ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: عظم الله أجوركم في ذكرى إستشهاد الإمام الصادق "عليه السلام" الأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:16 pm | |
|
عدل سابقا من قبل ورود في السبت أكتوبر 02, 2010 11:52 pm عدل 1 مرات | |
|
ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: رد: عظم الله أجوركم في ذكرى إستشهاد الإمام الصادق "عليه السلام" الأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:32 pm | |
| وهذه نبذه من حياته الشريفه : بطاقة الهوية: الإسم: الأمام جعفر (ع) اللقب: الصادق الكنية: أبو عبد الله اسم الأب: الامام محمد بن علي (ع) اسم الأم: أم فروة الولادة: 17 ربيع الأول 83ه الشهادة: 25 شوال 148ه مدة الإمامة: 34 سنة القاتل: المنصور العباسي مكان الدفن: البقيع
الظروف السياسية في عصر الإمام (ع):إ ستلم الإمام الصادق (ع) الإمامة الفعلية في حقبة من الزمن كان الصراع فيه على أشده بين الحكام الأمويين والعباسيين وفي خضم انتفاضات العلويين والزيديين والقرامطة والزنج وسواهم من طالبي السلطة.. مما أتاح للإمام أن يمارس نشاطه التبليغي والتصحيحي في ظروف سياسية ملائمة بعيداً عن أجواء الضغط والإرهاب وفي مناخ علمي خصب تميّز بحرية الفكر والاعتقاد وزوال دواعي الخوف والتقية من الحكام. وقد سجّل الإمام (ع) موقفاً متحفظاً من جميع الحركات المعارضة والتي كانت تحمل شعار )الرضا من ال محمد( لأنها لا تمثّل الإسلام في أهدافها وتوجهاتها وإنما كان هاجسها الوصول إلى السلطة. ولأن المرحلة انذاك كانت تتطلب ثورة إصلاحية من نوع اخر لمواجهة المستجدات التي كادت تطيح بجوهر الإسلام فيما لو انشغل الإمام عنها بالثورة المسلحة. ركّز الإمام (ع) في حركته على تمتين وتقوية الأصول والجذور الفكرية والعلمية مع أخذ دوره الرسالي كمعصوم من ال بيت النبوّة.
الحركة الفكرية في عصر الإمام (ع): ظهرت في تلك الحقبة حركة علمية غير عادية وتهيّأت الأرضية لأن يعرض كل إنسان حصيلة ما يملك من أفكار. ودخلت المجتمع الإسلامي أعراق غريبة وملل مختلفة مما جعل الساحة الإسلامية مشرّعة لتبادل الأفكار والتفاعل مع الأمم والحضارات الأخرى. وتمخضت الحركة الفكرية والنشاط العلمي الواسع عن مذاهب فلسفية متعددة وتفسيرات فقهية مختلفة ومدارس كلامية متأرجحة بين التطرف والاعتدال وظهر الزنادقة والملاحدة في مكّة والمدينة، وانتشرت فرق الصوفية في البلاد، وتوزّع الناس بين أشاعرة ومعتزلة وقدرية وجبرية وخوارج... وقد تسرّبت التفسيرات والتأويلات المنحرفة إلى علوم القران الكريم وطالت مباحث التوحيد والصفات والنبوة وحقيقة الوحي والقضاء والقدر والجبر والاختيار.. ولم تسلم السنة النبوية بدورها من التحريف ووضع الأحاديث المكذوبة والمنسوبة إلى نبي الإسلام (ص). لذلك انصرف الإمام الصادق (ع) الى التصدي والمواجهة والتصحيح للعودة بالإسلام إلى ينابيعه الصافية.
