أن الدخول في هذا العالم الرحيب لأهل البيت (ع) المبلغين رسالات ربهم بأمانة وصدق وإخلاص لا يمل وينقل الإنسان إلى عوالم قدسية تجلو بها القلوب وتطهر بها النفوس.
ولم يكتف المشرع الأقدس تبليغ هذه التعاليم والوصايا وإنما وضع على الأمة شعائر وطقوس تعزز هذه الألفة والمودة والتواصل كالاجتماع لأداء الفرائض اليومية وهي خمسة في اليوم وكصلاة الجمعة الأسبوعية التي يجب على كل أهل المدينة القدوم إليها وكفريضة الحج التي يجمع إليها ملايين المسلمين من كل بقاع العالم ومن تلك الشعائر: الأعياد وما تتضمنه برامجها من استحباب الاجتماع والتزاور والمعانقة والتهاني (3) مما يعيد الصفاء إلى القلوب و يزيل الاضغان منها.
أفبعد كل هذا نشهد هذه الحالات المؤلمة من التقاطع والتباغض والمهاترات الكلامية بين من ينتسبون إلى مدرسة أهل البيت (ع) ويدعون أنهم مخلصون، عجباً عجباً !! وقد شملت هذه الظاهرة المقرحة للقلوب كل ساحات العمل فالتناحرات السياسية والتسقيط في ساحة العمل الديني والانقسامات الاجتماعية أدخلت الأمة في دوامة ونفق مظلم دفعت ثمنها غاليا من دماء بريئة وتشوش فكري وتمزق اجتماعي وضياع للثروات والقدرات.
إن هذه الحالة المنكرة تتسبب في عدة كبائر وخسائر:
أنها تضعف الأمة وتبدد قواها وتشغلها بأمور وهمية وتضيع وقتها الثمين الذي نحتاج كل دقيقة منه قال تعالى
وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرون).
توقع صاحبها في معاصي تستلزمها كالغيبة والبهتان وإهانة المؤمن وتشويه صورته وتسقيط سمعته.
أنها تنغص حياة الشخص وتسلبه صفو معيشته وسعادته كما ورد في مناجاة الإمام السجاد ( فإن الشكوك والظنون لواقح الفتن ومكدرةً لصفو المنائح والمنن) لذا كان أهم النعم يتفضل بها الله تبارك وتعالى على أهل النعيم إزالة هذه المنغصات من القلب( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين).
انها تمكن الأعداء من الأمة وتفتح ثغرات في جسدها يخترقها العدو وها نحن نشهد كيف أننا أكثرية في هذا البلد إلا أننا أصبحنا نهاب من الأعداء .
انها تعيق تقدم حركة المشروع الإسلامي وتؤخر عملية التمهيد لليوم الموعود،
أرأيتم إن الانسياق وراء الأهواء والأنانية وعدم الالتزام بتعاليم أهل البيت(ع) في التحابب والتآلف والعفو والصفح وصفاء القلوب كيف توصل إلى هذه النتائج الوخيمة أجارنا الله وإياكم منها وعصمنا من كل ما يسخط إمامنا المهدي الموعود ويحرمنا من اليمن بلقائه والتنعم بالنظر إلى طلعته المباركة..
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ـــــــــــــــــــــــــــــ