((عَشْرُ سَنَواتٍ والحَجاري يُحَذِرُ قَوْماً أنْ لا يَدْخِلُوا مَساجِدَ اللهِ بنَعلِهم فجادَلُوه بِباطِلِهم فَذَاقَت وَبَالَ أَمْرِهِ مِنْهُم فَكَتَبَ وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِم خُسْراً وَلِكُلٍّ سَيِِئَةٍ مِمَّا ارْتَكَبُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَفعَلُونَ))
بَيانُ الحَدَث مَضى عَليهِ أكثرُ مِنْ عَشرَةِ سَواتٍ فًَلمْ يَصْلِحُهُ أحَدٌ مِنْ رِجالِ الدِين مِنْ بَعدِنا
كانَ لِلعلامَة الشيخ الحَجاري مُواساةٌ مَعَ أهْلِ مَدينَتهِ إذا ماتَ أحَدَهُم حَظرَ مَراسِيمَ الفاتِحَة فِي أحَدِ مَساجِدِ الله المُقدَسَة: وَكانَ لأهْلِها عاداتٌ وَتقالِيدٌ عُرفِيَةٌ وَلحَد يَوْمِنا هذا لَنْ تَسْْبِقَهُم بِها مَدينَةٌ فِي العِراق أوْ فِي َبلادِ العَرَبِ عِمُوماً, حَيثُ إنهُم يَقفُونَ عَلى أربَعَةِ صفُوفٍ فِي داخِلِ المَسْجِد وخارِجِه يَسْتَقبِلُونَ المُواسِينَ بأحسَنِ قَبُولٍ بَعدَ أنْ يَقُومَ المُعَزينَ مُصافَحَة أهْل المَيْت وَتِذكار قراءَة سُورَة الفاتِحَة عَلى رُوحِهِ فِي مَدى ثَلاثَةِ أيامٍ فِي مَساجِدِ الله تَعالى, وَفيهِ إشكالٌ شَرعِيٌ مِمَا يُبْطِلُ الإحسانَ بالثَوابِ المَأجُور يَزْعَمُونَ إنَهُم حاصِلِينَ عَلى أكْبَرِ اسْتِفتاءٍ شَرعِيِّ بِدِخُولِهِم المَساجِدِ بِنَعلِهِم فَهْل يَثبَتُ هذا الأجْرُ أمام النَقد والطَعن أمْ يُعَنفُ كَمَا يُعَنف الفِعل السَيئ مِنَ الحَسِن, تَعالُوا مَعِي فِي اسْتِنتاجِ الحَقائِق كَيْفَ تَكْبَرُ هذِهِ الأفعالُ الشَنِيعَة وَكَيفَ تَصْغرُ بأهْلِها,,
وَما كَتبْنا هذِهِ الإدانَة إلاَّ أنْ نَقِفَ عَلى الفِعلِ السَيِّئ لِنُنذِرَ بِهِ جَماعَةً وَلِيَتَعِظَ بِهِ أمَةً مِنَ المُسلِمينَ,,
1ــ فِي يَوْمٍ كانَ الحَجاري بِعِمامَتِهِ هذِهِ قَد دَخَلَ مَسْجِداً فِيهِ (تَرْحِيماً) لِمَيِّتٍ مِنْ أهْلِ مَدينَتِه فأخذَ يَصْطفُ مَعَ الناسِ بِصَفٍ وَهُم قائِمِينَ عَلى أربَعَةِ صِفُوفٍ لا يَسَعهُم دِخُولَ المَسْجِدِ وخرُوجِهِم مِنهُ لكُثرَتِهِم بِزَخْمِهِم هذا كَأنهُم بلاَ تَشْبيهٍ وَلا تَمِثيلٍ فِي دِخُولِهِم بابَ العَباس أبُو الفَضْلِ عَليهِ السَلام؟؟ فأخذَ الحَجاري يُصافِحُ الناسَ بِيدِهِ ويَتَقبَلَهُم فِي وَجُوهِهِم واحِداً تُلْوى الآخَر حَتى انتَهى مِنهُم فتَعجَبَ مِن تَصَرِفِهِم الغَيْرُ إنسانِي فَلَمَسَ مِنهُم بأنَهُم لا يَترِكُونَ لِلمُقبِلِ عَلَيْهِم شَرَفاً وَاضِحاً وَلاَّ يَنظِرُونَ إلى التَقِيِّ بِشَغافِ قَلْبٍ ثَغرٍ مُبْتَسِمٍ, وهُوَ يَدُورُ بَيْنَهُم كالرَحى فَلَمْ يُجالِسُوه أوْ يَترُكَ أحَدَهُم مَقعدَهُ لِيَجلُس بَيْنَهُم؟ فأرادَ الخِرُوجَ مِنَ المَسْجِدِ كَأنَهُ غارَ فِي الأرْضِ مِنْ مَخدَعِهِ, وَقدْ صَبَغَ الحَياءُ بِشارَةَ وَجْهِهِ, وَمَلأهُ الخَجَلُ مِنْ أغمِصَةِ قَدَمِهِ وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ صِفُوفِهِم مِراراً, وَلكِنَهُ نَظرَ إلى زاويَةِ المَسْجِدِ فَرَأى كُرْسِياً فارغاً فأقبَلَ عَليه وَإذا برَجُلٍ بِجَنبِهِ قالَ لَهُ شَيخُنا أنتَ جَلسْتَ عَلى كُرسِيِّ لَيْسَ لَكَ ولَقد تَرَكَهُ صاحِبِي هذا فأشارَ إليهِ بأنَهُ قامَ لِيُسَلِم عَلى رَجُلٍ يَعرِفَهُ ثُمَ يَرجَع, وَإذا بذلِكَ الرَجُل قد أقبلَ إلى كُرْسِيهِ فاعتَذرَ مِنهُ الشَيْخُ الحَجاري فَخَشِيَّ الرَجلُ مَقامَ الشَيخ وغادَرَ كُرسِيَهُ وَخرَجَ مِنَ المَسْجِد,,
2ــ فأثارَت الحَفِيظة فِي ذلِكَ الرَجُلِ الأوَل فَنبَغَضَ كَوْن صاحِبَهُ تَرَكَ مَكانَهُ لِلشَيخِ الحَجاري فَكرَرَ الرَجُلُ سُؤالَهُ ثانِيَة وقالَ: أيا حَجاري أرْجُو أنْ لا يَحرِجُكَ كَلامِي أوْ يُثِرُكَ عَليَّ: أنتَ رَجُلٌ غَيرُ مُحتَرَمٍ وَمَنبُوذٍ بَيْنَ هؤلاءِ الشُرَفاءِ خِصُوصاً فِي هذا المَأتَم وَعِمُوماً فِي كُلِّ الأماكِن والسَبَبُ واضِحٌ فِي إدانَتِكَ كَوْنكَ لَيْسَ مِنْ رِجالِ الدِين العارفِينَ المَعرُوفِينَ عِندَ هؤلاءِ النُبَلاءِ كَمَا هُوَ قَوْلِي لَكَ واضِحاً كَوْضْحِ النَهارِ وَفِيهِ دَلِيلٌ فارِقٌ لا تَنالَ يَوْماً العِزَةَ مِنَّا أبَداً بِهذِهِ العِمامَةَ المَكذوبَة كَما يَنالُها غَيْرُكَ مِنْ رِجالِ الدِين وكَما إنِي أقُولُ لَكَ يا حَجاري أنظُر إلى تِلكَ العِمامَةِ البَيْضاء كَيْفَ أحاطَ الناس صاحِبُها بالنَعِيمِ الوافِرِ والتَقدِير الواضِح بَعدَ أنْ خَلَعُوا عَليْهِ الحَفاوَةَ والتَكْريم قائِمِينَ فِي اسْتِقبالِهِ بأحْسَنِ قَبُولٍ حَتى أجلَسُوهُ بَيْنَهُم وَهُم سُعداءٌ فِي لِقائِهِ دُونكَ كَوْنَهُ أبْلَجَ الوَجْه وَضِيءَ الغُرَةِ وَمِنْ وَراءِِ هذِهِ القسامَةِ نَفساًَ جَمِيلَةً وَعِلْماً ساطِعاً يَنبَهِرُ بِهِ كُلَّ تَقِيِّ,,
3ــ قالَ العَلامَة الشَيخُ الحَجاري أيا هذا أنتَ ساذِجٌ أمْ مُتَجاهِلٌ فَلا تَتَحْكُمَ فِي الألْوانِ قَبْلَ الإيمانِ, وَلاَ فِي الأجْسامِ قَبلَ رَجاحَةِ العَقل, فإنْ كُنتَ ساذِجاً فاعلَم إنَكَ لا تُمَيِّز بَيْنَ الصالِحِ والطالِحِ وبَيْنَ العالِمِ وَالجاهِل إذا لَمْ تَكُنْ عاقِلاً أنْ تَتحْكُمَ بِحُكْمِ اللهِ فِينا كَمَا قالَ رَبُّكَ الأعلى (وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)