جامعة أهل البيت (ع): فجر الإمام الصادق (ع) ينابيع العلم والحكمة في الأرض وفتح للناس أبواباً من العلوم لم يعهدوها من قبل وقد ملأ الدنيا بعلمه" كما يقول الجاحظ، وانصبّت اهتمامات الامام (ع) على إعداد قيادات واعية ودعاة مخلصين يحملون رسالة الإسلام المحمدي الأصيل إلى جميع الحواضر الإسلامية مرشدين ومعلّمين في سبيل نشر مفاهيم العقيدة وأحكام الشريعة وذلك من خلال توسيع نشاط جامعة أهل البيت التي أسس نواتها الامام الباقر (ع)، كما تركزت الجهود العلمية في مختلف الاختصاصات من فلسفة وعلم الكلام والطب والرياضيات والكيمياء بالاضافة الى وضع القواعد والأصول الاجتهادية والفقهية كركيزة متينة للتشريع الإسلامي تضمن بقاءه واستمراره. ومواجهة خطر الزنادقة والملاحدة بأسلوب مرن وهدوء رسالي رصين أدحض بها حججهم وفنّد ارائهم وأثار في نفوسهم الثقة والاحترام له. وعلى رأس هؤلاء الزنادقة: ابن المقفع وابن ابي العوجاء والديصاني كما تصدّى (ع) للوضاعّين وأكاذيبهم ونبّه على دورهم الخطير في تشويه الإسلام وشدّد على طرح الأحاديث التي لا تتوافق مع الكتاب والسنّة. وقد اشتهر من طلابه علماء أفذاذ في مختلف العلوم والفنون منهم المفضل بن عمرو وهشام بن الحكم ومحمد بن مسلم وجابر بن حيان وعبد الله بن سنان، كما نهل من علومه مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وأبو حنيفة ونقل عنه عدد كبير من العلماء أمثال أبي يزيد ومالك والشافعي والبسطامي وابراهيم بن أدهم ومالك بن دينار وأبي عيينة ومحمد بن الحسن الشيباني. وقد بلغ مجموعة تلامذته أربعة الاف تلميذ، مما حدا بمالك بن أنس إلى القول: "ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق (ع) فضلاً وعلماً وورعاً وعبادة".
الظروف السياسية في زمن الامام الصادق (ع): شهد الامام الصادق (ع) نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية، وفي مثل هذه الحالة ينشغل الناس بالحروب والثورات وينشغل الحكام ببعضهم البعض مما فسح بالمجال لقيام الامام الصادق (ع) بدوره العلمي والتربوي على أكمل وجه، وقد عاصر (ع) ما تبقى من حكام الأمويين الضعاف وثورة أبي مسلم الخراساني الذي حاول أن يزج الامام فيها ولكن الامام كان أدرى بواقع الحال فتملص منه ليتفرغ لعمله الأهم الذي يعتمد عليه قيام الدين الاسلامي في مواجهة الأفكار الدخيلة والمذاهب الفكرية المنحرفة حيث استطاع أن يعطي الفكر الشيعي زخماً خوّله الصمود أمام التيارات الفكرية المختلفة وسمح له بالبقاء الى يومنا هذا، ولذلك يسمى المذهب الشيعي الفقهي بالمذهب الجعفري.
زوجاته وأولاده (ع): تزوج الامام الصادق (ع) من فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين (ع) فأنجب منها اسماعيل الذي تنسب إليه الفرقة الاسماعيلية وعبد الله الأفطح الذي تنسب إليه الفرقة الفطحية وأم فروة أم الامام موسى بن جعفر (ع)، وله من إمائه الأخريات العباس، وعلي وأسماء وفاطمة.
الإمام (ع) والمنصور العباسي: وكان المنصور العباسي يغتاظ من إقبال الناس على الإمام والإلتفاف حوله وكان يعبّر عن الإمام (ع) بأنه: "الشجى المعترض في الحلق" وينقل المفضل بن عمرو حقيقة الموقف له: "إن المنصور همّ بقتل أبي عبد الله الصادق (ع) غير مرّة، وكان إذا بعث إليه ليقتله فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله. غير أنه منع الناس عنه. ومنعه عن القعود للناس. واستقص عليه أشد الاستقصاء". فكان يخشى من التعرّض للإمام لأنه سيؤدي إلى مضاعفات كبيرة. وإزاء تزايد الضغط وإحكام الرقابة نصح الإمام أصحابه بالسرية والكتمان فكان يقول: "التقية من ديني ودين ابائي ولا دين لمن لا تقية له". ولكن المنصور لم يكن ليتورّع رغم تحفظات الإمام من ارتكاب أبشع جريمة عن طريق دسّ السم للإمام الذي استشهد من جراء ذلك سنة 148 ه. ودفن في البقيع إلى جانب أبيه وجدّه وجدّته فاطمة وعمه الحسن عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه.
