اغتيال رسول الله ص في مصادر أهل السنة
________________________________________
جاء في السيرة النبوية لآبن كثير :ـ عن الأعمش عن عبد الله بن نمرة عن اب الاحوص عن عبد الله بن مسعود إذقال: لئن أحلف تسعا أن رسول الله قتل قتلا أحب إلي من أن أحلف واحدة أنه لم يقتل،وذلك لأن الله اتخذه نبيا واتخذه شهيدا. 1
وقال الشعبي: والله لقد سم رسول الله 2
. ومما يؤيد هذه الحقيقة أيضا: أن أعراض السم ظهرت على وجه وبدن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قبيل وبعيد وفاته، إذ تذكر كتب السيرة أن درجة حرارة رسول الله ارتفعت ارتفاعا خطيرا في مرضه الذي توفي فيه و بصروة غير طبيعية ،وأن صداعا عنيفا في رأسه المقدس الشريف قد صاحب هذا الارتفاع في الحرارة. ومن المعروف طبياً أن ارتفاع حرارة الجسم والصداع القوي هو من نتاج تجرع السم.
يذكرابن سعد: فلما كان يوم الأربعاء بدأ برسول الله المرض فحم وصدع3..
وكانت أم البشر بن البراء قد قالت للرسول: ما وجدت مثل هذه الحمى التي عليك على أحد4.
وهذا النص يثبت بدلالة قاطعة أن الحمى التي اعترت المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تكن حمى طبيعية و ذلك لأنها لم ترى مثل هذه الحمى من قبل ، وهذه الحمى ما هي إلا من السم الذي جرعوه فقد تغير لونه و حالته .
و الرواية التي ذكرها عبد الله الاندلسي في كتابه تقول :ـ
بعدما لدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رغما ً عنه
قال صلى الله عليه و آله وسلم : من فعل هذا ؟؟
فقالوا : عمك العباس !!!
ويتضح من قبل المنفذين انكار فعلتهم الشنيعة وأتهموا العباس عم النبي صلى الله عليه وآله و سلم إلا إن ذلك لم يخف عن رسول الله الذي برأ عمه العباس من تلك الفعلة و اتهامهم و دليل ذلك حينما طردهم من داره و ابقى العباس يعاين حاله .
إذ قال صلى الله عليه و آله : لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم5 .
وقالت عائشة بنت ابوبكر: لددنا (قمنا بتطعيم) رسول الله في مرضه. فقال: ( لا تلدوني). فقلنا: كراهية المريض للدواء. فلما أفاق قال (لا يبقى منكم أحد إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم( 6.
وجاء في كتاب الطبقات ج 2/235 فأُغمِيَ عليه صلى الله عليه وآله حين أفاق والنساء يلددنه, وهو صائم .
و قالت عائشة: لددنا رسول الله في مرضه فجعل يشير إلينا أن لا تلدوني، فقلنا: كراهية المريض للدواء. فقال: (لايبقى أحد في البيت إلا لد، وأنا أنظر إلا العباس فإنه لم يشهدكم.( 7
ومعنى لغوياً : ( لدننا ) أي جرعنا و سقينا
ما الذي جرعته عائشة للنبي صلى الله عليه و آله حتى نهى عنها ذلك فغضب و أمر بخروجها من الدار ؟
ويجيبنا ابن القيم الجوزي :ـ كان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر من في الدار بأن لا يلدوه و لا يجرعوه أي دواء مهما كان ، إذ روي أنه قال لهم بعد سقيه إياهم ذلك الدواء المزعوم: (ألم أنهكم أن لا تلدوني)8.
وبعد قيامهم بلد النبي، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) عن عائشة: (ويحها لو تستطيع ما فعلت)9.
ويلاحظ من تلك الروايات التي ينقلها علماء من السنة تكشف لنا وجود مؤمره بتخطيط مسبق للسيطرة على دفة الحكم وقلب النظام الاسلامي بأغتيال الرسول الاكرم (ص) وتجريعة سما على انه دواء للشرب .
و عند مراجعة الرواية السابقة بشكل دقيق نفهم من كلام عائشة ان الفاعل بلد ( سقي ) رسول الله صلى الله عليه وآله في منامه كانوا أكثر من شخص إذ قالت عائشة " لددنا رسول الله فيمرضه ، فقال : لا تلدوني
و دل على كونهم جمع و ذلك من الجمع في فعل ( لددنا) و إذا افترضنا انها الوحدية التي فعلت ذلك لقالت ( لددت رسول الله في مرضه (.
و لما أحس الرسول بسقيهم أيهاه و شعر بالسم استيقظ من منامه وقال مخاطبا اياهم : لا تلدوني
وقال صلى الله عليه و آله لم بصيغى الجمع: " ألم أنهكم !!! " و هذا يشير ايضا ً على كونهم جماعة .
و الأرجح ان من نفذ هذه العملية هي عائشة و حفصة زوجتا النبي صلى الله عليه وآله و بتخطيط من عمر بن الخطاب و ابي بكر و أمر منهما حيث ان المستفيد الاكبرهما و هما اللذان تحققت اهدافهما و مصالحهما بقتل النبي صلى الله عليه و آله
ولم يكتف عمر باغتيال النبي صلى الله عليه وآله مادياً .. بل قام باغتياله معنوياً في اللحظات الاخيرة من حياته المقدسة ...عندما قال قولته المشهورة : ان الرجل ليهجر ..
ولا نعلم اي القتلتين كانتا اشد على النبي صلى الله عليه وآله .. اغتيال جسده .. ام اغتيال نبوته وشخصه المقدس .. الذي قال عنه رب العالمين : وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يُوحى . t
فهرس المصادر
1. السيرة النبوية لابن كثير الدمشقي ج 4ص 449 .
2. مستدرك الحاكم ج 3 ص 60
3. الطبقات الكبرى لابن سعد ج 2 ص 249 و عيون الأثر لابن سيد الناس ج 2 ص 281
4. الطبقات الكبرى ج 2 ص 236
5. تاريخ الطبري ج 2 ص 438 + صحيح البخاري و كذلك في صحيح مسلم
6. تاريخ الطبري ج 2 ص 438
7. صحيح البخاري ج 7 ص 17 وصحيح مسلم ج 7 ص 24 و ص 198 .
8. الطب النبوي لابن القيم الجوزي ج 1 ص 66 .
9. الطبقات لابن سعد ج 2 ص 203