قالَ الرَجلُ كَيْفَ لِي وَنحنُ الجَمِيعُ نُدِينَكَ بِسَبعَةِ حُجَجٍ, قالَ الحَجاري أيْنَ هِيَّ وَلكِنْ الفَرْقَ بَعِيدٌ وقريبٌ, فإنْ كانَ قريبٌ فإنَكَ تَرى هؤلاء الناسَ هُمْ المَشايِخُ والسادَةٌ وَأهْلُ العِزَةِ والجُودِ وَالكَرَمِ, وإنْ كانَ الفَرْقُ بَعِيدٌ كَبُعدِ السَماءَ مِنَ الأرْضِ مِنْ حَيْثُ لا يُقاس سَوْفَ تَرى هؤلاءِ الناسَ بَهائِمٌ وثَوْرٌ مُعَمَمٌ مَعَهُم وَكَذلِكَ أنتَ مَعَهُم بِما وَصْفناهُم إنْ ثَبُتَ كَلامُنا بِإدانَتِهِم حُجَةً, وَإنْ كانُوا أهْلَ دِينٍ حَقاً ما تَقُول فِي هذا المَكانُ المُقَدَس فأنا أوَلُ مَن أكُونَ بَهِيمَةً بِعَدَمِهِم وَهُم بِكَرامَةٍ مِمَا أقولُ وَمُعتَذِراً,,
قالَ الرَجُلُ: كَيْفَ لِي أنْ أراهُم بِصُورَةٍ أُخْرى كَما أرى نَفسِي بَهِيمَةَ بِمْثلِهِم وَهَل يَصْدِقُ قَوْلاً فِيهُم مِمَا تَقُولَ بِوَصْفِهِم؟؟
قالَ الحَجاري: أوَلَمْ أقُلْ لكَ هؤلاءَ قَوْمٌ عُجِنـُوا مِنْ طِينَةٍ واحِدَةٍ لَيْسَ فِيهُم العاقِلَ غَيْري وَسَوْفَ يَدخِلُونَ أتباعَهُم إلى هذا المَكانُ المُقَدَس أكْثرُ فأكْثر بِكَثِير وَهُم لا يَشْعِرُونَ ما يَفعَلُون, وَلِهذا قَد اجتَمَعُوا عَلى أثَرِ تِلكَ الطِينَةِ وَتَوادُوا بَعضَهُم بَعضاً, وَلَئِنِ اتَبَعتَ أَهواءَهُم مِنْ بَعدِ مَا أنذَرْتُكَ إِنَّكَ إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ, أنظُرْ إلَيهِم بِنَظْرَةِ عاقِلٍ بَصِيرٍ مُحَكِمٍ لَقد جاؤُوا بِجَريمَةٍ صَلعاءَ عَنقاءَ شَنْعاءَ خَرْقاءَ شَوْهاءَ كَطِلاءِ الأرْضِ وَمَلأِ السَماءِ تَأنَفُ مِنها السِباعُ الضارِيَة أنْ تَدخِلَ جِحُوراً أنْ تَعبَثَ بِها كَما هُمْ يَعبَثونَ مِنْ قَبْلُ وَفِي الأوان إنَهُ لا يَنفَعَهُم الإنْكارُ كَمَا قالَ رَبُّكَ (أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ)(سُورَة الأعراف آيَة: 176)
قالَ الرَجُلُ لا أفهَمُ مِنكَ شَيْئاً فِي هؤلاءِ وَما تَقصُد فِي شَأنهِم وَهُمْ سادَتُنا وَأهْلُنا المَيامِين العُقلاء,,
قالَ الحَجاري: أنظِر إلى قَدَمِي هذا هَلْ تُوجَد فِيهِ ما أرتَدِي نَعلاً في هذا المَسْجِدِ المُقَدس وَانظِر إلى أقدامِ هؤلاءِ الحِشُودِ الجالِسَة والداخِلَة مِنهُ المُغَلَفَة قلُوبَهُم بالضَّلال وَسَوْفَ تَرى الحَقَّ مِنَ الباطِل كَبُعدِ السَماءِ مِنَ الأرْضِ بَينَ العاقِلِ وَالبَهِيم,,
قالَ الرَجلُ لاَ أرى فِيهُم شَيئاً يُسْتَنكَرُ وَيُسْتَقبَح بِقَدَرِ مَا أرى فِيكَ يا شَيخ إلاَّ القَباحَةَ والشَنِآنَ والغَباءَ والتَبَلُد,,