نسألكم الدعاء
| |
|
ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: رد: عظم الله أجوركم في ذكرى إستشهاد الإمام الصادق "عليه السلام" الأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:33 pm | |
| قصة استشهاد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
صعّد المنصور من تضييقه على الإمام الصادق (عليه السلام)، ومهّد لقتله. فقد روى الفضل بن الربيع عن أبيه ، فقال : دعاني المنصور ، فقال : إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ، قتلني الله إن لم أقتله . فأتيته ، فقلت : أجب أمير المؤمنين . فتطهّر ولبس ثياباً جدداً . فأقبلت به ، فاستأذنت له فقال : أدخله ، قتلني الله إن لم أقتله . فلما نظر إليه مقبلا ، قام من مجلسه فتلقّاه وقال : مرحباً بالتقيّ الساحة البريء من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي . فأقعده على سريره ، وأقبل عليه بوجهه ، وسأله عن حاله ، ثم قال : سلني حاجتك ، فقال (عليه السلام): أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمر لهم به . قال : أفعل ، ثم قال : يا جارية ! ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج، فيه غالية ، فغلّفه بيده وانصرف فأتبعته ، فقلت: يابن رسول الله ! أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك ، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول ، فما هو ؟ قال : قلت : «اللّهم احرسني بعينك التي لاتنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك عليّ ، ولا تهلكني وانت رجائي ...» . ولم يكن هذا الاستدعاء للإمام من قبل المنصور هو الاستدعاء الأول من نوعه بل إنّه قد أرسل عليه عدّة مرات وفي كل منها أراد قتله . لقد صور لنا الإمام الصادق (عليه السلام) عمق المأساة التي كان يعانيها في هذا الظرف بالذات والاذى الّذي كان المنصور يصبه عليه، حتى قال (عليه السلام) ـ كما ينقله لنا عنبسة ـ قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «أشكو إلى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم أسرّ بكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصراً في الطائف فسكنته ، وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبداً» . وتتابعت المحن على سليل النبوّة وعملاق الفكر الإسلامي ـ الإمام الصادق(عليه السلام) ـ في عهد المنصور الدوانيقي ـ فقد رأى ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء، وما كابده هو بالذات من صنوف الإرهاق والتنكيل، فقد كان الطاغية يستدعيه بين فترة وأخرى ، ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي، وشيخوخته، وانصرافه عن الدنيا الى العبادة، وإشاعة العلم، ولم يحفل الطاغيه بذلك كلّه، فقد كان الإمام شبحاً مخيفاً له... ونعرض ـ بإيجاز ـ للشؤون الأخيرة من حياة الإمام ووفاته. وأعلن الإمام الصادق (عليه السلام) للناس بدنوّ الأجل المحتوم منه، وان لقاءه بربّه لقريب، وإليك بعض ما أخبر به:
أـ قال شهاب بن عبد ربّه : قال لي أبو عبدالله (عليه السلام): كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان؟ قال: فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان من هو. فكنت يوماً بالبصرة عند محمد بن سليمان، وهو والي البصرة إذ ألقى إليّ كتاباً، وقال لي: يا شهاب، عظّم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد. قال: فذكرت الكلام فخنقتني العبرة. ب ـ أخبر الإمام (عليه السلام) المنصور بدنوّ أجله لمّا أراد الطاغية أن يقتله فقد قال له: ارفق فوالله لقلّ ما أصحبك. ثم انصرف عنه، فقال المنصور لعيسى بن علي: قم اسأله، أبي أم به؟ ـ وكان يعني الوفاة ـ .
