ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: الامام المهدي والدور الرسالي تجاه المجتمع البشري الإثنين أكتوبر 20, 2008 1:21 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأرحمنا بهم يا كريم المحاضرة للسيد منير الخباز: بسم الله الرحمن الرحيم ((وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ)) صدق الله العلي العظيم.
الإمام المهدي (عج) والدور الرسالي تجاه المجتمع البشري: من المعلوم أن الهدف من ظهور الإمام المنتظر (عليه السلام) هو إقامة الحضارة الكونية وتحقيق العدالة التامة على الأرض أما الهدف من بقائه العمر الطويل إلى حين ظهوره فهو حفظ الدين عن التحريف لقيام دولته الخاتمية المباركة والتي تكمن خصائصها في الحديث الوارد عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملأت ظلماً وجورا)) . لكن هناك من يطرح هذا السؤال: ما هو الدور الذي يقوم به الإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) أثناء غيبته؟ منطلقاً من أن الإمامة هي منصب إلهي لابد معها من القيام بدور رسالي معين, فاذا لم يكن الشخص قائماً به فلا معنى لكونه إماماً, لأن الإمامة مساويةٌ للقيام به فاذا كان الشخص غير قادر على أن يقوم بأي دور رسالي, فما الفائدة من جعله إماماً وما المبرر لبقائه مئات السنين دون أن يقوم بأي دور تجاه المجتمع البشري؟ ربما يقول قائل: إن جعل الإمام الغائب إماماً لغو واللغو لا يصدر من الحكيم تبارك وتعالى لأن اللغو قبيح, فلماذا يجعله الله تعالى إماماً هذه المئات من السنين مع أنه لا يقوم بأي دور رسالي ينسجم ويتلائم مع منصب الامامة وموقعها؟ وإذا كان الإمام في غيبته يضطلع باعباء دور معين فأين نحن من هذا الدور؟ وما هو ربطنا ومساهمتنا ومشاركتنا في تجسيد هذا الدور وتحقيقه؟ هناك نظريتان تجيبان على السؤال الأول. نظريتان حول دور الإمام المهدي عليه السلام في غيبته: النظرية الأولى: إن الدور الذي يقوم به الإمام المنتظر القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو عبارة عن الهداية الأمرية. النظرية الثانية: إن الدور الذي يضطلع الإمام به اثناء غيبته هو حفظ الدين عن التحريف والتزوير. النظرية الاولى: التي ربما تنتزع وتستخرج من كلمات صاحب الميزان السيد الطباطبائي (اعلى الله تعالى مقامه) ومن اجل ان نشرح هذه النظرية لابد ان نذكر أمرين: الأمر الأول يذكره (قده) في أثناء بحوثه وهو أن هناك فرقاً بين عالم الخلق وعالم الأمر, فالقرآن الكريم تحدث عن عالمين عندما قال: ((أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ)) فهناك عالم خلق وعالم أمر, فما هو الفرق بين الخلق والأمر؟ إفاضة الوجود من قبله تبارك وتعالى إذا كانت إفاضة تعتمد على مادة ومدة فهذه الافاضة تسمى خلقاً وأما إذا كانت إفاضة الوجود إفاضة لا تعتمد على مادة ولا على مدة بل أن المفاض يتحقق بنفس الإفاضة فهذا ما نسميه بالأمر, مثل الجنين في بطن أمه قال تعالى: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طينٍ* ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً في قَرارٍ مَكينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً)) , فهذا الوجود قد أفاضه الله في مادة ومدة وهذا الوجود يسمى خلقاً لذلك فالقرآن الكريم يعبر عنه بالخلق فيقول: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طينٍ)) , ((أَوَ لَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصيمٌ مُبينٌ)) , أي أفضنا هذا الوجود عليه إفاضة تدريجية تعتمد على المادة والمدة. أما إذا كانت إفاضة الوجود إفاضةً دفعية لا تعتمد على مادة ولا على مدة فيتحقق الوجود وينسبغ نوره بمجرد الإفاضة من دون واسطة مادة ولا مدة فهذا ما يسمى بالأمر, مثل قوله تعالى عندما يتحدث عن الروح البشرية الانسانية: ((وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)) ليبين لنا أن وجود الروح يختلف عن وجود الجسد, فوجود الجسد وجود ضمن مادة ومدة أما وجود الروح فهو وجود دفعي لا يستند لمادة ومدة لذلك فوجود الروح يسمى بعالم الأمر وهو يختلف عن وجود الجسد الذي يسمى بعالم الخلق, ولذلك فالآيات القرآنية عندما تتحدث عن عالم الأمر فذلك يعني عالم الإفاضة الذي لا يستند لمادة ولا مدة تتحدث عنه بشكل دفعي كقوله تعالى: ((وَما أَمْرُنا إِلاَّ واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ)) , وهو إشارة إلى دفعية الوجود الأمري وتدريجية الوجود الخلقي فهذا هو الفرق بين عالم الخلق وعالم الأمر الذي تحدثت عنه الآية القرآنية كما يرى صاحب الميزان (قده).
| |
|