ضرب الزوجة معنوي.. ولم يورد القرآن ضرب الأب أو الأخ للنساء
ظاهرة العنف الأسري ليست جديدة حيث يعتدي فيها القوي جسدياً على الأضعف منه بدوافع مختلفة، لكنها زادت بشكل ملحوظ مما يجعلنا نتوقف عندها لمعرفة أسبابها ودوافعها ونتائجها على الفرد والمجتمع.
والفئات المتعرضة لها غالباً هم الضعفاء جسدياً بطبيعتهم التكوينية من الأطفال والنساء.
وسأركز في مقالتي على المرأة التي تتعرض لأصناف من التعدي الجسدي والنفسي من الرجل الذي قد يكون أبا أو زوجا أو أخا أو حتى قريبا .. وقد وردت كلمة (واضربوهن) في القرآن الكريم لحالة واحدة فقط وهي نشوز الزوجة بعد استنفاد جميع الوسائل من الكلام والوعظ والهجر.
ويكون الضرب رمزياً وليس مبرحاً، وكما قيل إنه يضربها بالسواك ضربة خفيفة – بل قيل لا تضرب المرأة ولا.. بوردة - ولكن ما نراه في الواقع غير ذلك من وحشية مفرطة.
كما لم يقتصر على الزوج بل كل ذكر من أقربائها يرى أن له الحق في ضربها! مع أن النص القرآني صريح وواضح في أن الضرب فقط لزوجة استعصى التعامل معها بكل الطرق.
ولم يرد أي نص في القرآن أو السنة أن يضرب الأب ابنته أو الأخ أخته.
فكيف يسمح شخص لنفسه أن يضرب إنسانة لها نفس حقوقه بل هي أرهف حساً منه لسبب تافه أو بدون سبب.
وحتى لو كانت هناك أسباب من وجهة نظره فهي لا تخوله أن يتهجم عليها ويهين كرامتها ويغتالها نفسياً وجسدياً بلا رحمة ولا إنسانية.
وهناك فرق كبير بين الرجل والذكر.. فما أكثر الذكور وأقل الرجال.
والرجولة لا تقاس بالقوة الجسدية والاستبدادية بل بالحكمة والقوة الداخلية في مواجهة مواقف الحياة.
من منحك أيها (الذكر) المستبد حق الاعتداء على نفس بشرية كرمها الله؟!.
ألا تخجل من نفسك؟ ألا تخشى ربك؟ وهل تظن أن الرجولة بفرض القوة والاستبداد والضرب؟!
عن أبي مسعود الأنصاري قال: كنت أضرب غلاماً لي فسمعت من خلفي صوتاً يقول: (اعلم أبا مسعود لله أقدر عليك منك عليه)، فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله، فقال: (أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار).
فكيف بمن يضرب امرأة حرة ليست مملوكة ولم يشترها بماله ليستعبدها!
ولم يضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة قط في حياته أو حتى خادماً.
إن التعدي الجسدي واللفظي على أي إنسان جريمة لابد لها من عقاب حتى يرتدع فاعلها، وإلا فإنه سيتمادى إلى ما هو أسوأ.
وقد يصل الأمر لحد القتل كما سمعنا عن حالات عديدة.
ولابد لكل أسرة أن يكون فيها مجلس عائلة يقرر ما هو جزاء من يفعل ذلك، وأن يكون هناك حساب شديد من الجهات الرسمية لأن الموضوع يؤثر على المجتمع واستقراره. وبرأيي الشخصي أن الضارب هو شخص لديه عقدة نقص وربما عقد نفسية أخرى يحاول تفريغها في غيره .. واستمرار الظلم هو ظلم أكبر.
تحياتي لكم شرايد الليل