنين قاتلهم .. والحسين قاتلهم .. حتى لا تكون فتنه .. لأن هؤلاء يريدون تحريف تعاليم الدين الاسلامي وتزييف الحقائق ومن هؤلاء ظهر لنا ابن تيميه .. هذا الرجل صاحب الأفكار التكفيرية الأمر الذي دفع بعلماء العامة في عصره أمثال زين الدين الشافعي اصدار الفتوى بتكفيره والحاده هذا الرجل هو الذي شوه سمعة الإسلام وقاتل النفس التي حرم الله ..
قُضاة مصر لأربعة مذاهب اصدروا حكماً بتكفيره لأنه قال زيارة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (بدعه) واقعاً أنا لا استطيع نشر أفكاره ومبادئه عبر منبر رسول الله صلى الله عليه وآله رغم انه ناقل الكفر ليس بكافر ولكن نسلط الضوء على بعض من هذه الأفكار الهدامة التي تعمل على غزو عقول بعض الشباب فتنخر عقيدتهم .
ابن تيميه من أفكاره المنحرفة أنه يقول بِقدم العالم .. بمعنى أنه لا يقول ( كان الله وكان العالم ) بل يقول ( كان العالم وكان الله ) .. يجعل مقارنة بين قِدم العالم وقِدم الله .
هؤلاء الناس لماذا خرجوا عن الدين وكفروا الناس ؟!
لأنهم اتخذوا الهوى الها !
التفاته أخرى على افكاره الخرافية !!
سُئل شخص من مدرسة ابن تيمية ذات يوم من قبل احد اصحابه لو أن صبيين شربوا من شاة واحدة فما هو حكمهما ؟!
فأفتى بحرمة أحدهم على الآخر معولا على قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لو ارتضع صبيين من ثدي واحد لحرم احدهما على الآخر).
واقعاً كلام رسول الله صلى الله عليه وآله يشير إلى الرضاعة من ثدي المرأة الواحدة وليس من الشاة والأبقار ؟!
وإلا فالناس جميعهم يحرمون على بعضهم البعض لشربهم حليب البقر !!
بعض الجماعات في العراق يحرمون الدجاج المشوي بعلة انه لم يكن في زمن رسول الله وانه لبدعة !
وعلى هذه الشاكلة يحرمون الماء المثلح لنفس العلة !!
كلمة أوجهها أهل السنة ..
نحن نعلم كم أهل السنة يحبون أهل البيت صلوات الله وسلامه عليه فأنتم أهل محبة وانا عندما نتحدث عن هذه الأفكار المسمومة انما نتحدث عن فئة شاذة خرجت عن الدين الاسلامي وإلا أهل السنة هم بعيدون عن هذا الفكر التكفيري . هذا الفكر المنحرف الذي يقول بأن للتشهد احدى عشر نموذجا !
هذا الفكر الذي يجهل ( الثقلين ) ..
ففي اثناء تواجدي في بيت الله الحرام لأداء الحج في هذا العام لفتت انتباهي يافطة لإحدى الحملات كتب عليها ( حملة الثقلين ) وأسفل هذا الشعار كتب ( الصفا والمروة ) !! هل الثقلين هما ( الصفا والمروة ) !! عجيب ! الهدف من ذلك ابعاد الناس عن اهل البيت عليهم السلام .. وبذلك يريدوا ان يبعدوا الامة عن القران الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ولكن الامر اليوم تغير فان الناس بدأوا يتعرفون على الحقائق وصارت جلية للعالم اجمع .
المشكلة في من يتخذ الهه هواه .. فهم تركوا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله الذي هو وحيٌ يوحى وقالوا ان الرجل ليهجر فكيف لا نتوقع منهم الضلال ؟!
فمن يترك نور محمد وآل محمد لا شك أنه ضال ومضل !!
لذلك أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب ليث الحرايب سلام الله عليه قاتلهم ،وعندما اجتمعوا في بيته وأخذوا يذكرون فضائله ويطلبون مبايعته قال أنا لا ابايع سرا بل أمام الناس .. وأول من بايع هو طلحة وهو أول من نقض البيعة ايضا !