فلحقه عيسى ، وأخبره بمقالة المنصور، فقال (عليه السلام): لا بل بي. وتحقّق ما تنبّأ به الإمام(عليه السلام) فلم تمضِ فترة يسيرة من الزمن حتى وافته المنية. كان الإمام الصادق (عليه السلام) شجي يعترض في حلق الطاغية الدوانيقي، فقد ضاق ذرعاً منه، وقد حكى ذلك لصديقه وصاحب سرّه محمد بن عبدالله الاسكندري. يقول محمد: دخلت على المنصور فرأيته مغتمّاً، فقلت له: ما هذه الفكرة؟ فقال: يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة (عليها السلام) مقدار مائة ويزيدون ـوهؤلاء كلهم كانوا قد قتلهم المنصور ـ وبقي سيّدهم وإمامهم. فقلت: من ذلك؟ فقال: جعفر بن محمد الصادق. وحاول محمد أن يصرفه عنه، فقال له: إنه رجل أنحلته العبادة، واشتغل بالله عن طلب الملاك والخلافة. ولم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه: يا محمد قد علمتُ أنك تقول به، وبإمامته ولكن الملك عقيم. وأخذ الطاغية يضيّق على الإمام، وأحاط داره بالعيون وهم يسجّلون كل بادرة تصدر من الإمام، ويرفعونها له، وقد حكى الإمام (عليه السلام) ما كان يعانيه من الضيق، حتى قال: «عزّت السلامة، حتى لقد خفي مطلبها، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها». لقد صمّم على اغتياله غير حافل بالعار والنار، فدسّ اليه سمّاً فاتكاً على يد عامله فسقاه به، ولمّا تناوله الإمام(عليه السلام) تقطّعت أمعاؤه وأخذ يعاني الآلام القاسية، وأيقن بأن النهاية الأخيرة من حياته قد دنت منه. ولمّا شعر الإمام(عليه السلام) بدنوّ الأجل المحتوم منه أوصى بعدّة وصايا كان من بينها ما يلي:
أ ـ إنه أوصى للحسن بن علي المعروف بالأفطس بسبعين ديناراً، فقال له شخص: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة؟ فقال (عليه السلام) له: ويحك ما تقرأ القرآن؟! (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب). لقد أخلص الإمام (عليه السلام) كأعظم ما يكون الإخلاص للدين العظيم، وآمن بجميع قيمه وأهدافه، وابتعد عن العواطف والأهواء، فقد أوصى بالبرّ لهذا الرجل الذي رام قتله لأن في الإحسان اليه صلة للرحم التي أوصى الله بها. ب ـ إنه أوصى بوصاياه الخاصّة، وعهد بأمره أمام الناس الى خمسة أشخاص: وهم المنصور الدوانيقي، ومحمد بن سليمان، وعبدالله، وولده الإمام موسى، وحميدة زوجته. وإنما أوصى بذلك خوفاً على ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) من السلطة الجائرة، وقد تبيّن ذلك بوضوح بعد وفاته، فقد كتب المنصور الى عامله على يثرب، بقتل وصي الإمام ، فكتب إليه: إنه أوصى الى خمسة، وهو أحدهم ، فأجابه المنصور: ليس الى قتل هؤلاء من سبيل. ج ـ إنه أوصى بجميع وصاياه الى ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) وأوصاه بتجهيزه وغسله وتكفينه، والصلاة عليه، كما نصبه إماماً من بعده، ووجّه خواصّ شيعته إليه وأمرهم بلزوم طاعته. د ـ إنه دعا السيّدة حميدة زوجته، وأمرها باحضار جماعة من جيرانه، ومواليه، فلمّا حضروا عنده قال لهم: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة...». وأخذ الموت يدنو سريعاً من سليل النبوة، ورائد النهضة الفكرية في الإسلام، وفي اللحظات الأخيرة من حياته أخذ يوصي أهل بيته بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ويحذّرهم من مخالفة أوامر الله وأحكامه، كما أخذ يقرأ سوراً وآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى النظرة الأخيرة على ولده الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ، وفاضت روحه الزكية الى بارئها. لقد كان استشهاد الإمام من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالم الاسلامي في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهوله جميع ارجائه، وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام وهم ما بين واجم ونائح على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين. وقام الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، وهو مكلوم القلب، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه، فغسل الجسد الطاهر، وكفّنه بثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص وعمامة كانت لجدّه الإمام زين العابدين(عليه السلام)، ولفّه ببرد اشتراه الإمام موسى (عليه السلام) بأربعين ديناراً وبعد الفراغ من تجهيزه صلّى عليه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) وقد إأتمَّ به مئات المسلمين. وحمل الجثمان المقدّس على أطراف الأنامل تحت هالة من التكبير، وقد غرق الناس بالبكاء وهم يذكرون فضل الإمام وعائدته على هذه الاُمة بما بثّه من الطاقات العلمية التي شملت جميع أنواع العلم. وجيء بالجثمان العظيم الى البقيع المقدّس، فدفن في مقرّه الأخير بجوار جدّه الإمام زين العابدين وأبيه الإمام محمد الباقر (عليهما السلام) وقد واروا معه العلم والحلم، وكل ما يسمّو به هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان.
هذه القصة نقلا عما ورد في كتاب اعلام الهداية: الامام جعفر بن محمد الصادق (ع).
| |
|
ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: رد: عظم الله أجوركم في ذكرى إستشهاد الإمام الصادق "عليه السلام" الأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:51 pm | |
| الصــــادق إمام المسلميـــــــن موضـوع الحـلقـة | تاريـخ الحـلقـة | تلامذة الإمام الصادق (عليه السلام) | | تدوين الحديث في عهد الإمام الصادق (عليه السلام) | | الوحدة الاسلامية عند الإمام الصادق (عليه السلام) الجزء الثاني | | الإمام الصادق (عليه السلام) وموقفه من الحكام | | فلسفة التقية عن الإمام الصادق (عليه السلام) | | العلوم التجريبية وآثارها الفقهية عند الإمام الصادق | | الدلالات في الفكر الحضاري | | موقف الصادق (عليه السلام) من الحركات المسلحة | | تصحيح حركة الفقه عند الإمام الصادق (عليه السلام) | | الصادق (عليه السلام) والسلطة المعرفية | | قراءة في عالم الإمام الصادق في الجزء الاول | | الحياة السياسية للإمام الصادق (عليه السلام) | | اضواء من عالم الإمام الصادق (عليه السلام) | | نص السلطة وموقف الإمام الصادق (عليه السلام) | |
نسألكم الدعاء | |
|
ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: رد: عظم الله أجوركم في ذكرى إستشهاد الإمام الصادق "عليه السلام" الأربعاء أكتوبر 14, 2009 12:56 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد اللّهمّ صلِّ على الإمام الهادي وصي الأوصياء، ووارث علم الانبياء، علم الدّين، والناطق بالحقِّ اليقين، وابي المساكين جعفر بن محمّد الصّادق الأمين... من هو الصادق ؟؟
الإمام جعفر بن محمّد الصادق ((عليه السلام)) سادس الأئمة الأطهار من أهل البيت المعصومين الذين نص الرسول ((صلى الله عليه وآله)) على خلافتهم من بعده. ولد في سنة ( 83 ) هجرية وترعرع في ظلال جدّه زين العابدين وأبيه محمّد الباقر ((عليهم السلام)) وعنهما أخذ علوم الشريعة ومعارف الإسلام. فهو يشكّل مع آبائه الطاهرين حلقات نورية متواصلة لا يفصُل بينها غريب أو مجهول، حتَّى تصل إلى رسول الله ((صلى الله عليه وآله))، لذا فهو يغترف من معين الوحي ومنبع الحكمة الإلهية. وبهذا تميزت مدرسة أهل البيت التي أشاد بناءها الأئمة الأطهار ولا سيما الإمام الباقر والإمام الصادق ((عليهما السلام)) فهي مدرسة الرسالة المحمّدية التي حفظت لنا أصالة الإسلام ونقاءه. وهكذا تبوّأ الإمام الصادق مركز الإمامة الشرعية بعد آبائه الكرام وبرز إلى قمّة العلم والمعرفة في عصره مرموقاً مهاباً فطأطأت له رؤوس العلماء اجلالا وإكباراً حتَّى عصرنا هذا. لقد كان عامة المسلمين وعلماؤهم يرون جعفر بن محمّد ((عليه السلام)) سليل النبوّة وعميد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً.
