من هو حبيب بن مظاهر
هو حبيب بن مظهر بن رئاب بن الأشتر بن جخوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قيس بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن أسد ، أبو القاسم الأسدي الفقعسي كان صحابيا رأى النبي - صلى الله عليه وآله وكان عمره يوم استشهاده 75سنة ودفن في حرم الإمام الحسين(ع) منفصلاً عن قبور كان حبيبٌ رحمه الله ممّن صحب الإمام علياً-عليه السلام- في حروبه كلها، وكان من خاصته وحملة علومه ومن أصفياء.
مبايعته للحسين عليه السلام
وروى ابن أبي طالب أن حبيبا لما وصل إلى الحسين - عليه السلام - ورأى قلة أنصاره وكثرة محاربيه قال للحسين : إن ههنا حيا من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم ودعوتهم إلى نصرتك لعل الله أن يهديهم ويدفع بهم عنك .
فأذن له الحسين - عليه السلام - فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم ، وقال في كلامه : يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين وابن فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وآله- قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين وقد أطافت به أعداؤه ليقتلوه ، فأتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول الله - صلى الله عليه وآله- فيه فوالله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا والآخرة ، وقد خصصتكم بهذه المكرمة لأنكم قومي وبنو أبي وأقرب الناس مني رحما . فقام عبد الله بن بشير الأسدي وقال : شكر الله سعيك يا أبا القاسم ، فوالله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحب ، أما أنا فأول من أجاب ، وأجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع حبيب ، وانسل منهم رجل فأخبر ابن سعد ، فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس فعارضهم ليلا ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم ، فلما علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحملوا عن منازلهم .
وعاد حبيب إلى الحسين - عليه السلام -فأخبره بما كان . فقال - عليه السلام- : " وما تشاؤون إلا أن يشاء الله" ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إستشهاده
قاتل القوم فأخذ يحمل فيهم ويضرب بسيفه وهو يقول :
أنا حبيب وأبي مظهر * فارس هيجاء وحرب تسعر
أنتم أعد عدة وأكثر * ونحن أوفى منكم وأصبر
ونحن أعلى حجة وأظهر * حقا وأتقى منكم وأعذر
ولم يزل يقولها حتى قتل من القوم مقتلة عظيمة فحمل عليه بديلبن صريم العقفاني فضربه بسيفه وحمل عليه آخر من تميم فطعنه برمحه فوقع فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فسقط فنزل إليه التميمي فاحتز رأسه فقال له حصين :
ونحن أعلى حجة وأظهر * حقا وأتقى منكم وأعذر
ولم يزل يقولها حتى قتل من القوم مقتلة عظيمة فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني فضربه بسيفه وحمل عليه آخر من تميم فطعنه برمحه فوقع ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فسقط فنزل إليه التميمي فاحتز رأسه فقال له الحصين : إني شريكك في قتله!!! . فقال الآخر : والله ما قتله غيري .
قال الحصين : أعطنيه أعلقه في عنق فرسي كيما يراه الناس ويعلموا أني شركت في قتله ، ثم خذه أنت فامض به إلى عبيد الله بن زياد فلا حاجة لي فيما تعطاه على قتلك إياه ،فأبى عليه فأصلح قومهما فيما بينهما على ذلك فدفع إليه رأس حبيب فجال به في العسكر قد علقه بعنق فرسه ثم دفعه بعد ذلك إليه فأخذه فعلقه في لبان فرسه