ورود المديرة
عدد الرسائل : 4039 السٌّمعَة : 4 نقاط : 4532 تاريخ التسجيل : 21/09/2008
| موضوع: أقسام النفس في القرآن الإثنين نوفمبر 02, 2009 1:11 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أقسام النفس في القرآن أهمية معرفة النفسإن الحديث عن نفس الإنسان حديث له عدة جوانب فمن جهة لابد من الحديث عن خصائص هذه النفس، ومن جهة يمكن الحديث عن قواها التي أودعها الله تعالى فيها، ومن جهة أخرى عن سبل إصلاحها وسنتحدث عن هذه النقاط الثلاث بشي من التفصيل إذ أن معرفة هذه النقاط الثلاث أمر أساسي في علم الأخلاق ففي الحديث الشريف عن الإمام علي: من عرف نفسه عرف ربه.وفي الحديث عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في كلام له: "ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، لا إله إلا هو الكبير المتعال"، إذ يوضح الحديث هذا بشكل واضح أن الحجاب الأساسي بين الإنسان والله تعالى هو نفس الإنسان فما دام الإنسان يرى نفسه متصرفاً وينسب إلى نفسه كل أمر يقوم به وما دامت نفس الإنسان هي مدار الرحى التي يبني عليها معتقداته وتصرفاته، فإن هذه النفس ستكون الحجاب الكبير الذي لا يسهل اختراقه.ولذا كانت النفس وإصلاحها من أهم الأمور في علم الأخلاق، بل إن علم الأخلاق هو تهذيب النفس بالدرجة الأولى للوصول بها إلى الكمال المرجو لها، ولا أدل على ذلك من حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله حين دخل عليه رجل اسمه مجاشع، فقال: "يا رسول الله! كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقالا: معرفة النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: مخالفة النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى رضا الحق؟ قالا: سخط النفس، فقال صلى الله عليه وآله: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى وصل الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: هجر النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: عصيان النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: نسيان النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: التباعد من النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى أنس الحق؟ قال صلى الله عليه وآله: الوحشة من النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال صلى الله عليه وآله: الاستعانة بالحق على النفس".ومن المناسب أن نذكر ههنا سؤالاً استنكارياً سأله أمير المؤمنين عليه السلام فقال: "كيف يعرف غيره من يجهل نفسه" ؟ما هي النفس؟تتميز النفس التي أكرم الله تعالى بها الإنسان عن غيره من المخلوقات بأنها جمعت العقل مضافاً إلى الغريزة والشهوة، خلافاً للحيوانات التي وضع الله فيها الغريزة والشهوة فقط، أو الملائكة التي أكرمها الله بعقل بدون غريزة وشهوة ومن هنا فإن الإنسان لا بد وأن يستخدم العقل في تعديل المتطلبات التي تمليها الشهوة والغريزة حتى يسلك حد الاعتدال الذي أشرنا له فيما سبق قال الله تعالى: "ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا".وعندما نطالع الايات القرانية التي تحدثت عن النفس نراها قد تحدثت عن ثلاثة حالات من حالات النفس كما أنها وصفتها بصفات مختلفة منها:الأمارة بالسوءيقول الله تعالى في محكم بيانه "وَمَا أُبَرِّىُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوء إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ"، فالنفس الأمارة بالسوء هي التي تتبع هواها بحيث لا ترى أمامها سوى ما تتمنى الحصول عليه من الشهوات بدون أي التفات للشريعة أو للمفاسد الدنيوية والأخروية، ولذا فإن اتباع النفس الأمارة بالسوء يجلب الظلم والضلال، يقول الله تعالى: "فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".النفس اللوامةيقول الله تعالى في محكم اياته: "لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ".والمراد بالنفس اللوامة، نفس الإنسان المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية، والتثافل في أداء الطاعات.وقد يطلق علماء النفس عليها اسم الضمير الذي يؤنب الإنسان على ما فعله من القبائح.