الاُسرة الكريمة :
إنّ اُسرة الإمام الصادق ((عليه السلام)) ، هي أجل وأسمى أسرة في دنيا العرب والإسلام، فإنّها تلك الأسرة التي أنجبت خاتم النبيين وسيد المرسلين محمّد ((صلى الله عليه وآله وسلم))، وأنجبت أيضاً عظماء الأئمة وأعلام العلماء، وهي على امتداد التأريخ لا تزال مهوى أفئدة المسلمين، ومهبط الوحي والإلهام. من هذه الأسرة التي أغناها الله بفضله، والقائمة في قلوب المسلمين وعواطفهم تفرّع عملاق هذه الاُمة، ومؤسس نهضتها الفكرية والعلمية الإمام جعفر بن محمّد الصادق ((عليه السلام))، وقد ورث من عظماء أسرته جميع خصالهم العظيمة فكان ملء فم الدنيا في صفاته وحركاته.
الأب الكريم :
هو الإمام محمد بن علي الباقر ((عليه السلام)) سيد الناس لا في عصره، وإنما في جميع العصور على امتداد التأريخ علماً وفضلا وتقوى، ولم يظهر من أحد في ولد الإمامين الحسن والحسين ((عليهما السلام)) من علم الدين والسنن وعلم القرآن والسير، وفنون الأدب والبلاغة مثل ما ظهر منه . لقد فجّر هذا الإمام العظيم ينابيع العلم والحكمة في الأرض، وساهم مساهمة إيجابية في تطوير العقل البشري، وذلك بما نشره من مختلف العلوم. لقد أزهرت الدينا بهذا المولود العظيم الذي تفرع من شجرة النبوة ودوحة الإمامة ومعدن الحكمة والعلم، ومن أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
الاُم الزكية :
هي السيدة المهذبة الزكية (اُم فروة) بنت الفقيه القاسم بن محمّد بن أبي بكر وكانت من سيدات النساء عفة وشرفاً وفضلا، فقد تربت في بيت أبيها وهو من الفضلاء اللامعين في عصره، كما تلقت الفقه والمعارف الإسلامية من زوجها الإمام الأعظم محمّد الباقر ((عليه السلام))، وكانت على جانب كبير من الفضل، حتى أصبحت مرجعاً للسيدات من نساء بلدها وغيره في مهام اُمورهن الدينية وحسبها فخراً وشرفاً أنها صارت اُ مّاً لأعظم إمام من أئمة المسلمين، وكانت تعامل في بيتها بإجلال واحترام من قبل زوجها، وباقي أفراد العائلة النبوية. تسميته وألقابه :
أما اسمه الشريف فهو (جعفر) ونص كثير من المؤرخين على أن النبيّ ((صلى الله عليه وآله وسلم)) هو الذي سماه بهذا الاسم، ولقّبه بالصادق. لقد لُقِّب الإمام ((عليه السلام)) بألقاب عديدة يمثلّ كل منها مظهراً من مظاهر شخصيّته وإليك بعض هذه الألقاب الكريمة : 1 ـ الصادق: لقبه بذلك جدّه الرسول ((صلى الله عليه وآله وسلم)) باعتباره أصدق إنسان في حديثه وكلامه وقيل: إن المنصور الدوانيقي الذي هو من ألد أعدائه، هو الذي أضفى عليه هذا اللقب، والسبب في ذلك: أن أبا مسلم الخراساني طلب من الإمام الصادق ((عليه السلام)) أن يدله على قبر جده الإمام أمير المؤمنين ((عليه السلام)) فامتنع، وأخبره أنه إنما يظهر القبر الشريف في أيام رجل هاشمي يقال له أبو جعفر المنصور، وأخبر أبو مسلم المنصور بذلك في أيام حكومته وهو في الرصافة ببغداد، ففرح بذلك، وقال: هذا هو الصادق. 