بعد ذلك كل الناس جاؤوا وبايعوا وصل الأمر الى عبدالله ابن عمر قالوا له بايع قال لا ابايع حتى يبايع الناس قال ااتني بكفيل قال له أمير المؤمنين قال انا اكفلك اكثر من ذلك؟!
الامام وزع على كل واحد منهم ثلاثة دنانير فجاء سهل بن حنيف قال انا والغلام ثلاثة قال له أمير المؤمنين الكل سواسية في حكومة علي ابن ابي طالب الامام .
الإمام كان قد أوكل مهمة تفريق العطاء على المسلمين لعمار ابن ياسر فلما وصل عمار الى عبدالله بن عمر رفض العطية فذهب عمار إلى سعد ابن ابي وقاص فرفض العطية توجه عمار الى طلحة والزبير ايضا لم يأخذوا المال وشكلوا عِصابة في قبال اصحاب امير المؤمنين وقالوا يا علي تعامل معنا كما كان في عهد عمر وعثمان قال رسول الله صلى الله عليه وآله يتعامل مع الجميع سواسية وأنا اتعامل كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعامل رفضوا ذلك ثم جاءوا يطلبون العمرة قال انما تطلبون الغدرة .
وهكذا خرجوا على امام زمانهم إذ توجهوا إلى مكة المكرمة وكانت عائشة تنتظرهم هناك واخرجوا جيشا إلى البصرة امير المؤمنين خرج من المدينة وتوجه الى كوفة وأوكل مالك الأشتر بتجهيز الجيش .. هذا البطل الضرغام .. وأخرج مالك الأشتر سبعة آلاف واحد بعد ان كان ابن موسى الاشعري يجعل الناس يتخاذلون عن نصرة أمير المؤمنين سلام الله عليه ..
أول ما وصل الصحابة مع عائشة وطلحة والزبير الى البصرة توجهوا إلى والي الامام و نتفوا لحيته.. شاربه .. حاجبه ورموش عينيه ودارت الحرب أي حرب وسقطى قرابة الخمسة وعشرين الف قتيل ناهيك عن عدد الأيادي والأقدام التي قطعت وتعد بالمائة وعشرين الف يد وقدم !
قاتلهم أمير المؤمنين وهو يمتطي بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله .. حاربهم ليقيم شعائر الدين وحدوده .. وهكذا خرج الإمام الحسين سلام الله عليه للإصلاح في أمة جده بعدما استشرى الدمار وطمست معالم الدين وكادت ان تدرس آثاره فيزيد الذي ادعى الامارة على المسلمين شارب للخمرة وقاتل للنفس المحترمة .. وهنا يبرز البعض شبهة فيقول .. هل كان الإمام الحسين عليه السلام يعلم بمقتله ؟!
نعم كان يعلم ,,
فيقولون لك .. ألا يعد هذا القاءٌ في التهلكة ؟!
اجبه :
يكون القاءٌ في التهلكة لو كان قتل عادي والسلام بينما الإمام الحسين بقتله احيى الدين ومعالمه وهذه ارادة السماء فالله تبارك وتعالى شاء ان لا يستقيم دين محمد إلا بسفك دم سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
لذلك خرج الإمام الحسين من مدينة جده قاصداً مصرعه بين النواوويس وكربلاء ليقيم الصلاة ويحافظ على الإسلام وحدود الله التي انتهكت على يد آل معاوية وآل مروان ..
خرج الحسين وهو مشتاقاً للمنية لأنها عطاءٌ لله فقد كان يقول سلام الله ( وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخير لي مصرع أنا لاقيه، كأني بأوصالي تقطعها عُسلان الفلوات بين النواميس وكربلا .. )
وجرى ما جرى على سبط الرسول في ذلك اليوم المهول من يوم عاشور على يد العصبة الباغية
..
مصيبة الحسين عليه السلام بكت لها السماوات السبع والارضون السبع ..
عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل
| |
|
Ahlamontada 