النفس المطمئنةيقول الله تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".والنفس المطمئنة كما وصفها العلامة الطباطبائي في تفسيره "هي التي تسكن إلى ربها وترضى بما رضي به فترى نفسها عبداً لا يملك لنفسه شيئاً من خير أو وشر أو نفع أو ضر ويرى الدنيا دار مجاز وما يستقبله فيها من غنى أو فقر أو أي نفع وضر ابتلاءاً وامتحاناً إلهياً فلا يدعوه تواتر النعم عليه إلى الطغيان وإكثار الفساد والعلو والاستكبار، ولا يوقعه الفقر والفقدان في الكفر وترك الشكر، بل هو في مستقَرٍّ من العبودية لا ينحرف عن مستقيم صراطه بإفراط أو تفريط...وتوصيفها بالراضية لأن اطمئنانها إلى ربها يستلزم رضاها بما قدَّر وقضى تكويناً أو حكم به تشريعاً فلا تسخطها سانحة ولا تزيغها معصية، وإذا رضي العبد من ربه رضي الرب منه، إذ لا يسخطه تعالى إلا خروج العبد من زيِّ العبودية، فإذا لزم طريق العبودية استوجب ذلك رضا ربه ولذا عقب قوله "راضية" بقوله: "مرضية".الحذر من النفس الأمارةبعد أن عرفنا النفس الأمارة بالسوء وميزتها لا بد من مواجهتها وعدم الركون لها، إذ أن لبّ علم الأخلاق قهر النفس الأمارة وكبح جماحها، لأنها كما تقدم لا ترى إلا ما تريد وتشتهي، ولو خلفت كل شيء خراباً من خلفها، فإذا كانت النفس الأمارة خطيرة لهذه الدرجة فلا بد من أن نجد لها علاجاً لإصلاحها وتليين طبعها الشرس فما هي الطرق الممكنة لإنجاز هذه المهمة؟إصلاح النفسإن المسالك والطرق إلى الله كثيرة، بل هي بعدد أنفاس الخلائق إلا أنها كلها تبدأ من خلال تهذيب النفس وإصلاحها.فينبغي بالدرجة الأولى على من يريد إصلاح نفسه أن يرغِّب نفسه بالأعمال الصالحة، ويكون ذلك من خلال التفكر في الأعمال وما تستتبع من رضا أوسخط للمولى العزيز، وما يترتب عليها من اثار في الاخرة، فتطمع النفس بثواب الاخرة، وتخاف من عقاب الأعمال القبيحة.وبما أن كثيراً من الناس يميلون إلى الربح السريع ويفضل الربح القريب ولو كان قليلاً وتافهاً على الربح البعيد ولو كان كبيراً وعظيماً، وهذه حقيقة في الإنسان قد ذكرها الله تعالى في كتابه حيث يقول جل شأنه: "كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْاخِرَةَ"، "وَيَدْعُ الْأِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ عَجُولاً".فبسب شقاء هذا الإنسان تراه يستعجل ما يتصوره ربحاً في الدنيا ويترك فوز الاخرة، وهنا يتضح دور العقل في السيطرة على الأهواء النفسية السيئة، فلا بد من التنبيه الدائم للنفس على الدوام، لما وعد به الله تعالى أهل طاعته، وحذر منه أهل معصيته، لأن مجرد عدم الالتفات إلى الجانب الأخروي من الأعمال والاستغراق في أمور الدنيا وتفاصيلها، يدخل الإنسان في نفق الغفلة المظلم ولا يستيقظ منه إلا بعد الموت في الكثير من الأحيان ولعل هذا هو المراد من قول الإمام علي أمير المؤمنين: "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا".وأما كيفية التفكر في أمر الدنيا وزوالها فهو كما يروى أن الإمام الباقر د قال لصاحبه جابر في حديث طويل: " ... يا جابر: إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدومهم الاخرة، يا جابر الاخرة دار قرار، والدنيا دار فناء وزوال، ولكن أهل الدنيا أهل غفلة، وكأن المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة لم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا باذانهم، ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة، ففازوا بثواب الاخرة كما فازوا بذلك العلم. واعلم يا جابر أن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة، وأكثرهم لك معونة تذكر فيعينونك، وإن نسيت ذكروك، قوالون بأمر الله، قوامون على أمر الله قطعوا محبتهم بمحبة ربهم، ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم، ونظروا إلى الله تعالى وإلى محبته بقلوبهم، وعلموا أن ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه، فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه، أو كمال وجدته في منامك واستيقظت، وليس معك منه شيء".