قانون معرفة حجج الله بصفة عامة واليماني بصفة خاصة
هل ان الله سبحانه وتعالى وضع قانون يعرف به داعي الحق في كل زمان وهو حجة الله على عباده وخليفة الله في ارضه وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ، والايمان به والتسليم له هو الايمان بالله والتسليم لله والكفر به والالتواء عليه ، هو الكفر بالله والالتواء على الله .
ام ان الله ترك الحبل على الغارب (حاشاه سبحانه وتعالى ) وهو الحكيم المطلق وقدر كل شيء فاحسن تقديره ، ( وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ)(الرعد:
وهو( عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)(سـبأ: 3).
فالنتيجة ان مقتضى الحكمة الالهية هو وضع قانون لمعرفة خليفة الله في ارضه في كل زمان ، ولابد ان يكون هذا القانون وضع منذ اليوم الاول الذي جعل فيه الله سبحانه خليفة له في ارضه فلا يمكن ان يكون هذا القانون طارئ في احدى رسالات السماء المتاخرة عن اليوم الاول لوجود مكلفين منذ اليوم الاول ، ولا اقل ان القدر المتيقن للجميع هو وجود ابليس كمكلف منذ اليوم الاول
، والمكلف يحتاج هذا القانون لمعرفة صاحب الحق الالهي وإلا فانه سيعتذر عن اتباع صاحب الحق الالهي بانه لم يكن يستطيع التمييز ولا يوجد لديه قانون الهي لمعرفة هذا الخليفة المنصب من قبل الله سبحانه وتعالى . والقدر المتيقن للجميع حول تاريخ اليوم الأول الذي جعل فيه الله خليفة له في أرضه هو :
بعد ان خلق الله ادم (ع) علمه الأسماء كلها .ثم أمر الله من كان يعبده في ذلك الوقت الملائكة وإبليس بالسجود لآدم .
ان الله نص على ادم وانه خليفته في أرضه بمحضر الملائكة (ع) وإبليس .
قال تعالى وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31)
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29)
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف:50)1
هذه الامور الثلاثة هي قانون الله سبحانه وتعالى لمعرفة الحجة على الناس وخليفة الله في ارضه وهذه الامور الثلاث قانون سنه الله سبحانه وتعالى لمعرفة خليفته منذ اليوم الاول ، وستمضي هذه السنة الالهية الى انقضاء الدنيا وقيام الساعة .
(سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الأحزاب:62)
(سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) (الفتح:23) .
قانون تعيين الامام والقائد وخليفة الله يؤيده العقل السليم
كما انه وببساطة أي انسان يملك مصنع أو مزرعة اوسفينة أو أي شيء فيه عمال يعملون له فيه لابد ان يعين لهم شخصا منهم يرئسهم ولابد ان ينص عليه بالاسم والا ستعم الفوضى كما لابد ان يكون اعلمهم وافضلهم ولابد ان يأمرهم بطاعته ليحقق مايرجو والا فان قصر هذا الانسان في أي من هذه الامور الثلاثة فسيجانب الحكمة إلى السفه . فكيف يُجَّوز الناس على الله ترك أي من هذه الامور الثلاثة وهو الحكيم المطلق ؟!!
لو كان انسان يملك سفينة او مصنع او اي شيء يعمل فيه مجموعة من الناس
اليس من المفروض ان يعين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس ثم ان ترك هذا وغرقت السفينة او تلف المصنع او حدث ضرر ما الا يوصف عمله هذا بالسفه او عدم الحكمة
ثم ان عين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس ولكنه لم يكن اعلمهم في قيادة السفينة او ادارة المصنع او قيادة هؤلاء الناس وحصل نقص في انتاج المصنع اوحدث طارئ ما تسبب في ضرر معين كغرق السفينة بسبب جهل هذا القائد بقانون تشغيل المصنع او معالجة الطارئ الا يوصف عمله هذا بالسفه او مجانبة الحكمة اليس من المفروض ومقتضى الحكمة اختيار اعلم الموجودين او تزويد المختار بالعلم اللازم ليكون الاكفأ والاقدر على قيادة السفينة وايصالها الى بر الامان وادارة المصنع وتحقيق افضل انتاج .
