بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
<BLOCKQUOTE>
اليوم السّابع من ذي الحجة :
</BLOCKQUOTE>
يوم حُزن الشّيعة كان فيه في سنة مائة وأربع عشرة وفاة الامام محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام) في المدينة .
في مثل هذه الليله وفاة مولانا وشفيعنا الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام مقتولا بالسم كما قتل أبائه أما سما أو قتلا بالسيف فلعنة الله على من سمه وأفجع الإسلام والمسلمين بقتله صلوات الله وسلامه عليه
نرفع اسمى ايات التعازي والمواساة لسيدنا ومولانا نبي الامة وسراج الظلمة ابي القاسم محمد (ص) والى سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (ع) ومولى الموحدين ابي الحسن والحسين علي أمير المؤمنين(ع) واولاده الغر الميامين ..والى صاحب العصر والزمان (عج) في هذا المصاب الجلل الذي اللم بشيعة ابي تراب (ع) ونسأل الله القبول والاثابة ..
وهذه سيرة متواضعة وقليلة للإمام عليه السلام ؛
[size=21]ولادته
ولد الإمام الباقر عليه السلام في شهر رجب المبارك عام 57 هجرية، وتلقفه أهل البيت بالتقبيل والسرور، إذ لطالما كانوا ينتظرن ولادته التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ عشرات السنين.
أمة الماجدة فاطمة بنت الامام الحسن المجتبى عليه السلام وقيل أم عبد الله، فأصبح عليه السلام ابن الخيرتين وعلوياً بين العلويين.
روي في دعوات الراوندي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط، فبقى معلقاً حتى جازته، فتصدق عنها أبي عليه السلام بمائة دينار.
ألقابه عليه السلام
إسمه الشريف محمد، وكنيته أبو جعفر، وألقابه الشريفة الباقر والشاكر والهادي، وأشهر القابه الباقر، وقد لقبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به كما ورد في رواية سفينة عن جابر بن عبد الله أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين عليه السلام يقال له: محمد يبقر علم الدين بقراً فإذا لقيته فاقرأه من السلام.
وروي الشيخ الصدوق عن عمروبن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: ولم سمي الباقر باقراً؟ قال: لأنه بقر العلم بقراً أي شقه شقاً وأظهر إظهاراً.
وقال ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة مع كثرة عناده ونصبه: (أبو جعفر محمد الباقر سمي بذلك من بقر الأرض أي شقها وأثار مخبآتها ومكانها فلذلك هو أظهر من مخبئآت كنوز المعارف وحقائق الاحاكم والطائف مالا يخفى الا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم قيل هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه الخ).
إمامته
ومن مزايا هذا الوليد الطاهر أنه ملتقى ورابط بين أسرة الإمام الحسين وأسرة الإمام الحسن، فهو أول هاشمي علوي يولد من جهة الحسن والحسين، لأن أباه علي بن الحسين وأمه فاطمة بنت الحسن فكان الباقر ملتقى الكرامات وآصرة علوية أثلج بولادته قلوب أهل البيت فما أكرمه وما أعظمه.
وروي أن الإمام السجاد عليه السلام قال لابنه الباقر عليه السلام: بني إني جعلتك خليفتي من بعدي لا يدعى فيما بيني و بينك أحد إلا قلده الله يوم القيامة طوقاً من نار.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إذا فارق الحسين الدنيا، فالقائم بالامر بعده علي ابنه وهو الحجة والامام وسيخرج الله من صلب علي ابناً اسمه اسمي وعلمه علمي وحكمه حكمي، وهو أشبه الناس إلي وهو الامام والحجة بعد أبيه.
مناظراته
لقد عرف عهد الإمام الباقر بكثرة المناظرات والمحاججات والحوارات المفتوحة لأن دولة بني أمية فتحت المجال للبدع والمذاهب المنحرفة والاتجاهات الضالة والآراء الفاسدة الكاسدة فجلس الإمام الباقر بكل جهاد أمام هذه التيارات المنحرفة يوعظهم ويرشدهم ويصحح أفكارهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
عبادته
العبادة بالنسبة للمعصومين تمثل حالة كمال وإشراق وليست عبارة عن تكلف يراد الخلاص منه بل كانوا يأنسون بالعبادة الله تعالى.
حكى (أفلح) وهو خادم الإمام لباقر قال: حججت مع أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام فلما دخل المسجد ونظر البيت بكى فقلت بأبي أنت وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو خفضت صوتك قليلاً.
قال: (ويحك يا أفلح ولم لا ارفع صوتي بالبكاء لعل الله ينظر إلي برحمة منه فالفوز بها غداً).
