سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعيش في النمسا حوالي (150) ألف مسلم من مختلف الجنسيات والطوائف؛ فهناك العرب والأتراك والإيرانيون إلى جانب عدد من الجنسيات الأخرى.
وكما هي الحال في البلدان الإسلامية؛ تحيي الجالية الإسلامية بالنمسا شعائر شهر رمضان الدينية؛ حيث يعكف المسلمون على العبادة في المساجد والاستماع إلى دروس الوعظ والفقه والتفسير وإقامة صلاة التراويح فيما يقرب من خمسين مسجدًا بفيينا والمقاطعات التسع الأخرى.
وتقوم معظم المساجد بتحضير وجبات طعام الإفطار وتنظيم دروس الوعظ ومحاضرات في فقه السنة وترتيل وتفسير القرآن.
وتختلف برامج إحياء ليالي رمضان من مسجد لآخر؛ فعلى سبيل المثال ينظم المركز الإسلامي بفيينا -الذي أنشئ بمساعدة الدول الإسلامية- برامجَ الوعظ والمحاضرات وصلاة التراويح، ويقدم وجبة الإفطار لمن يحضر إلى المسجد من المسلمين طوال شهر رمضان مجانًا.
كما تُلقَى بالمسجد محاضرات ودروس دينية، يقوم بإلقائها نخبة من العلماء الوافدين من الدول الإسلامية للمشاركة في إحياء شهر رمضان ومن بينهم علماء من الأزهر؛ حيث يعمل بعضهم بصفة دائمة والبعض الآخر يحضر في شهر رمضان فقط.
ويمتد نشاط العلماء إلى جميع المراكز والمساجد الإسلامية في النمسا مثل الجالية الإسلامية في النمسا ومركز الجماعة الإسلامية بفيينا واتحاد الطلاب المسلمين هناك والمراكز الأخرى.
ويقدم المركز الإسلامي بفيينا وجبة إفطار مجانية طوال الشهر، يتم إعدادها داخل المركز بالمشاركة الطوعية من أهل الخير والبر، كما ينظم المركز برامج دراسية وندوات في الفقه والشريعة وتفسير القرآن وترتيله، يقوم بتقديمها العلماء المتخصصون قبل صلاة المغرب وبعد صلاة التراويح.
وهناك المراكز والمساجد التي أنشأتها الجالية التركية في مختلف مناطق النمسا والتي تعتبر ذات نشاطات جليلة؛ فهي تقوم بتزويد الجالية الإسلامية بالكتب والمطبوعات الإسلامية، وكذا اللحوم والدواجن المذبوحة على وفق الشريعة الإسلامية.
وتعمل المراكز التركية على تزويد ودعم المركز الإسلامية الأخرى بالأغذية لسد حاجات الصائمين في شهر رمضان.
ويقوم النادي المصري بنشاط مكثف خلال هذا الشهر، فهو يجمع أبناء الجالية المصرية؛ حيث تلتقي فيه عائلات المسلمين وأطفالهم للتعارف وتعميق الروابط الأخوية فيما بينهم، ويقدم هذا النادي يوميَّا مأكولات مصرية بأسعار مخفضة.
وتحيي الجالية الإسلامية العيد بالمركز الإسلامي الذي يقيم احتفالاً سنويًا يجمع أعضاء الجالية بعد أن يؤدي المسلمون صلاة العيد؛ حيث يحتفلون به في مهرجان كبير.
ويعتبر هذا الحفل السنوي الوسيلة الرئيسية لتعارف المسلمين وتبادل التهاني فيما بينهم، وإدخال الفرحة في نفوس الأطفال خلال أيام العيد الجميلة الذي يعتبره الجميع يوم لقاء كبير لأعضاء الجالية الإسلامية.