[مقتل القاسم
ثم بعد ذلك تقدم القاسم عليه السلام وطلب الإذن من الحسين (ع) ، فأذن له الحسين (ع) بعد أن أراه وصية والده الحسن ، أتى به الحسين الى خيمة سميت باسم الحسن (ع) وكانت أمه رملة في داخلها فأخرج الحسين من الخيمة صندوقاً فتحه وأخرج منه عمامة الحسن ، فعمم بها القاسم ثم ألبسه ثيابا بهيئة الأموات ، وبعد ذلك وإذ ببنات رسول الله أحطن به يودعنه ، وبينهن أمه التفتت عليه:
يا ابني يا جاسم هالوقت حيلك لعمك ضمه لهالوقت أنا ذاخرتك بالك تخيب ظنوني
هز الرمح وتكنى وقلها يا والدة دعيلي رايح أن يا والدة من غير ما تقوليلي
فخرج القاسم من الخيمة ثم توجه نحو المعركة يرتجز قائلاَ :
ان تنكروني فأنا نجل الحسن سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسين كالأسير المرتهن بين أناس لا سقوا صوب المزن
حتى قتل منهم جماعة ، فبرز اليه عند ذلك عمر بن سعد الاسدي عليه اللعنة ، قائلا : والله لأثكلن به عمه الحسين فقال له حميد بن مسلم : ويلك يكفينا الذين احتوشوه من كل جانب ، فقال : لا لا والله حتى اضرب ضربتي ، فما ولى اللعين حتى ضرب القاسم على هامته فخر الى الارض مضرجاً بدمه ، مستغيثا بعمه الحسين أقبل اليه الحسين فقتل قاتله وأقبل جلس عند راسه :
بكى وناداه يا جاسم اش بايدي يا ريت السيف قبلك حز وريدي
جلس عنده يقول : يعز والله على عمك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا يعينك او يعينك فلا ينفعك فحمله وتوجه به نحو المخيم .