الحادي والعشرون من شهر رجب المرجب : ولادة السيدة سكينة بنت الحسين (ع)
نسبها وولادتها
هي آمنة بنـت الحســين بـن علـي بـن أبي طالب.
ولـدت في سنة 47 هـ ،
وسـميت باسـم جـدتـها أم النبـي صلى الله علايه وآله ، ثـم لقـبتها أمـها الـرباب بنت امرئ العتيى بن عدي بن أوس بن جابربسـكينة ،
وقـد استقبل الـبيت الهــاشمـي قبـلهـا مـولـد أخيهـا الشقيق عبد الله بن الحسين ( الرضيع ) الذي استشهد مع أبيه الحسين عليه السلام.
فقد عاشت السيدة سكينة فاجعة كربلاء فأصيبت بأبيها وبأخويها علي وعبد الله ، وعمومتها وزوجها وبني عمومتها وأصحاب أبيها رضوان الله عليهم أجمعين ، وقد أثرت فيها مصيبة أخيها ( الرضيع ) تأثيراً عظمياً حتى أنها لم تستطع أن تقوم لتوديع الحسين ولحظ ذلك سيد الشهداء فوقف يكلمها مصبراً وهو يقول :
سيطول بعدي يا سكينة فأعلمي منك البكاء إذا الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعة حسرة ما كان مني الروح في جثماني
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي تأتينه يا خيرة النسوانِ
صفاتها وحياتها
نبيلة شـــاعرة كريمة مــن أجمــل النســاء وأطيبــهن نفســــا كانت سيدة نســاء عصــرها ، تجالــس الأجــلة مـن قريــش
، وتجمـع إليـها الشــعراء فيجـلسون بحـيث تراهــم و لا يــرونها ، وتســمع كلامــهم
فتفــاضل بينــهم وتنــاقشهم وتجــيزهم. دخــلت علــى هشـام الخلــيفة وسـألـته عمـامـته ومــطرفه
ومــنطقـته ، فــأعــطاهـا ذلك. وقــال أحـد معاصـريها: أتيـتها و إذا ببــابها جــرير
والفــرزدق وجــميل و كثـير فأمرت لكل واحد بألف درهم.
زواج سكينة
إن أخبار زواج سكينة بنت الحسين فيها من التناقض والاضطراب والتناقض الشيء العجيب ،
مما لا يُقبل لامرأة بسيطة ، فكيف هذا مع بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذ تزوجت ابن عمها القاسم بن الحسن عليه السلام
سكينة شاعرة
لم نجد من شعرها إلاّ أبياتا قليلة قالتها ترثي أباها الإمام الحسين عليه السلام و
لقلة شعرها وفي أمالي الزجّاج عدّة أبيات قالتها سكينة ترثي أباها الحسين عليه السلام :
لا تعـذليه فـهمّ قـاطعٌ طُـرقُـه * فعينه بـدمــوع ذُرَّفٍ غدقة
إنّ الحسين غـداة الطف يـرشقه * ريب المنون فما أن يُخطىء الحدقة
بـكفّ شــرّ عبـاد الله كلّهـم * نـسل البغايا وجيش المرّق الفسقة
يا اُمّة السوء هاتوا ما احتجاجكـم * غـداً وجلُّكـم بـالسيف قد صفقه
الويـل حلّ بكـم إلاّ بمن لحقـه * صيّـرتمـوه لأرمـاح العِدا درقـة
يا عين فاحتفلي طول الحياة دمـاً * لا تبكِ ولـداً ولا أهـلاً ولا رفقـة
لكن على ابن رسول الله فانسكبي * قيحاً ودمعاً وفي إثرهما العلقة
سكينة الأديبة الناقدة
اجتمع بالمدينة راوية جرير وراوية كثير وراوية نصيب وراوية جميل ورواية الأحوص
فادعى كل رجل منهم أن صاحبه أشعر ثم تراضوا بسكينة بنت الحسين فأتوها
فأخبروها فقالت لصاحب جرير: أليس صاحبك الذي يقول :
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا حسين الزيارة فارجعي بسلام
ثم قالت لصاحب كثير: أليس صاحبك الذي يقول:
يقر بعيــني ما يقـر بعينها وأحسن شيء مابه العين قرت
كأني أنادي صخرة حين أعرضت من الصم لو تمشي بها الصم زلت
صفوحا فما نلقاك إلا بخلية فمن مل منها ذلك الوصل ملت
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا قلو صيكما ثم ابكيا حيث كلت
ثم قالت لراوية جميل: أليس صاحبك الذي يقول:
فلو تركت عقلي معي ما طلبتها ولكن طلا بيها لما فات من عقلي
فان وجدت نعل بأرض مضلة من الأرض يوماً فاعلمي أنها نعلي
خليلي فيها عشتما هل رأيتها قتيلاً بكى من حب قاتله قبلي
ثم قالت لصاحب نصيب: أليس صاحبك الذي يقول:
أهيم بدعد ما حييت فأن أمت فوا حزني من ذا يهيم بها بعدي
من عاشقين لراسلا و تواعدا ليلاً إذا نجم الثريا حلقا
باتا بأنعم ليلة و ألذها حتى إذا وضح الصباح تفرقا
وخرج كثير في الحج بجمل له يبيعه فمر بسكينة بنت الحسين ومعها عزه وهو لا يعرفها.
فقالت سكينة: هذا كثير فسوموه بالجمل فساموه فاستام مائتي درهم.
فقالت : ضع عنا.
فأبى فدعت له بتمر وزبد، فأكل ،
ثم قالت له: ضع عنا كذا و كذا لشيء يسير فأبى.
فقالوا أكلت يا كثير بأكثر مما نسألك.
فقال : ما أنا بواضع شيئاً.
فقالت سكينة: اكتشفوا عنها و عن عزة فلما رآهما استحيا وانصرف و هو يقول:
هو لكم هو لكم.
و قالت سكينة لكثير حين أنشدها قصيدته التي أولها:
أشتاقك برق آخر الليل واصب تضمنه فرش الجبا فالمسارب
تألق واحمو في وخيم بالربى احم الذرى ذو هيدب متراكب
اذا زعزعته ارزم جانب بلا خلف منه و أومض جانب
وهبت لسعدى ماءه و نباته كما كل ذي ود لمن ود واهب
لتروى به سعدى و يروى صديقها و يغدق أعداد لها و مشارب
أتهب لها غيثاً عاما جعلك الله والناس فيه أسوة؟
فقال : يا بنت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وصفت غيثاً فأحسنته وأمطرته وأنبته وأكحلته ثم وهبته لها
فقالت: فهلا وهبت لها دنانير و دراهم.
نسألكم الدعاء