قالَ الحَجاري حَسَناً: إنْ كُنتَ لا تَخْشى اللهَ بِمَا تَفعَلَ المُنْكَر فِي بَيْتِهِ المُقَدَس فإنَ اللهَ يَخْشى عَلى نَبيِّهِ الكَلِيم مُوسى أنْ يَضَعَ قَدَمَهُ فِي الوادِي المُقدَس بِنَعلَيهِ وَقالَ (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)(سُورَة طه آية:12)
هذا الخِطابُ نَزَلَ فِي تأدِيبِ مُوسى عَليهِ السَلام وَإنَهُ حُكْمٌ جاءَ لِيُتَعِظَ بِهِ أمُةَ مُحَمدٍ (صَلى اللهُ عليهِ وآلِهِ) وَهُوَ دَلِيلٌ فِي إدانَةِ هؤلاءِ الناس الجالِسِينَ كَما قالَ رَبُّكَ لِمُوسى (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) تَعظِيماً لِلمَقامِ المُطَهَر مِنْ وادٍ ذِي زَرعٍ مِنَ الأشْجار ولِتَنال قدَماكَ برَكَة المَقام تَكْريماً لِلمَكانِ الذِي أنتَ فِيهِ كَمَا يُخْلَعان الناسَ المُؤمِنِينَ لِلمَسْجِدِ هذا ونَحوَهُ تَواضُعاً بخَلْعِ النَعَلينِ كَوْنَهُ مُقدَساً لِلصَلاةِ المَخصُوصَةِ للهِ بِتَقرُبِ العَبدِ مِنَ المَعبُود،,
وَبهذِهِ الحِجَة نقُولُ وَنُدِينُ المُخالِفينَ بِمُوسى الذِي أنذرَهُ الله بِنداءٍ مُباشِرٍ مِنْ تِلكَ الشَجَرَةِ المُبارَكَةِ أنْ يَخلَعَ نَعلَيهِ كَوْنَهُ فِي وادٍ يَنبِتُ فِيهِ مِن زيتُونَةٍ مُطَهَرَةٍ فَمَا بالُكَ فِي مَسْجِدٍ عائِدٌ للهِ قد تَقبَلَ قُرْبانَ مُؤمِناً رَكَعَ وسَجَدَ لَهُ في آخِرِ عِتبَةِ بابٍ مِن بَيتهِ المُقَدَس أفَلا تَعقِلُونَ يَوماً لِتَخْشَوْنَ اللهَ فِي بِيُوتٍ أُذِنَ فِيها دُونَ الجَهْرِ وَالهَرْجِ وَالإسْتِكبار التِي أخَصَّها اللهُ لِذِكِرِ الحَكِيم والصَلاةِ وَالدُعاءِ والتَكِبير والإسْتِغفار وَالأذان كَمَا تَأدَبَ غَيْرِكُم بِقَوْلِهِ تَعالى (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(سُورَة الأعراف آيَة:204)
4ــ وَفي الدَليلِ الثانِي أقُولُ وَأحَذِرُ: لَقد مَنعَت الشَريعَةُ السَمْحاءُ الحائِضَ والنفساءَ والجُنُب دِخُولَ المَساجِد كَوْنَها نَجاسَةٌ رُوحِيَة أيْ مَعنَويَة فَمَا بالُكَ وأنتَ تَحمِلُ في نَعلَيْكَ نَجاسَةً عَينِيَةً يَشُمُها الناس كَالعَرَةَ والسَّلى والدَّمَ وَما شابَه ذلِك فِي دِخُولِكَ المَسْجِد, هذِهِ النجاساتُ المادِيَة والمَعنَوِّيَة مَثلُها كَصِفَةِ الإِيمان يَظْهَرُ بِحاشيَةِ الباطِن، والطُّهُورُ يَظهَرُ بحاشيَةِ الظاهِر, وَلا أظِنُ يَوْماً أنْ يَقبَلَ أحَدَكُم بهذا المُنكَر لِيُرضِيَّ رَبَّهُ أنْ يُصَلِيَّ عَلى سِجادَةٍ وقعَ عَليْها مَحَط الغُبار وَالأوسْاخ فضْلاً عَنْ ذلِكَ الدَّم والسَلى والعَذرَةَ العَينِيَة التِي قَد أصابَت بَيْتُ الله كَمَا قالَ رَبُّكَ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)