إذاً فإصلاح النفس يبدأ من التذكر والخروج من نوم الغفلة عن الاخرة بالدرجة الأولى ولهذا الأسلوب في إصلاح النفس ميزتين:أ أنه يصلح ظاهر العمل وباطنه إذ أن المراد هو الله تعالى، والمحاسب والمجازي هو الله تعالى أيضاً.ب أنه جزاء دائم لأنَّ ما عند الله خير وأبقى، والقران الكريم اعتبر هذا المسلك مسلكاً جيداً وندب إليه ومنه قوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ والإنجْيلِ وَالْقُرْانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".وقد ورد في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين: "إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها إلا بها".مرتبة الحب لله تعالىإن علاج النفس تارة يكون بإيجاد المانع فيها من فعل الذنوب كأن يخوّف الإنسان نفسه بالنار وغضب الجبار، ففي هذه الحالة يكون الدافع إلى الذنب موجوداً في النفس إلا أنه هنالك مانع من الوقوع فيه وهو ما ذكرناه من الخوف وغيره من الموانع، وتارة يكون علاجها بإلغاء الدافع أساساً بحيث لا تطلب النفس الذنب إذ لا رغبة لها فيه، والطريقة الأولى هي من خصائص المسالك الأخرى لا مسلك الحب الإلهي أما الطريقة الثانية وهي قلع الدوافع من النفس فهي من مختصات مسلك الحب الإلهي ولهذا المسلك والطريق ركنان أساسيان:الأول: ركن المعرفة والعلم بأن يصل الإنسان من خلال علمه إلى مرحلة يدرك فيها معنى التوحيد بكل أبعاده ومن خلال هذه المعرفة بالتوحيد لا يبقى أي موضوع لهذه الرذائل، ولن يتوجه بعد ذلك إلى الناس، ولا يطمع بما في أيديهم، لأنه يعرف حق المعرفة أن الغني منهم لا يملك ولا يعطي ولا يمنع إلا بإذن الله تعالى فلا يرجوه ولا القوي منهم خارج عن قوة الله فلا يخاف منه، وغيرها من المعاني.ولقد كان الإمام الخميني (قده) من المصاديق البارزة في هذا المضمار من الإيمان إذ لم يخف طواغيت العالم بل خاف مالك الملوك وجبار الجبابرة فأخاف الله تعالى منه طواغيت الأرض.الثاني: ركن العمل إذ مجرد العلم لا يكفي في هذا المجال، فبعد أن يتعلم الإنسان التوحيد يجب أن يكون توحيده عملياً لا نظرياً فحسب، والطريق إلى التوحيد العملي حب الله تعالى، فإن الإنسان إذا أحب شيئا أطاعه وعبده، بل إن من اثار الحب الطاعة والتسليم.وخلاصة الأمر أن على الإنسان أن يجعل قلبه متعلقاً بالله تعالى وحده قال تعالى: "مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ"، إذ لا يجتمع حب الله تعالى وحب الدنيا في قلب واحد، وإذا حصلت المحبة في قلب الإنسان لله أخذ إيمانه في الاشتداد والازدياد وانجذبت نفسه إلى التفكير في ناحية ربه، واستحضار أسمائه الحسنى، وصفاته الجميلة المنزهة عن النقص والشين ولا تزال تزيد نفسه انجذاباً، وتترقى مراتبه حتى صار يعبد الله كأنه يراه...فيأخذ الحب في الاشتداد لأن الإنسان مفطور على حب الجميل، وقد قال تعالى: "وَالَّذِينَ امَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه"، وصار يتبع الرسول صلى الله عليه وآله في جميع حركاته وسكناته لأن حب الشيء يوجب حب اثاره، والرسول من اثاره واياته كما أن العالم أيضاً اثاره واياته تعالى، ولا يزال يشتدُّ هذا الحب ثم يشتد حتى ينقطع إليه من كل شيء، ولا يحب إلا ربه، ولا يخضع قلبه إلا لوجهه، فان هذا العبد لا يعثر بشيء، ولا يقف على شيء وعنده شيء من الجمال والحسن إلا وجد أن ما عنده أنموذج يحكي ما عند الله من كمال لا ينفد وجمال لا يتناهى وحسن لا يحد، فله الحسن والجمال والكمال والبهاء، فيستولى سلطان الحب على قلبه.خلاصة الدرسهناك ثلاث حالات للنفس وردت في القران الكريم وهي:1 النفس اللوامة.2 النفس الأمارة بالسوء.3 النفس المطمئنة.فصلت الروايات الشريفة ما أجمله القران الكريم من أحوال النفس الإنسانية فتحدثت بشكل مفصل عن حالاتها.إن المسالك والطرق إلى الله كثيرة بعدد أنفاس الخلائق إلا أنها كلها تبدأ من خلال تهذيب النفس وإصلاحها ومن هذه الطرق:1 إصلاح النفس بالغايات الأخروية وهذا المسلك هو مسلك أغلب الناس فبعضهم يغلب على نفسه الخوف وكلما فكر فيما أوعد الله الظالمين والذين ارتكبوا المعاصي والذنوب من أنواع العذاب الذي أعد لهم زاد في نفسه خوفاً، وبعضهم يغلب على نفسه الرجاء وكلما فكر فيما وعده الله الذين امنوا وعملوا الصالحات من النعمة والكرامة وحسن العاقبة زاد رجاءاً وبالغ في التقوى والتزام الأعمال الصالحات طمعاً في المغفرة والجنة.2 إصلاح النفس بالحب الإلهي وهو مرتكز على أمرين:ركن العلم والمعرفة، وركن العمل.