الحديث عن معاناة الشعب العراقي حديث
ذو شجون ويجعل الهموم والآلام تزداد أكثر فا أكثر ولكن ماذا عسانا أن نفعل مع وجود هذا الكم الهائل من المعاناة والآلام التي آلمت بنا كعراقيين أولا وكأدباء ومفكرين ثانيا..
محنه أخرى تواجهنا اليوم وتجعل منا أكثر امتحاناً وبلاءً ..كنا بالأمس القريب
نطمح بمستقبل يحمل بين أيامه السلام والازدهار والتقدم بما حبانا الله من ثروات طبيعة وغيرها من موارد تجعل من العراق يكون من أكثر البلدان العالمية
تطوراً وتطلعاً نحو المستقبل ,مستقبل قد تحسده عليه أكثر دول المنطقة .. عموما
بل والخليجية خصوصا .
وعند سقوط بغداد في ربيع 2003 كنا قد تصورنا أن هذا الحلم بداء يقترب أكثر فأكثر وأصبح يقارب ارض الواقع ...فقد زال الكابوس
وانتقلت السلطة الى أناس كنا نظن بهم خيرا.. والى وقت قريب جدا من سقوط طاغية العراق.
ثم مابين ليلة وضحاها بداء هذا الحلم بالتبخر .. بسبب فشل السياسيين الجدد
بإدارة البلاد وهذا الفشل جاء نتيجة تدخل من هم ليس بأهل للعمل السياسي,
في العمل السياسي العراقي الجديد.
وافرزة المرحلة الجديدة للعراق قادات جدد بمستوى هزيل جداً لا يصل أو يرتقي و سمعة العراق على المستوى الإسلامي والعالمي, وبما يمتلك من مخزون وارث حضاري وثقافي ..
ولم يكن لهذا الوضع المتهري أن يستمر في هذه الانسلاخ عن مجموعة القيم
والمبادئ سواء على المستوى الجمعي او الفردي لساسة العراق الجدد , دون
مساعدة بعض المنتمين للتيار الديني (والمتسلطين على رقاب الأمة تحت عدة عناوين ومسميات)ومن أقطاب التيار الديني الذي شجع وزمر وطبل لرموز الساسة الموجودة في السلطة اليوم واعتبر أن وجود أمثال هؤلاء الساسة يمثل انتصار القيم والمبادئ على التحلل والانحراف .
بكل تأكيد ان السيستاني ومقتدى الصدر ومحمد اليعقوبي
هم ابرز الشخصيات المنتمية للتيار الديني التي شجعت وأيدت بل أكثر من هذا
استخدمت سلاح الفتوى في تأيد ساسة العراق الجديد,
وقمع الشخصيات الوطنية والإصلاحية من متدينين او غيرهم في جاهدهم ونضالهم ضد هذه السياسات المتخلفة والمتعجرفة .
نعم أنهم بالحقيقة يتحملون الجزء الأعظم من معانات وهموم العراق والعراقيين
لان لو لاهم لما استطاع أي من المخادعين الذين تزيوا بزي السياسة
أن يصل او يحلم بالجلوس في استعلامات البرلمان العراقي أو أي من السفارات أو الوزارات وغيرها من مناصب الدولة العراقية .
فإننا اليوم كأدباء ومثقفين
نعتقد من الواجب الوطني وحس الانتماء لهذا الشعب الكريم نحمل على عاتقنا
كشف أمثال هؤلاء الدخلاء على (الوضع العراقي )سواء الديني منه أو السياسي.
وحتى لا ننخدع أو تنطلي علينا المؤامرات باسم الدين كما فعلوها في الانتخابات
البرلمانية ولدورتين متتاليتين.
وليعلموا( أنها حرب تحرر ليس من المحتل العسكري فحسب ..
بل من المحتل الفكري ...وسوف نطهر كل عقول أبنائنا وبناتنا من أفكار..أولائك المتقوقعون على أفكارهم الهزيلة
وسوف نجعلهم يئنون تحت وطأت الضربات الفكرية التي لا يستطيعون أن يقاوموها ..بأسلحتهم الخاوية على عروشها )
أننا نعلنها وامام كل العالم نحن معهم وان طال السرى في حرب تحرير للإنسان والعقل العراقي من قبضة هؤلاء المتخلفين .
د\ عادل الجاد رجي..كاتب عراقي مقيم قي لندن