من معاجز الإمام الباقر عليه السلام
روى القطب الراوندي بسنده عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أنا مولاك ومن شيعتك ضعيف ضرير اضمن لي الجنة، قال: أولا أعطيك علامة الأئمة؟ قلت: وما عليك أن تجمعها لي؟ قال: وتحب ذلك؟ قلت: كيف لا أحب فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ما في السقيفة التي كان فيها جالساً (وفي رواية مختصر البصائر: فأبصرت جميع الأئمة عليه السلام عنده) قال:يا أبا محمد مد بصرك فأنظر ماذا ترى بعينك.
قال: فوالله ما أبصرت إلا كلباً وخنزيراً وقرداً، قلت: ما هذا الخلق الممسوخ؟ قال: هذا الذي ترى هذا السواد الأعظم، لو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلا في هذه الصور، ثم قال: يا أبا محمد إن أحببت تركتك على حالك هكذا وحسابك على الله وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالتك الأولى؟
قلت: لا حاجة لي إلى هذا الخلق المنكوس، ردني فما للجنة عوض، فمسح يده على عيني فرجعت كما كنت.
كرمه
تقول سلمى خادمة أبي جعفر الباقر: أنه كان يدخل عليه بعض إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب ويكسوهم في بعض الأحيان ويعطيهم الدراهم قالت: فكنت أكلمه في ذلك لكثرة عياله وتوسط حاله فيقول: (يا سلمى ما حسنة الدنيا الأصلة الأخوان والمعارف) فكان يصل بالخمسمائة درهم وبالستمائة ألف درهم.
شهد كلامه
الأولى قال عليه السلام ما شيب شيء بشيء أحسن من حلم بعلم.
الثانية: قال عليه السلام الكمال كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة.
الرابعة: قال عليه السلام: ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك.
الخامسة: قال عليه السلام ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي له في حاجته، قضيت أو لم تقض الا ابتلى بالسعي في حاجة فيما يأثم عليه ولا يؤجر، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها.
السادسة: سلاح اللئام قبيح الكلم.
السابعة: إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر من كسل لم يؤد حقا ومن ضجر لم يصبر على حق.
الثامنة: قال عليه السلام عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد.
استشهاده
ورد في الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي أن الإمام محمد الباقر قد استشهد مسموما في عهد مُلْك هشام بن عبد الملك وتشير المصادر أن هشام بن عبد الملك كان وراء سم الإمام عليه السلام.
وقال الصادق عليه السلام: إن أبي عليه السلام قال لي ذات يوم في مرضه: يابني أدخل أناساً من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، قال: فأدخلت عليه أناساً منهم، فقال: ياجعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وارفع قبري اربع اصابع ورشه بالماء.
فلما خرجوا قلت: يا أبتِ لو أمرتني بهذا لصنعته ولم ترد أن أدخل عليك قوماً تشهدهم؟ فقال: يابني أردت أن لا تنازع.
وفي رواية أن عليه السلام قال: يابني أما سمعت علي بن الحسين عليه السلام ناداني من وراء الجدران يا محمد تعال عجل.
وروي أيضاً في بصائر الدرجات عن الإمام الصادق عليه السلام أنه أتى أبا جعفر عليه السلام ليلة قبض وهو يناجي، فأومأ إليه بيده أن تأخر، فتأخر حتى فرغ من المناجاة ثم أتاه فقال: يابني أن هذه الليلة التي أقبض فيها وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال وحدثني أن أباه علي بن الحسين عليه السلام أتاه بشراب في الليلة التي قبض فيها، وقال اشرب هذا فقال: يا بني إن هذه الليلة التي وعدت أن تقيض فيها، فقيض فيها.
وروي القطب الراوندي بسند معتبر عن الصادق عليه السلام قال: لما كانت الليلة التي قبض فيها أبو جعفر، قال يابني هذه الليلة التي وعدتها، وقد كان وضوءه قريباً، فقال: أريقوه أريقوه، فظننا أنه يقول من الحمى فقال: يابني أرقه، فأرقناه فاذا فيه فأرة.
وروى الكليني بسند معتبر صحيح عنه عليه السلام قال: أن رجلاً كان على أميال من المدينة فرأى في منامه فقيل له: انطلق فصل على أبي جعفر عليه السلام فإن الملائكة تغسله في البقيع.
وروي أيضاً أن أبا جعفر عليه السلام أوصى بثمانمائة درهم لمأتمه.
وروي أيضاً عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال لي أبي: ياجعفر أوقف لي من مالي كذا وكذا لنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى.
تحياتي ؛