ولو فرضنا ان هذا الانسان عين رباناً للسفينة او مديراً للمصنع او قائداً لهؤلاء الناس وكان اعلمهم واقدرهم على قيادة السفينة وادارة المصنع ولكنه لم يأمر الناس بطاعة هذا الربان او المدير او القائد وتصرف الناس كل بحسب هواه ورغبته لانهم غير مأمورين بطاعة القائد المعين وحصلت فوضى او اضرار بسبب عدم أمره للناس بطاعة الربان او القائد الا يوصف بانه جانب الحكمة الى السفه ثم ما فائدة تعيينه للقائد الاقدر ان لم يأمر الناس بطاعته
لا اظن ان عاقلاً حكيماً سيقول غير هذا ( يجب تعيين قائد ويجب ان يكون لديه او ان يزود بكل ما يحتاج من العلم ويجب ان يُأمر الذين يقودهم بطاعته )
وهذا موجود في القرآن فمع اول خليفة لله سبحانه في ارضه وضع هذا القانون وهو قانون معرفة خليفة الله وحجته على عباده بل هو قانون معرفة الله لان بمعرفة خليفة الله يعرف الله
فتعيين الامام والقائد وخليفة الله في قوله تعالى :
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)
وكون هذا الخليفة هو الاعلم في قوله تعالى: (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31)
والامر بطاعة هذا الخليفة في قوله تعالى : (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:29)
بل ومن يرجع للتوراة والانجيل سيجد نصوصاً كثيرة تنطبق تماما مع النص القرآني في بيان ان قانون معرفة خليفة الله او قانون معرفة الله هو هذه الامور الثلاثة التي بينتها .
فمن هو وصي رسول الله ومن هو اعلم الناس بعد رسول الله ومن الذي أمرَ رسول الله بأمرِ الله الناس بطاعته ، يجب ان يكون هناك شخصاً فيه هذه الامور الثلاثة والا فمن يقول بعدمه يتهم الله سبحانه وتعالى بمجانبة الحكمة
اقول مَنْ ؟ وادع الجواب لمن أسألهم وعسى ان ينصف الناس انفسهم بالجواب الحق
وجدير بنا الالتفات الى ان هناك ومنذ البداية من رفض الانصياع لأمر الله سبحانه وتعالى ورفض ان يكون بينه وبين الله واسطه ورفض ان يكون قبلته الى الله آدم (ع) وهذا الرافض الخبيث هو ابليس لعنه الله (طاووس الملائكة) نعم أؤكد هذا كان من رفض السجود لادم (ع) طاووس الملائكة في حينها ارجو ان يستحضر هذا المعنى كل من يريد الاجابة على السؤال المتقدم قال تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً) (الكهف:50).
اذا تعرضنا الى هذا القانون الالهي بشيء من التفصيل
نجد ان
النص الالهي على ادم (ع) تحول الى الوصية لعلة وجود الخليفة السابق فهو ينص على من بعده بامر الله سبحانه وتعالى وهذا من ضمن واجبه كخليفة لله في أرضه قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) (النساء:58)
أما تعليم الله سبحانه لآدم الأسماء فالمراد منه معرفته بحقيقة الأسماء الإلهية وتحليه بها وتجليها فيه ليكون خليفة الله في أرضه وهو عليه السلام أنبأ الملائكة بأسمائهم أي عرفهم بحقيقة الأسماء الإلهية التي خلقوا منها فالله سبحانه عرف ادم كل الأسماء الالهية وبحسب مقامه (ع) أما الملائكة فلم يكن كل منهم يعرف إلا الاسم أو الأسماء التي خُلق منها وبهذا ثبتت حجية ادم (ع) عليهم بالعلم والحكمة .