2 ـ الصابر : ولقب بذلك لأنه صبر على المحن الشاقة والخطوب المريرة التي تجرعها من خصومه الاُمويين والعباسيين. 3 ـ الفاضل: لقب بذلك لأنه كان أفضل أهل زمانه وأعلمهم لا في شؤون الشريعة فحسب وإنما في جميع العلوم، فهو الفاضل وغيره المفضول. 4 ـ الطاهر: لأنه أطهر إنسان في عمله وسلوكه واتجاهاته في عصره. 5 ـ عمود الشرف: لقد كان الإمام ((عليه السلام)) عمود الشرف، وعنوان الفخر والمجد لجميع المسلمين. 6 ـ القائم: لأنه كان قائماً بإحياء دين الله والذب عن شريعة سيد المرسلين. 7 ـ الكافل: لأنه كان كافلا للفقراء والأيتام والمحرومين، فقد قام بالإنفاق عليهم وإعالتهم.
8ـ المنجي: من الضلالة، فقد هدى من التجأ إليه، وأنقذ من اتصل به. وهذه بعض ألقابه الكريمة التي تحكي بعض صفاته، ومعالم شخصيته.
كُناه :
وكني الإمام الصادق ((عليه السلام)) بأبي عبد الله، وأبي إسماعيل، وأبي موسى.
ذكاؤه :
كان الإمام الصادق ((عليه السلام)) في سنه المبكر آية من آيات الذكاء، فلم يجاريه أحد بمثل سنه على امتداد التأريخ بهذه الظاهرة التي تدعو إلى الإعجاب والإكبار، والتي كان منها أنه كان يحضر دروس أبيه وهو صبي يافع لم يتجاوز عمره الثلاث سنين، وقد فاق بتلقيه لدروس أبيه جميع تلاميذه من كبار العلماء والرواة. ومن الجدير بالذكر أن دروس أبيه وبحوثه لم تقتصر لاعلى الفقه والحديث، وتفسير القرآن الكريم، وإنما شملت جميع أنواع العلوم، وقد ألمَّ بها الإمام الصادق ((عليه السلام)) أحسن إلمام. ويدل على ذلك ما نقله الرواة من أن الوليد بن عبد الملك أمر عامله على يثرب عمر بن عبد العزيز بتوسعة المسجد النبوي، فأنجز عمر قسماً كبيراً منه، وأعلمه بذلك، وسافر الوليد إلى يثرب ليطّلع بنفسه على ما أنجزه عمر من أعمال التعمير والتوسيع، وقد استقبله عمر من مسافة خمسين فرسخاً، وأعدَّ له استقبالا رسمياً، وخرجت أهالي يثرب بجميع طبقاتها لاستقباله والترحيب به، وبعدما انتهى إلى يثرب دخل إلى الجامع النبوي ليشاهد ما أنجر من أعمال التعمير، وقد رأى الإمام الباقر ((عليه السلام)) على المنبر، وهو يلقي محاضرة على تلاميذه فسلم عليه، فرد الإمام السلام عليه، وتوقف عن التدريس تكريماً له، فأصر عليه الوليد أن يستمر في تدريسه، فأجابه إلى ذلك، وكان موضوع الدرس (الجغرافيا) فاستمع الوليد، وبهر من ذلك، فسأل الإمام: «ما هذا العلم؟». فأجابه الإمام: إنه علم يتحدث عن الأرض والسماء، والشمس والنجوم. ووقع نظر الوليد على الإمام الصادق، فسأل عمر بن عبد العزيز: من يكون هذا الصبي بين الرجال؟.
