بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي محمّد التلعكبري ، عن أحمد بن عليّ الرازي ، عن الحسين بن عليّ القمي ، قال : حدّثني محمّد بن عليّ بن بنان الطلحي الآبي ، عن عليّ بن محمّد بن عبدة النيسابوري ، قال : حدّثني عليّ بن إبراهيم الرازي ، قال : حدّثني الشيخ الموثوق به بمدينة السلام قال: تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف القائم ، فذكر ابن أبي غانم أنّ أبا محمّد(عليه السلام) مضى ولا خلف له ، ثمّ ذكر إنّهم كتبوا في ذلك كتاباً وأنفذوه إلى الناحية ، وأعلموه بما تشاجروا فيه.
فورد جواب كتابهم بخطه عليه وعلى آبائه السلام . " بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياكم من الضلالة و الفتن ... فاتقوا الله وسلموا لنا ، وردّوا الأمر إلينا ، فعلينا الإصدار كما كان منّا الإيراد ، ولا تحاولوا كشف ما غطّى عنكم ، ولا تميلوا عن اليمين ، والله شاهد عليَّ وعليكم ، ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم ، والإشفاق عليكم ، لكنّا عن مخاطبتكم في شغل فيما قد امتحنّا به من منازعة الظالم العتلّ الضالّ المتتابع في غيّه ، المضادّ لربه ، الداعى ما ليس له ، الجاحد حقّ من افترض الله طاعته ، الظالم الغاصب ، وفي ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي أسوة حسنة وسيردي الجاهل رداءه عمله ، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار ، عصمنا الله وإياكم من المهالك .."
كتاب ورد من الناحية المقدّسة ـ حرسها الله ورعاها ـ في أيام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، قال (عليه السلام) فيها:
" نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين ، فإنّا نحيط علماً بأنبائكم ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالإذلال الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السّلف الصّالح عنه شاسعاً ، ونبذوا العهد المأخوذ منهم وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون أنّا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء فاتقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حمّ أجله ويحمى عنها من أدرك أمله وهي أمارة لأزوف حركتنا ومباثتكم بأمرنا ونهينا والله متمّ نوره ولو كره المشركون"
اللهم صل على حبيبك المصطفى واله الأطياب.