والامر الثالث : في هذا القانون الإلهي هو أمر الله سبحانه وتعالى للملائكة وإبليس السجود لآدم. وهذا الامر هو بمثابة ممارسة عملية للخليفة ليقوم بدوره كمستخلف ، وممارسة عملية لعمال الله سبحانه (الملائكة ) ليقوموا بدورهم كعمال ومتعلمين عند هذا الخليفة (ادم عليه السلام) .وهذا الامر ثبّت أن حاكمية الله وملك الله في أرضه يتحقق من خلال طاعة خليفة الله في أرضه . وهكذا فان جميع المرسلين ومنهم محمد (ص) كانوا يحملون هذه الراية ( البيعة لله او حاكمية الله او الملك لله) ويواجهون الذين يقرون حاكمية الناس ولا يقبلون بحاكمية الله وملكه سبحانه وتعالى . وهم دائما متهمون بسبب هذه المطالبة وهذه المواجهة ، فعيسى(ع) قيل عنه انه جاء ليطلب ملك بني إسرائيل ليس الا ، وقيل عن محمد (ص) : ( لا جنة ولا نار ولكنه الملك ) أي ان محمد جاء ليطلب الملك له ولاهل بيته ، وقيل عن علي (ع) انه حريص على الملك . والحقيقة انه من تابع أحوال عيسى أو محمد (ص) او علي (ع) يجد انهم معرضون عن الدنيا وزخرفها وما فيها من مال او جاه ، لكن هذا هو أمر الله لهم بان يطالبوا بملكه سبحانه وتعالى ، ثم هم يعلمون ان الناس لن يسلموهم الملك بل سيتعرضون لهم بالسخرية والاستهزاء والهتك ومحاولة القتل أو السجن فهذا شبيه عيسى(ع) يلبسونه تاج من الشوك وهم يسخرون منه قبل صلبه وعلي (ع) يكسر باب داره ويكسر ضلع زوجته الزهراء (ع) ويجر من داره والسيوف مشرعة بوجهه وموسى بن جعفر (ع) الذي حدد فدك بأنها الملك وخلافة الله في أرضه يسجن حتى الموت ومع هذا فان كثير من الجهلة جعلوا ما تشابه عليهم من مطالبة صاحب الحق بملك الله سبحانه وتعالى عاذرا لسقطتهم وهم يصرخون بوجه صاحب الحق الإلهي انه جاء ليطلب الملك ليس الا ، والحق انه لو كان خليفة الله في أرضه طالبا للدنيا أو الملك لما طالب به أصلا وهو يعلم ان هذه المطالبة ستكون حتما سببا لاتنهاك حرمته والاستهزاء والتعريض به على انه طالب دنيا .
ثم لسلك طريقا اخرا يعرفه كل الناس ولكنهم يتغافلون وهوطريق كل اولئك الذين وصلوا الى الملك الدنيوي بالخداع والتزوير أو القتل والترويع فعلي (ع) يطالب بالملك ويقول انا وصي محمد وانا خليفة الله في أرضه وفي المقابل ذاك الذي وصل الى الملك الدنيوي ابو بكر ابن ابي قحافة يقول اقيلوني فلست بخيركم . فهل ان عليا طالب دنيا أو ان ابن ابي قحافة زاهد بالملك الدنيوي وهو الذي انكر حق الوصي(ع) وتنكر لوصية رسول الله (ص) لاجل الملك الدنيوي؟!! مالكم كيف تحكمون ؟؟!! .
والوصية بالخصوص جاء بها كل الاوصياء (ع) واكدوا عليها بل وفي اصعب الظروف ، نجد الحسين (ع) في كربلاء يقول لهم ابحثوا في الارض لاتجدون من هو اقرب إلى محمد (ص) مني (انا سبط محمد الوحيد على هذه الارض ) هنا اكد (ع) على الوصية والنص الإلهي (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) فالذين يفهمون هذه الاية يعرفون ان الحسين(ع) اراد ان الوصاية محصورة به (ع) لانه الوحيد من هذه الذرية المستخلفة .
القانون الإلهي في زمن الظهور المقدس
بعد ان عرفنا وجود قانون الهي لمعرفة خليفة الله في أرضه وهو مذكور في القرآن الكريم بل وجاء به كل الانبياء والمرسلين (ع) ...... نحتاج ان ننتفع ونعمل بهذا القانون الإلهي في زمن الظهور المقدس (زمن يوسف ال محمد(ع)) لان من لايعمل بهذا القانون يكون من اتباع ابليس (لع) كما تبين وانت تجد حتى في الانجيل ان عيسى (ع) يؤكد على ان الانبياء السابقين من بني إسرائيل قد ذكروه وبشروا به واوصوا به وكذا جاء بالعلم والحكمة وايضا رفع راية البيعة لله وطالب بملك الله وحاكميته ، ومحمد ايضا اكد هذا الامر وبين ان الانبياء السابقين ذكروه وبشروا به واوصوا به وانه مذكور في التوراة والانجيل وجاء (ص) ليُعلم الكتاب والحكمة ورفع راية البيعة لله وطالب بملك الله وحاكميته سبحانه وتعالى في أرضه .