كَمَا لَوْ اشْتَرى أحَدَكُم قِطعَةَ قماشٍ تَصِيرُ سِرْوالاً لِغَيْرِهِ يُغطِي بِها دُبِرَه مَثَلاً وَبِنيَةِ قَلْبِهِ جَعَلَها رايَةً لِلَّهِ أوْ لإمامٍ مَعصُومٍ هْل يَجُوزُ لَهُ أنْ يَضَعَ قَدَمَهُ عَلَيْها بِنعلَيْهِ كَمِثلِ ما جازَ لَهُ أنْ يَدُوسَ بِنَعلَيهِ عَلى أرْضِ جَعَلَها صاحِبُها وَقفاً بِنِيَتِهِ مَسْجِداً لِلَّهِ تَعالى: فَهَل هُناكَ فَرْقٌ بَيْنَ هذِينِ الوَقفَينِ (الجَوابُ كَلاَّ) كَمَا لا يَجُوز أنْ يَدُوسَ المَرْءُ بِنَعلَيهِ عَلى قَبْرِ مَيْتٍ غَيْرُ مُتَشَرِفٍ, فَكَيفَ والحال أنْ يَجُوزَ لَهُ أنْ يَدُوسَ بِنَعلَيهِ عَلى مَسْجِدٍ سَجَدَ فِيهِ مُؤْمِناً فِي مَساجِدِ اللهِ تَعالى المُشَرَفَة كَما قالَ رَبُّكَ (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ)(سُورَة النور آيَة:36)
فَمِنَ الواجِب أنْ يُقالَ لِلناسِ ما يَعرفُونَ وَأنْ يرُوا مِنَ الأعمالِ مالاَ يَنكِرُونَ حَتى لا يَكُونَ أحَدَهُم مُتَسَبباً بالشَغَبِ في مَساجدِ اللهِ بِدِخُولِهِ بنَعلَيْنِ, كَمَا لَوْ أُحِلَ لَكُم ما تَنكِرُونَ طَهارَتَهُ لأُحِلَّ المَسْجِد لِلحائِضِ والنَفساءِ وَلجُنُب الذِينَ لا يَحمِلُونَ نَجاسَة عَينِيَة كَما تَحمِلُونَها فِي أرْجلِكُم أفلا تَبْصِرُونَ أمْ كُنتُم لا تَعقِلُون,,
5ــ قالَ الرَجُلُ ولكِن يَجُوز دِخُول المَساجِد بالنَعلَينِ, هذا ما جازَ لَنَا بِهِ العُلَماءَ إذا كانَت الفُرْش مَرفُوعَة وَوضِعَت مَكانَها كَراسِي قالَ الشَيخُ الحجاري المُؤْمِنُ القَوِّيُ كِمْثلِي لا كَإيمانِكُم لاَ يَخْشى الفُرْش وإنَمَا يَخْشى الأرْضَ التِي بُنِّيَ عَليْها مَسْجِداً لِلعِبادَةِ وَسُمِيَّ بَيْت الله وَمَا كانَ للهِ فَهُوَ مُقَدَسٌ إذا كانَ وَقفاً وأقرُوهُ الناسَ بَعدَ صَلاتِهِم فِيهِ مُباحاً لَهُم, وَلاَ فرْقَ بَيْنَ قِبلَةِ المَسْجِد والقِبلةَ التِي فِي حَرَمِ بَيْت الله الكَعبَة, تِلكَ الكَعبَة يُقسَمَ بِها كَمَا لِلمَسْجِدِ حُرْمَةٌ يُقسَمَ بِهِ, وكُلُّ قَسَمٍ يَقعُ عَلى شَيءٍ طاهِرٍ فَهُوَ مُقدَسٌ فَكَيفَ والحال إذ قَسَّمَ الله وَقال (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) (وَطُورِ سِينِينَ)(وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)
فالكَعبَة المُشَرَفَة بَناها إبْراهِيمُ بِأمْرٍ مِنَ اللهِ فَلْوْلاهُ لَمَا كانَت كَعبَةً يَحجُونَ إليها الناس, كَذلِكَ المَساجِد بَناها الناس فَلْوْ لا هُم لَمَا كانَت بِيُوتاً لِلَّهِ قَد فـُرِضَ فِيها الصَلاةَ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةَ,,
أما فِي الدَليلِ الثانِي أقول: لِماذا المُؤمِنُونَ يَخشَوْنَ دِخُول الكَعبَة بِنَعلِهِم هَلْ كانَ فِيها فِراشاً يَخشُونَهُ جِوار الحَجَر الأسْوَد أمْ كانَت مَفرُوشَةً بالحَصى الناعِم المَخلُوط كَصِفَةِ المَساجِد, وَلِهذا جَعَلَ اللهُ الكَعبَةَ قبلَةٌ لأهْلِ المَسْجِدِ, والمَسْجِدُ قِبلةٌ لأهْلِ الحَرَم, والحَرَمُ قِبلةٌ لأهْلِ المَشْرِقِ والمَغربِ اتِجاها مُتَصِلاً مِنْ مَساجِدِ مُدِنـُنا التِي لاَ تَفرقُ بَينَ مَسْجِدٍ وَآخَر وَهِيَ بارتِباطِ الكَعبَة المُشَرَفة الأرْضِيَة المُتصِلَة عَمُودِياً فِي بَيْتِ اللهِ المَعمُور فِي السَماءِ جَعَلَهُ الله لِلعبادِةِ وَيَطُوفُونَ بِهِ المَلائِكَة كَمَا وَصَفَهُ القرآنَ وقال (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ)(سُورَة الطُور آيَة:4)
قالَ الرَجِلُ: أغلَبَ الناس اتَفَقـُوا عَلى أنْ يَدخِلُوا مَساجِدَ اللهِ فِي تَرَحُمِهمٍ لِمَيِّتٍ بِنَعلِهِم خِشْيَة أنْ تُبَدَل أوْ تُسرَقَ؟؟ قالَ الحَجاري (لاَ تَكُونُوا حَرامِيَة حَتى تَدخِلُوا بِيُوتَ اللهِ) فَعَلى صاحِبَ المَأتَم إذا أرادَ الأجْرُ والثَوابُ لِمَيتٍ لَهُ عَليهِ أنْ لا يُنَصِبَ مَأتَمَهُ فِي مَسْجِدٍ أوْ حُسَيْنِيَةٍ يُدْنَسَ بِها هؤلاءِ, وإنْ أرَدْتَ أنْ تَبُوءَ بِإثمِكَ وَآثامَ غَيْرُكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ الجَحِيم وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ؟؟ فَحَمْلُ التَقِيَةَ واجِبٌ أنْ يُضْرَبَ لِمَأتَمٍ خَيمَةً قُرْبَ الدارِ أفضَلَ مِنْ أنْ يُأثَمَ المَرْءُ بِسَبَبِ هؤلاءِ المارقِينَ كَمَا قالَ رَبُّكَ (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)(سُورَة آل عمران آبة:28)
6ــ قالَ الرَجِلُ قَوْلَهُ وَمَنْ سانَدَهُ مِنْ ذوي البصائِر: لا يا حَجاري أنتَ عَلى وَهْمٍ بَعِيدٍ: فإنَ لِكُلَّ مَسْجِدٍ حُسْينِيَة فأباحَتِ العُلَماءُ لَنا أنْ نَضَعَ أقدامُنا بِنَعلِنا وَإنْ كانَ فِيهِ نَجَساً ظاهِراً فَلا يَضِرُها ما نَحنُ فِيه بِدِخُولِنا خُصِصَت لِلأفراحِ والأحزانِ والفواتِح دُونَ المَسْجِدِ المُطَهَر المُخَصَص لِلصَلاةِ,,
