وفاة المرجع الديني الايراني آية الله بهجت توفي المرجع الديني الايراني آية الله الشيخ بهجت عن سن ناهز 96 عاما. وتوفي آية الله بهجت اليوم الاحد في مستشفى "ولي العصر" (عج) بمدينة قم المقدسة.
ولد آية الله الشيخ محمد تقي بهجت في عام 1334 هجري قمري في عائلة متدينة من أهل الورع والتقى في مدينة (فومن) التابعة لمحافظة جيلان في شمال ايران وكان والده الكربلائي محمود من رجال تلك المدينة الموثوقين، والذين يرجع اليهم في حل مشاكل الناس ونزاعاتهم ن وتزكى وتؤيد سندات الملكية والمعاملات بشهاداتهم وتوقيعهم ، كما كان الكربلائي محمود أيضا من أهل الأدب وذوق الذوق الحسن فيه ولا يزال شعره المملو حرارة والذي كان يلقيه في مراثي اهل البيت وخاصة الأمام الحسين ( ع ) متداولا على ألسن المداحين والقراء الى اليوم.
أنهى آية الله الشيخ بهجت المرحلة الابتدائية من دراسته في كتاتيب ( فومن ) ليتوجه بعد ذلك الى تحصيل العلوم الدينيه وقد تجلت فيه منذ الطفولة ملامح النبوغ وحب التحصيل ورجاحة العقل بشكل كان يمتنع معه عما يمارسه الأطفال عادة من أنحاء اللعب واللهو، وقد قام العلامة الشيخ بهجت بالهجرة بعد تحصيل المقدمات من علوم العربية في مدينة ( فومن ) سنة 1348 وبعد التوقف فترة في مدينة ( قم ) قبل تأسيس الحائري رحمة الله للحوزة يمم شطر العراق ليقيم حوالى أربع سنوات في كربلاء المقدسة يستفيد من كبار الأساتذة كالشيخ المرجع السيد أبو القاسم الخوئي وضياء الدين العراقي وميرزا النائيني والمحقق الشيخ محمد حسن الأصفهاني.
وكان يتميز الشيخ بهجت بالنقاش الدقيق والايراد الناضج وقد تحدث عنه العلامه المرحوم السيد محمد حسين الطهراني حيث قال عنه ( ان الشيخ بهجت كان زمان المرحوم القاضي واجدا لحالات ومكاشفات غيبية الهية وكان حائزا للحد الأعلى من مراتب المراقبه والصمت) .
وعرف الشيخ دام ظله منذ طفولته بالأقبال على العبادة والاستغراق في ذكر الله والمواظبة على الطاعات والنوافل وقد قيض الله له منذ ذلك الحين وقبل بلوغه سن التكليف أولياء وعلماء مربين أكتشفوا قابلياته وطهارته الذاتيه، فأعتنوا بتوجيهه وارشاده في طريق العبوديه والسلوك الى الله عزوجل ولعل أهمهم وأعظمهم في هذا المجال العارف الكبير وأستاذ السلوك السيد علي القاضي الطباطبائي رحمه الله.
ويتحدث المطلعون على أحوال الشيخ عن مواظبته التامه واقباله منذ شبابه على النوافل واحياء الليالي بالعبادة في مقامات العراق ومساجدها المعروفه كمسجد السهله وتروي عنه حكايات وكرامات في هذا المجال ، وفي أيامنا هذه يزدحم المسجد الذي يؤم الشيخ بهجت الجماعه فيه بالمصلين من خواص فضلاء الحوزه العلميه في قم أو اعوام المؤمنين الذين يجدون في الصلاة خلفه روحانيه خاصه لا تحصل في سائر جماعات قم ، رغم كثرتها وكثرة الصلحاء من ائمتها لكن أجواء الخشوع التي تفرضها قراءته وحالاته في الصلاة مما يعز وجوده في الأماكن الأخرى وقد ترتفع أصوات المصلين ويضج المسجد بالبكاء والتضرع أحيانا تأثرا بحالة الانقطاع والخشوع التي تتصف بها صلاة أمامهم ويرتبط الشيخ بهجت بزيارة يوميه الى حرم السيده فاطمه المعصومه عليها السلام في قم يقضي خلالها فترة من التوسل والدعاء والتلاوه والصلاة ولا ينسى زيارة الأمام الحسين عليه السلام عن بعد يوميا بزيارة عاشوراء المعروفه الى جانب التزاماته العباديه الأخرى التي تشغل كل أوقاته قبل التدريس وبعده فلا تجده الا ذاكراأو متفكرا أو منشغلا بطاعة في سائر أطراف ليله ونهاره وقد أطلعنا من بعض مقربيه ان من جملة التزاماته اليوميه عدا عن القيام للتهجد وزيارة العاشوراء وصلاة جعفر الطيار وقراءة سورة القدر ألف مرة .
وكان له أرتباط بالأمام الخميني قدس سره الشريف الذي كان يكن محبة واحترام خاصان تجاه الشيخ ولم ينقطع الأمام عن الأتصال به وزيارته في بيته الى حين وفاته رغم الظروف الخاصه والمسؤوليات التي عاشها السيد الخميني قدس سره الشريف آخر عمره.