ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: بكاء الحسين "عليه السلام" الثلاثاء ديسمبر 07, 2010 12:09 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم السلام عليك سيدي ومولاي يا ابا عبدلله وعلى الارواح التي حلت بفنائك سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار
الاول : ان اصل البكاء على مصائب اهل البيت من الطاعات . والثاني : ان بكائه (ع) على ما كان يراه من اضمحلال الدين وخموده. والثالث : وهو الاقوى ان الطبائع البشرية موجودة فيهم فيعرضهم الجوع والعطش عند اسبابه ، وتحترق قلوبهم لما يرد عليهم كما قال النبي (ص) عند موت ولده : " يحترق القلب وتدمع العين ولا نقول ما يغضب الرب " فكذلك كان هو عليه السلام فليت شعري أفكان يمكنه حبس الدموع وهو فريد وحيد بعد كثرة الاصحاب والاخوان والاولاد ومضطهد مصاب ، وقد ضاقت عليه الارض برحبها ، ومحصور بين اهل الدنيا وعبيدها في خيام هو وعياله في الرمضاء وعناء السفر ، عطاشى جميعهم وليس فيهم الا اطفال ونساء وعليل يغمى عليه بين الفينة والاخرى مظلوم امام معصوم ، ورأى اهله صرعى وعياله بهذه الحالة من المصائب ، وقد صرعهم العطش بين ميت ومحتضر.
ويريد ان يتركهم ويرحل عنهم ، ويقول لهم : تهيأوا للاسر ، ويامرهم بالصبر ، ويجدّ في اسكاتهم عن البكاء والصراخ في حين الواقعة لئلا يشمت بهم الاعداء .
والمواضع الستة التي بكى بها الامام الحسين الشهيد عليه السلام :
الاول : حين اراد ان يخرج فجاءت ابنته الصغيرة صائحة حاسرة مع شدة حبه لها وتعلقت بثوبه قائلة : مهلا مهلا توقف حتى اتزود من النظر اليك ، فهذا وداع لا تلاق بعده، آه يا حسين ثم قبلت يديه ورجليه ، فجلس واجلسها في حجره ، وبكى بكاءً شديدا ومسح دموعه بكُمّه وجعل يقول (ع) :
سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي منك البكاء اذا الحمام دهاني
فهل يتصور قلب لا يغلب عليه في مثل هذه الحالة ، فهذا احد مواضع بكائه
الثاني : حين وقف على جسد اخيه العباس (ع) فرآه صريعا مع قربة مخرقة ، وكل من يديه المباركتين مطروحة في طرف ، فحينئذ بكى بكاء شديدا ، وقال عليه السلام : الآن انكسر ظهري وقلّت حيلتي .
الثالث : لما أراد القاسم (ع) ان يبرز الى الحرب اعتنقه ، وبكى حتى غشي عليه سلام الله عليه .
الرابع : لما وقف على جسده ورآه رضيضا بحوافر الخيل .
الخامس : حين برز ولـــــده علياً الاكبر (ع) ، ارخى عينيه ، واخذ شيبته بيده ، ورفع رأسه المبارك ودعى ربه تعالى .
السادس : حين كان يسلّي اخته زينب الكبرى (ع) عن البكاء والجزع غلب عليه البكاء وقطرت من عينه قطرات ثم حبس نفسه عن البكاء فاذا تأملت هذه الحالات وجدت انه يستحيل لصاحب القلب السليم الرؤوف الرحيم ان لا يبكي عندها ، ووجدت ان من الخصوصيات الصادرة منه في هذه الحال حكمة خاصة ، فحالته عند وداع ابنته الصغيرة.
وحالة الاخ المواسي التي قطعت يداه لقربة ماء ، تقتضي البكاء حتى يغشى عليه ، وهكذا باقي الكيفيات الخاصة.
طبعا هنا ما احصره المؤلف من بكاء الامام في ستة مواضع ليس بالضرورة انها هي تلك فقط المواضع الستة بل قد يعني بها ابرز مواطن بكائه ، والا فان البلاء والمصاب الذي ألمّ بالامام في كربلاء كان شديدا على قلب امامنا بل على جميع اهل بيته ومن معه بل على اولياء الله تعالى من الاولين والاخرين حيث دون تلك المواضع الستة التي ذكرها المؤلف ، هناك مصاب الرضيع القتيل على صدر ابيه الحسين (ع) ومصاب الرضيع الاخر.
ومصاب اصحابه اللذين لم يُعلم على مر التاريخ اصحابا كاصحابه يستانسون بالموت استيناس الطفل لثدي امه ، وايضا مصاب الطفلة المظلومة حميدة حين مسح على رأسها ، وايضا مصاب بناته وحال نسائه وما هنّ مستقبلات له من السبي والضرب على متونهن والاذلال بحيث سيروهن بخيالة قليلة و هزال ، وحرق الخيام ، وحاله مع اهل بيته واطفال حين توديعهم .
وايضا مصاب ابنه العليل المهموم لأبيه (ع) ، وايضا مصاب الامة والتي منها اعدائه الذين فاق عددهم على الثلاثون ألفا والسبعون ألفا بل لم يُعلم عددهم لكثرته في كتب الحديث ، مصابه بهم كيف عميت بصائر كل تلك الجموع من البشر وما هو إلا رحمة منه على أمة جده صلى الله عليه وآله وسلم ، وما هو إلا لطيب نفسه وطهارته وانه من اهل بيت طهّروا تطهيرا. نسألكم الدعاء
من كتاب الخصائص الحسينية
| |
|