قالَ الحَجاري: عَجبْتُ مِنْ أمْرِكُم تَفعلُونَ العَبَثَ والخَرابَ فِي بِيُوتِ الله وَتدفَعُونَهُ فِي بِدْعَةٍ, ولكِنْ فِيهِ رَدِّ جَوابٍ كَمَا إنَ لِكُلِّ جُرْمٍ قانُونَ جَزاءٍ: واعلَمُوا جَيداً إنهُ لا يَخفِي عَليْكُم بِما زَعِمَتِ العُلماءُ وَأشارَت فِي كتـُبِها المُعتَبَرَة أنَ الحُسَين ابن عَلي أشْرَف الأنبياءِ في مَنزِلَةِ الإمامَةِ عَلى النِبُوَةِ وَلِكَوْنهُ مَظلُوماً لِنصْرَةِ الحَقّ والحَقِيقة أُذَكِرَكُم وَلِلتَنبِيه عَنْ ما حَدَثَ فِي مَجْلِسِ يَزيد عَليهِ اللَّعنة وَكان مِنْ بَعضِ ضِيُوفِهِ رَجلٌ نصْرانِيٌ مَبعُوثٌ مِن قيْصَرِ الرُوم وبَعدَ أنْ عَرَفَ قَضِيَةُ الحُسَين وسَبَب قتلِهِ قامَ مَسْتَعظِماً وَقالَ (يا يَزيد أنَ عِندَنا فِي بَعضِالجَزائِر حافِر حِمار عِيسى وَنحنُ نَحِجُ إليهِ فِي كُلِّ عامٍ مِنَ الأقطارِ ونَهْدِي إليهِالنِذور ونُعَظِمُهُ كَمَا تُعَظِمُونَ كتُبِكُم وَأنتُم تَقتِلونُ ابْن بنت نِبيكُم فَأشْهَدُ أنَكُمعَلى باطِلٍ)
وَفِي هذا الدَلِيلُ القاطِع نُدِينُ بِهِ المارقِينَ الذِينَ يَدخِلُونَ الحُسينِياتِ والمَساجِدِ المُشَرَفَة بِنَعلِهِم حامِلينَ فِيهِ النَجَسَ والعَذرَةَ والسَلى: وَنقُولُ أأنتُم خَيْرُ اُمَةٍ لِحُسَيْنٍ فِي مَجالِسِهِ أمْ قَوْمٌ نَصارى وَيَهُودَ تُبِعَت أثـَرَ حافِر حِمار عِيسى فجَعلُوا مِنْ أثـَرَهِ مَقدِساً يُعظِمُونَهُ وَيَطُوفُونَ فِيهِ كُلَّ عامٍ وَهُم لاَ دِينَ لَهُم كَدِينَكُم, وَلا إيمانَ فِيهُم كَإيمانَكُم, وَلا عَهْدَ لَهُم كَعَدِكُم باللهِ, فمَا بالِكُم وأنتُم المُحَمَدِينَ والعَلَوِّيينَ تُعَظِمُونَ شَعائِرَ الله فِي حُسَينِيَةٍ لِشَهِيدٍ مَظلُومٍ عَزِيزٌ مِنَ اللهِ عَلَيْكُم وَتزَعَمُونَ إنَهُ أكْبَرَ شَئناً مِنْ عِيسى الحَي الذِي لَيْسَ لهُ مَقتَلاً كَمَقتَلِ أبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْن وَتَذكِرُونَهُ فِي أتْباعِهِ النَصارى يُعَظِمُونَ أثرَ حافِر حِمارَهُ, أهذا هُوَ جَزاءُ الإحْسانِ بالإحْسانِ مِنْكُم لِحُسَيْنٍ جَعَلَ لَكُم مِنْ مَقامِ اسْتِشهادِهِ مَسْجِداً فِي حُسَينِيَةٍ تَعبَثُونَ بِها بِنَعلِكُم كَمَا جَعَلَ اللهُ ضَرِيحَهُ المُقدَس ذِكْراً لِلآبدِينَ, وَمَسْجِداً لِلعالَمِين, وَطوافٌ لِلملائِكَةِ المُقرَبينَ كَمَا هُوَ بالفِعلِ القَرِينُ لا فَرْقَ بَيْنَ الكَعبَة قبلَةً لأهْلِ المَسْجِدِ, والمَسْجِدُ قِبلةٌ لأهْلِ الحَرَم, والحَرَمُ قِبلةٌ لأهْلِ المَشْرِقِ والمَغربِ اتِجاها مُتَصِلاً مِنْ مَساجِدِ مُدِنُنا هذِهِ التِي لاَ تَفرِقُ بَينَ مَسْجِدٍ وَآخَر فِي المَدينَةِ أوْ مَكَةَ أوْ بَيْت القِدس المَنْسُوخ بَعدَ الكَعبَة الشَريَفَة كَمَا مَجَّدَ اللهُ أوْلِياءَهُ وَقالَ (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(سُورَة يُونِس آيَة:64)