للمطالعةحسن الخلقمن مواعظ الإمام الخمينيه في كتاب " الأربعون حديثاً":أيها العزيز؛ انهض من نومك، وتنبه من غفلتك، واشدد حيازيم الهمة، واغتنم الفرصة ما دام هناك مجال، وما دام في العمر بقية، وما دامت قواك تحت تصرفك، وشبابك موجوداً، ولم تتغلب عليك بعد الأخلاق الفاسدة، ولم تتأصّل فيك الملكات الرذيلة، فابحث عن العلاج، أعثر على الدواء لإزالة تلك الأخلاق الفاسدة والقبيحة، وتلمّس سبيلاً لإطفاء نائرة الشهوة والغضب .... وأفضل علاج لدفع هذه المفاسد الأخلاقية، هو ما ذكره علماء الأخلاق وأهل السلوك، وهو أن تأخذ كلّ واحدة من الملكات القبيحة التي تراها في نفسك، وتنهض بعزم على مخالفة النفس إلى أمد، وتعمل عكس ما ترجوه وتطلبه منك تلك الملكة الرذيلة.وعلى أيّ حال؛ أطلب التوفيق من الله تعالى لإعانتك في هذا الجهاد، ولا شك في أن هذا الخلق القبيح، سيزول بعد فترة وجيزة، ويفرّ الشيطان وجنوده من هذا الخندق، وتحلّ محلهم الجنود الرحمانية.فمثلاً من الأخلاق الذميمة التي تسبب هلاك الإنسان، وتوجب ضغطة القبر، وتعذّب الإنسان في كلا الدارين، سوء الخلق مع أهل الدار والجيران أو الزملاء في العمل أو أهل السوق والمحلة، وهو وليد الغضب والشهوة، فإذا كان الإنسان المجاهد يفكر في السمو والترفع، عليه عندما يعترضه أمر غير مرغوب فيه حيث تتوهج فيه نار الغضب لتحرق الباطن، وتدعوه إلى الفحش والسيء من القول عليه أن يعمل بخلاف النفس، وأن يتذكر سوء عاقبة هذا الخلق القبيح، ويبدي بالمقابل مرونة، ويلعن الشيطان في الباطن ويستعيذ باللَّه منه.إني أتعهد لك بأنك لو قمت بذلك السلوك، وكرّرته عدّة مرّات، فإن الخلق السيء سيتغير كلياً، وسيحلّ الخلق الحسن في عالمك الباطن، ولكنك إذا عملت وفق هوى النفس، فمن الممكن أن يبيدك في هذا العالم نفسه، وأعوذ باللَّه تعالى من الغضب الذي يهلك الإنسان في ان واحد في كلا الدارين فقد يؤدي ذلك الغضب لا سمح اللَّه إلى قتل النفس. ومن الممكن أن يتجرأ الإنسان في حالة الغضب على النواميس الإِلهية. كما رأينا أن بعض الناس قد أصبحوا من جراء الغضب مرتدّين. وقد قال الحكماء "إن السفينة التي تتعرض لأمواج البحر العاتية وهي بدون قبطان، لهي أقرب إلى النجاة من الإنسان وهو في حالة الغضب".أو إذا كنت لا سمح اللَّه من أهل الجدل والمراء في المناقشات العلمية كما عليه بعض طلاب العلوم الدينية نحن الطلبة، المبتلين بهذه السريرة القبيحة، فاعمل فترة بخلاف النفس، فإذا دخلت في نقاش مع أحد الأشخاص في مجلس ما، ورأيت أنه يقول الحق فاعترف بخطأك وصدّق قول المقابل، والمأمول أن تزول هذه الرذيلة في زمن قصير.إقرأكتاب المواعظ والحكمتأليف الشهيد المفكر الشيخ مرتضى مطهرييتميز هذا الكتاب من بين الكتب الأخلاقية بأنه أشبه ما يكون بكشكول الأخلاق لأنه لم يرتب على أساس معين بل يبحث عن المواضيع الأخلاقية المتفرقة ولا يعالج مسألة لوحدها ويُعلم ذلك من خلال ملاحظة العناوين المتفرقة الكثيرة في الفهرس ومن تلك العناوين:معرفة الله أساس الدين، الدين سند السعادة، العبيد والأحرار، الإيمان والعمل الصالح، ذل المعصية وعز الطاعة، خصائص الحق في نظر علي د، حق الناس بعضهم على بعض، وغيرها من الأبحاث التي ترتبط بالأخلاق الإنسانية عامة.كتاب لطيف متنوع الفائدة كتب بأسلوب سهل الفهم غير معقد كما هو أسلوب الشهيد في معظم كتبه.للحفظ"إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ والإنجْيلِ وَالْقُرْانِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".منقول للفائدة | |
|
ابو حسين مشرف قسم الفوتشوب والجرافيكس
عدد الرسائل : 951 الأوسمة : السٌّمعَة : 0 نقاط : 789 تاريخ التسجيل : 22/09/2008
| موضوع: رد: أقسام النفس في القرآن الأحد نوفمبر 22, 2009 3:12 am | |
| طرح قيم جداً وفيه الكثير من المنفعة
جزاكِ الله خير الجزاء
ننتظر جديدكِ
| |
|