فبادر عمر قائلا: إنه جعفر بن محمّد الباقر...
وأسرع الوليد قائلا: هل هو قادر على فهم الدرس واستيعابه؟.
فعرفه عمر بما يملكه الصبي من قدرات علمية، قائلا: إنه أذكى من يحضر درس الإمام وأكثرهم سؤالا ونقاشاً. وبهر الوليد، فاستدعاه، فلما مثل أمامه بادر قائلا: «ما اسمك؟».
وأجابه الصبي بطلاقة قائلا: «اسمي جعفر..».
وأراد الوليد امتحانه، فقال له: «أتعلم من كان صاحب المنطق ـ أي مؤسسه ـ ؟..». فأجابه الصبي: «كان أرسطو ملقباً بصاحب المنطق، لقبه إياه تلامذته، وأتباعه..».
ووجه الوليد إليه سؤالا ثانياً قائلا: «من صاحب المعز؟..».
2فأنكر عليه الإمام وقال: «ليس هذا اسماً لأحد، ولكنه اسم لمجموعة من النجوم، وتسمى ذو الأعنة...».
واستولت الحيرة والذهول على الوليد، فلم يدر ما يقول، وتأمل كثيراً ليستحضر مسألة اُخرى يسأل بها سليل النبوة، وحضر في ذهنه السؤال الآتي فقال له: «هل تعلم من صاحب السواك؟...». فأجابه الإمام فوراً: «هو لقب عبد الله بن مسعود صاحب جدّي رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))..». ولم يستحضر الوليد مسألة يسأل بها الإمام، ووجد نفسه عاجزاً أمام هذا العملاق العظيم، فراح يبدي إكباره وإعجابه بالإمام، ويرحب به، وأمسك بيده، ودنا من الإمام الباقر ((عليه السلام))، يهنئه بولده قائلا: إن ولدك هذا سيكون علاّمة عصره.... وصدق توسم الوليد، فقد أصبح الإمام الصادق ((عليه السلام)) أعلم علماء عصره على الإطلاق، بل أعلم علماء الدنيا على امتداد التأريخ، وليس هناك تعليل مقنع لهذه الظاهرة التي اتصف بها سليل النبوة في حال طفولته، إلاَّ القول بما تذهب إليه الشيعة من أن الله تعالى منح أئمة أهل البيت ((عليهم السلام)) العلم والحكمة في جميع أدوار حياتهم كما منح أنبياءه ورسله. سيدي اقبل مني اليسير واعفو عني الكثر... | |
|
ابو حسين مشرف قسم الفوتشوب والجرافيكس
عدد الرسائل : 951 الأوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 789 تاريخ التسجيل : 22/09/2008
| موضوع: رد: عظم الله أجوركم في ذكرى إستشهاد الإمام الصادق "عليه السلام" السبت أكتوبر 17, 2009 10:52 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ، خازِنِ الْعِلْمِ، الدّاعى اِلَيْكَ بِالْحَقِّ، النُّورِ الْمُبينِ، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ وَخازِنَ عِلْمِكَ وَلِسانَ تَوْحيدِكَ، وَوَلِىَّ اَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دينِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
مأجوريــن وجزاكم الله خير الجزاء | |
|
ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: رد: عظم الله أجوركم في ذكرى إستشهاد الإمام الصادق "عليه السلام" السبت أكتوبر 02, 2010 11:55 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد
عظم الله اجورنا واجوركم يا شيعة امير المؤمنين بذكرى أستشهاد امامنا الصادق " عليه السلام"
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ، خازِنِ الْعِلْمِ، الدّاعى اِلَيْكَ بِالْحَقِّ، النُّورِ الْمُبينِ، اَللّـهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ وَخازِنَ عِلْمِكَ وَلِسانَ تَوْحيدِكَ، وَوَلِىَّ اَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دينِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ .
مأجوريــن ومثــــــابين | |
|