وَبِهذا نَحنُ مُسْتِنكِرُونَ أفعالَكُم, ومُسْتَعظِمُونَ تَوْبِيخَكُم, لاَ تَعتَذِرُوا لِي فإنَهُ لا يَنفَعَكُم لِكِذبِكُم بَلْ اسْتَغفِرُوا رَبُّكُم كَمَا قالَ لِقَوْمٍ قَبْلِكُم (لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ)(سُورَة التَوْبَة آيَة:66)
7ــ وَفِي تَفسِيرنا هذا نَعلِمَكُم أنَ رسالَةَ النَبِّيُ مُحَمد هِيَّ دَعوَةٌ عامَة فأبْلَغَ اليَهُودَ والنَصارى أنْ يَتَبِعُوهُ فِي دِينِهِ كَوْنهُ خاتَمُ الأديان السَماوِّيَة: وَقالتِ اليَهُودَ والنَصارى يا مُحَمد كَيفَ يَحِقُ لَكَ أنْ نَتَبِعَ دِينكَ وَأنتَ تُصَلي عَلى قِبْلَتِنا مِنْ بَيْتِ المَقدِس الأقصى بَعدَ أنْ صَلَيْتَ بِاتِجاهِهِ سَبعَةَ عَشَرَ شَهْراً, فأخَبَرَ الله تَعالى نَبِيَهُ مُحَمَد عَمَّا يَقوْلُونَ عَنهُ اليَهُودَ والنصارى: وَقال (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا) ثمَ أخبَرَ الله نَبيَّهُ حِينَما رَآهُ قد أصابَهُ حَرَجاً مِنْ كَلامِ اليَهُود وَقال (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ) بَلْ كانَ رسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليهِ وآلِهِ يُقلِبَ وَجْهَهُ نَحْوَ آفاقِ السَماءِ داعِياً رَبَّهُ انتِظاراً وَتَوَقِعاً أن يُحَوِّلَهُ إلى الكَعبَةِ بَدلاً عَن البَيتِ المَقدِسِ وهيَّ قِبلَةُ أبيهِ إبراهِيمَ عَليهِ السَلام فَوافَقَهُ إيمانَـهُ بِطَلَبهِ فَوَلاهُ الله قِبلَّةً يَرضاها ويَهْوى إلَيها ذلِكَ تَخلُصاً مِنَ اليَهُودِ الذِينَ كانُوا يُعَيِّرُونَ المُسلِمينَ في تَبَعِيَةِ قِبلَتِهِم التِي هِيَّ مَحَطَّةُ مِن سُكْناهِم في بِلادِ الشَامِ حَتى قالَ تَعالى (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) أي نَحْوَ الكَعبَة وَهِيّ شَطْرُ الإِيمان لأَنَ الإِيمانَ يَظْهَرُ بِحاشيَةِ الباطِن، والطُّهُورُ يَظهَرُ بحاشيَةِ الظاهِر,,
وَفِي خِتامِ حَديثُنا أقُولُ لَوْ كانَ كُلَّ واحِدٍ مِنكُم كَالحَجاري بِعَقلِهِ وَإيمانِهِ وَقلَمِهِ لَمَا عُمِيَّت تِلكَ القِلُوبِ وَأغلِقَت أبْوابَها, وحَجَرَت تِلْكَ العِقُول وَماتَت قَبْلَ أجسادَها, وَصَمَّت تِلْكَ الأفواهِ قَبْلُ أنْ قُطِعَت ألْسِنَتَها وَصَدَقَ اللهُ بِوَصْفِكُم عَمَّا قال (فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) (وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) (سُورَة الرُم آيَة:53) والسَلامُ عَليكُم ورَحمَة الله وبرَكاتُه: وَصَلِّ اللَّهُم عَلى مُحَمدٍ وآلِهِ الطَيبينَ الطاهِرين,
صادِرٌ مِنْ مَكتَب جامِعُ البَيان في تَفسِير القرآن لِلعلامَة الشـيخ ألحَجاري الرُميثي مِـن العِـراق