وكذا ال محمد (ع) وتوجد اكثر من رواية عنهم (ع) اكدوا بها هذا القانون الإلهي لكي لا يضل شيعتهم ولكن للاسف من يدَّعون انهم شيعتهم اختاروا في اخر الزمان الكفر بروايتهم والاعراض عنها وعن القرآن الكريم واتباع العلماء غير العالمين فاضلوهم وخلطوا عليهم الحق بالباطل فلم يعد عندهم قانون لمعرفة الحجة من الله وخليفة الله ، مع ان هذا القانون الإلهي لمعرفة الحجة من الله وخليفة الله والوصي الذي يمتحن به الناس موجود في القرآن الكريم وقد بينته بوضوح لعل من يدعون انهم شيعة ال محمد وعامة اصحاب الاديان الالهية يلتفتون الى هذا القانون فينقذون انفسهم من النار
اذا فصاحب الحق الإلهي الوصي المعزي2 لانبياء الله ورسله الذي ياتي في اخر الزمان اذ جاء بهذه الامور الثلاث وهي :
الوصية :
أي ان الماضيين (ع) اوصوا به ونصوا عليه بالاسم والصفة والمسكن كما كانت الوصية بالرسول محمد من الانبياء الماضيين (ع) باسمه وبصفته انه راكب الجمل وبمسكنه فاران أي مكة وما حولها (عرفات) ، والروايات الدالة على الوصي في اخر الزمان باسمه وصفته ومسكنه كثيرة .
وجاء ايضا بالعلم والحكمة:
كما جاء رسول الله (ص) محمد بالعلم والحكمة قال تعالى :
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الجمعة:2)
وهذا الرسول هو محمد بن عبد الله (ص) المرسل في الاوليين من هذه الامة ثم يقول تعالى :
(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الجمعة:3)
وهذا الرسول في الاخرين هو المهدي الأول من ولد الامام المهدي (ع) ومرسله هو الامام المهدي (ع) وايضا يعلمهم الكتاب والحكمة مما جاء به رسول الله محمد (ص) وكان اسمه (ص) في السماء احمد ، والمهدي الأول اسمه في الارض احمد وفي السماء محمد فهو صورة لرسول الله محمد (ص) ويبعث كما يبعث محمد (ص) ويعاني كما عانى محمد (ص) فلابد من وجود قريش وحلفاءها وام القرى والهجرة والمدينة وكل ما رافق دعوة رسول الله محمد (ص) فقط المصاديق والوجوه تتبدل انما هي وهم كتلك واولئك .
اما الأمر الثالث :وهو المطالبة بحاكمية الله والملك الإلهي:
فلابد ان يتحقق في الواقع المعاش بشكل يتوضح فيه صاحب الحق الإلهي وحكمته وعلمه ومعرفته بعاقبة الامور والحمد لله تم هذا بفضل الله سبحانه وتعالى فكل اولئك العلماء غير العاملين دعوا إلى حاكمية الناس والانتخابات وشورى وسقيفة اخر الزمان الا الوصي بفضل من الله عليه لم يرضَ الا حاكمية الله وملك الله سبحانه ولم يحد عن الطريق الذي بينه محمد وال محمد (ع) ، اما العلماء غير العاملين فقد خرجوا وحادوا عن جادة الصواب وتبين بفضل خطة الهية محكمة ان رافع راية رسول الله محمد (ص) (( البيعة لله )) هو فقط الوصي .
اما من سواه فهم قد رفعوا راية الانتخابات وحاكمية الناس وهي بيعة في اعناقهم للطاغوت وبملئ ارادتهم ، بل وهم قد دعوا الناس لها وانخدع الناس بسبب جهلهم بالعقيدة التي يرضاها الله سبحانه وتعالى مع ان اهل البيت (ع) قد بينوا هذا الأمر بكل وضوح وجلاء ، ودم الحسين في كربلاء خير شاهد على ذلك وان كانت فاطمة الزهراء (ع) لما نحى القوم الوصي علي (ع) خاطبتهم قائلة : (أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريثما ننتج ، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وزعافا ممقرا ، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسس الاولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا ، واطمأنوا للفتنة جأشا وأبشروا بسيف صارم وهرج شامل واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا وزرعكم حصيدا . فيا حسرتي لكم وأنى بكم وقد عميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) معاني الأخبار- الشيخ الصدوق ص 355
فهم اليوم علموا بانفسكم غب ما سَنّوا واحتلبوا طلاع القعب دما عبيطا .
فهل هذا الحال الذي انتم فيه عذاب من الله سبحانه ام لا ؟ !!! . في قرارة انفسكم تقرون انه عذاب من الله ولكن تخافون ان تقروا بالسنتكم لئلا يقال لكم فهذا احمد الحسن مرسل من الامام المهدي (ع) وهذه رسالة الهية والله يقول وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)