الشيخ الحجاري الرميثي مبدع فعال
عدد الرسائل : 61 العمر : 68 السٌّمعَة : 0 نقاط : 159 تاريخ التسجيل : 28/02/2009
| موضوع: العرعور ومحمد العُرَيفي يُناوران الشيخ الحجاري الرميثي عن ولاية الإمام علي قرآناً السبت أبريل 02, 2011 12:09 am | |
| عَـدنان العَرعُور وَمُفتِـي آلِ سـعُودِ محمد ألعُـرَيفي فِي الإذاعَتينِ المُستَقِلةِ وَصَـفا يُحاوِّران رجال الدِين الشِيعَةَ لِيُبَينـُوا لَهُما ولايَـة الإمامُ عَليٍّ قـُرآناً بأنَهُ أوْلى حَقاً بولايَةِ اللـَّهِ مِنَ الخُلفاءِ الثَلاث فَلَنْ يَتوَصَلَ الطَرفانُ بنَتِيجِةٍ لِذلِك, وَلكِن الحَّق لايَضَّيعُ بأهْلِهِ حَقُوقِهِم فلابُدَ لَهُ مِنْ بَيانٍ لِيُلْقِمَ الناصِبِّينَ حَجَراً فِي أفواهِهِم,, فَتَلَقى العَلامَة الشَيخُ ألحَجاري مُكالَمَةً هاتِفِيَـةً لِكونـُهُ لِلشِيعَةِ مُفَسِـراً لِلقرآنِ مِـنَ الشَيخِ العَرعُور وَزمِيلهُ ألعُـرَيفِي المُفتِي لِديارِ آلِ سعُود لِيُبَيِّنَ لَهُما ولايَة الإمامُ عَليٍّ بنُ أبِي طالِب قُرآناً,, قالَ الشَيخُ ألحَجاري وَعلَمُوا يارجال السَلفِيَة؟؟ أنـا لا أُريـدُ مَعكُم المَناوَرَةَ مّا أثَبِتُ لَكُـم بالإقناعِ عَـنْ ولايَـةِ إمامِـنا عَليٍّ (عَليهِ السَلام) بَعـدَما سَمِعتُ مَّا دارَ بَينَكُم وبَـيْنَ رجال الدِيـن الشِيـعَة: وَلاّ أنـا مِمَنْ جـاءَ يُناظرَكُم بِحَـقِ ما تَسْتَحِقُونَ الجَدَل عَما ذُكِرَ ما قالَهُ التَرمَذِي ومُسْلم والبُخاري بحَقِ عَليٍّ في كِتبِكُم أوْ ما ذَكَرُوهُ لَكُم رجالُ الدِين الشِيعَة في كتُبِ الاحتِجاجِ السَبعِين عَنْ أحادِيثِ النَبِّي وَالآياتِ التِي نَزَلت بِحَقِ عَليٍّ قرآناً: لكِنَني أنا شَيخٌ لِيَّ قَدرِي بهذا التَفسِيرُ وَغَيرُهُ لاأُريدُ أنْ أَدُورَ مَعَكُم بحِوارٍ كَما دارَ الغَـيرُ لَكُم بتِلكَ الأقاوَّيـلِ والأسانِيدِ المُسَلسَلةُ المُعْنعَنَة عَـمّا دُوِّنَت فِي كِتبِكُـم وَكـتبِنا ما قالَها فلانٌ عَن فُلانٍ لَيسَ لَها بَيانٌ أوْ ذا سَبيلٍ: فَهَلْ تَستَطِيعُونَ لِحَدَيثِي صَبْراً يُلْزِمَكُم البُرهان بِـه, قالُوا بَلـى نَسْتَمَع مِنكَ وَلاّ نُجيب, قـالَ الشَيخُ ألحَجاري الآن أثـَبت لكُم وَلِغيْركُم الإمامَةَ لِعَلِـيِّ فَإنَ الإمامَةَ واضِحَةٌ فـي آيَةٍ لَمْ يَكْشِفُها أحَدٌ مِنْ قَبْلِ 1400عامٍ بهذا التَأوِّيلُ الحَدِيث لِمَعنى الولايَة هذهِ الآيَة أحتاجُها حِجَةً أكْثرُ مّاأسْتَشْهِدُ بِغَيرِها لأَحتَجُ بِها عَليكُم فِي تَثبيتِ ولايَةِ عَلِيِّ: فَلا رَيْبَ فِي آيَةِ عَمَّا أشْرَحُ لَكُم تَأوِّيلُها بَعدَ إجْبارِكُم لِي لأُبْطِلَ عَلَيْكُم بِها تِلْكَ الخِلافَةِ التَي اتَخَذُوها آباءَكُم لأَبي بَكْرٍ, وَعُمَر, وَعثمان إنْ تَحَقَقت لَكُم ذلِكَ قرآناً بإبطالِ خِلافتِهِم؟؟؟ (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّـتِي قَـالَ لا يَـنَالُ عَهْـدِي الظَّالِمِـينَ) أَنَبِئَكُم أيُها الإخَوَة: كانَ أكْثرُ رَأي المُفسِرينَ سُنَةً وَشِيعَةً في تَعَقـُبِهِم لِهذهِ الآيَـة يَقولُونَ إنها نَزَّلت في ذريَةِ إبراهِيمَ الذِينَ هُـمْ مِنْ ذريَـةِ يَعقـُوب بـن إسْحاقَ بِأوْلادِهِ العَشـرَةَ الذِيـنَ تَآمَـرُوا عَلـى قتـْلِ أخِيهِم يُوسُـفَ الصِديـق فَظَّلمُوا أنفـُسِهِم فَمنَعَهُم اللهُ عَـنْ تَوَلِيهِم الناس أئِمَةً عَلَيهِم: فجاءَهُم النَصُ فِي التَوراةِ وَالقرآنِ لِيُذَكِرَهُم بِقَوْلِهِ (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وَأقُول: لَقَد أخَطَأَ المُفسِرُونَ في انتِسابِهِم الآيَة لأوْلادِ يَعقوب, وَأعلَمُوا أنَ أولادَ يَعقوب العَشرَةَ الذِينَ هُم مِن ذريَةِ إسْحاقَ ماكانُوا مُشْركِينَ يَتَعبِدُونَ عَلى ساحَةِ الآلَّهَةِ حَتى لا يَنالَهُم الله زُمام الإمامَةَ مِنْ بَعدِ جَدِهِم إبراهِيمَ,, ودَلِيلُنا عَنْ إسْلامِهِم بقولِهِ تَعالى (إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالـُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)(البقرة:133) يَعنِي أنَ إسْلامَ أوْلادُ يعقُوب عَلى جبْلَتِهِم الأوْلى مِنَ الولادَةِ كانُوا يُوَحِدُونَ الله عَمّا كانَ آبائَهُم يَعبدُون,, وَأقولُ انتَبِهُوا أيُها المُفَسِرُونَ وَالناس: أليْـسَ الآيَـة قَـد نَزَلَت مُسْبَقاً تُـنَوِّه لِقُرَيش العَرَب بأنَهُمْ مِنْ ذُريَةِ إسْماعِيلَ بنُ إبراهِيمَ قَبْلَ أنْ تأتِيهُم الرسالَةُ المُحَمدِيَة وَكانُوا يَتَعبدُونَ عَلى ساحَةِ الآلِهَةِ مُشْركِينَ باللهِ تَعالى: ودَلِيلُنا هُوَ تأوِّيلٌ مِـنْ باطِـنِ القـُرآن الذِي فسَـرَ بَعضَّهُ بِبَعضٍ لِلآيَـةِ الأولى وَقولِهِ تَعالى (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لاتُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(لقمان13) الشِّرْكُ هُوَ الظِلْمُ:والظُلمُ هُوَ الشِّرْكُ الذِي نُشِيرُ إليهِ في تَفسِيرِنا مِنَ الآيَةِ الأولى أَنْ يَجْعلَ العَبدُ بِـهِ لِلَّهِ شَريكاً فِي ربُوبيَتِهِ: وإِنَما دَخَلَت التاءُ فِي قولِهِ لا تَشْرُكْ باللهِ: لأنَ مَعناهُ لا تَعـْدِل بـهِ غَيره فتَجعلَّهُ شريكاً لـهُ: وَمَنْ عَـدَلَ بِاللـَّهِ شَيْئاً مِـنْ خَلقِـهِ فهُـوَ مُشْرِكٌ: لأنَ اللـَّهَ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ, وَلا نِـدَّ لَهُ, وَلا نَدِيدَ,, والمَظْلِمَةُ اسْمٌ ما أُخِـذَ مِنهُ وَهُوَ الشِرْكُ باللهِ كَما يُقال: ظَلَمَهُ يَظْلِمُهُ ظَلْماً ومَظْلِمَةً: فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حَقِيقِيٌّ وَهُـوَ اسْـمُ يَقـُوم مَـقامُ المَصْدر يُلْحِق بِمَنْ أشْرِكَ باللهِ فَهُوَ ظالمٌ وَظَلُوم,, فَمَن دَعا لِظالِمٍ بالإمامَةِ أوْ الخِلافةِ عَلى الناسِ فلَقد عَصى اللهَ في أرضِهِ وَمّالَهُ في الآخِرَةِ مِنْ نصَيبٍ,, والسَببُ في ذلِكَ أنَ فِي ذريَةِ إبراهِيمَ نَبِيان إسْحاقَ وَإسْماعِيلَ فإسْحاقُ جاءَ في ذُريَتِهِ (120 ألْفُ) نَبيِّ لِبَني إسْرائِيلَ فلَمْ يَمْنَحَ اللهُ في ذُريَتِهِم أئِمَةً لَهُم قَط, فَأدرَكَ إبراهِيمُ أنَ حِكْمَةَ الله لَمْ تَجِز في عالَمِ إسْحاق أنْ يُصْلَحُونَ لأُمَتِهِم أئِمَةً عَليهِم: وَلكِن أشارَ اللهُ بالعَوَضِ لإبراهِيمَ: وَقـالَ (وَوَهَـبْنَا لَـهُ إِسْـحَاقَ وَيَعْقـُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُـوَّةَ وَالْكِتَابَ)(العنكبوت:27) ثُمَ أخبَرَ اللهُ تَعالى إبْراهِيمَ بالمانِعِ مِنْ نيْلِ مَقامِ الإمامَةِ: وَقال (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فلْتَمَسَ إبْراهِيمُ مِن رَبِّـهِ عَمّا هُوَ واقِعٌ مَوْقِع الجَواب بالإمامَةِ فِي ذُريَةِ إسْماعِيلَ بِعَلِيِّ بنُ أبي طالِبٍ وَأوْلاده المَعصُومِين صَلواتُ اللهِ عَليهِم أجمَعِين, والذِي يُلفِت النَظر فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يُخَلِفَ اللهُ فِي ذُريَةِ إسْماعِيلَ أبُو العَرَب بَعدُ وَفاتِهِ بزَمَنٍ قد مَرَّ أكْثرُ مِنْ ثلاثَةِ آلافِ عامٍ لاّ أنبياءٌ وَلا أئِمَةٌ قَط فِي ذُريَتِهِ إلاّ النبُـوَةَ لِمُحَمَدٍ تُرافِقُها الإمامَةَ المُشارُ إليها بَتَفسِيرِنا لِعَليٍّ (صَلَواتُ اللـَّهِ وَسَلامُهُ عَليهِ) هذا هُـوَ فَـرقُ الإمامَةَ بَـيْنَ ذريَـةِ إسْحاقَ وَإسْماعِيلَ بِصَـدَدِ الآيَـة (لا يَـنَالُ عَهْـدِي الظَّالِمِينَ) فَنزَلَ الخِطابُ قُـرآناً بحَقِّ نَبِّي اللهِ إبراهيمُ الخَلِيل وَالمَعنى فِيهِ إنَ اللهَ سُبْحانَهُ وَتَعالى أوَلُ ما اصْطَفى إبْراهِيمَ عَبْداً لهُ قبلُ أنْ يَتَخِذَهُ نـَبياً وَاصْطفاهُ نَبياً قبلُ أنْ يَتَخِذهُ رَسُولاً,وَاصْطفاهُ رَسُولاً قبْلُ أنْ يَتخِذَهُ خَلِيلاَ وَاصْطفاهُ خَلِيلاً قبلُ أنْ يَتَخِذهُ إماماً لِنبُوَتِه وَلاسِيَما أنَ دَرَجَةَ ألإمامَةُ أعلى دَرجاتٍ مِنْ النَبي والرَسُول,, لأنَ ألإمامَ هُـوَ القائِـدُ الكُلِي الذِي يَحكُم بَـيْنَ النبُوةِ وَالرِسالَةِ, أعنِي إنَهُ لَيسَ لِكُلِّ نَبيِّ أوْ رَسُولٍ أنْ يَكُونَ إماماً وَلا إمامٌ أنْ يَكُونَ نَبِّياً,, فَإمامَةُ النَبِّي وَالرَسُول إمامَةٌ تَكْوينِيَة مِنْ الوَحِي عَنْ اللَّـهِ وَإمامَةُ الوَصِي إمامَةٌ تَشريعِيَة تُأخَذ عِلُومُها مِنَ النَبِّي: وَلاسِيَما أنَ إمامَةَ النَبيُّ هِيَّ أعلى دَرَجَةً مـِنْ إمامَةِ الوَصِي,, فَلَّما جَمَعَ اللـَّهُ لإبراهِيمَ الخَليل هذِهِ الصِفاتِ الأربَعَة أرادَ أنْ يَمنَحَهُ المَرتَبَةُ الخامِسَة بَعدَ نَجاحِهِ بالأربَعَةِ (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) وَالمُرادُ بالإِمامَةِ هِيَّ إكْمالُ الرسالةَ وَالنبوَةَ فإنَهُما أكْمَلُ أنواع الإِمامَة لِرَسُولٍ قَـد أكْمَلَ أفراد الاخْتِبار: قالَ إنِي جاعِلُكَ لِلناسِ إماماً مُقتَدى يُقتَديَّ بكَ الناس فِي أعمالِهِم التِي رَتَبتُها لِهِدايَتِهِم لأنَ الإمامَةَ تَنَفَعُ الأُمَمَ بطريقِ الإقتداءِ بعَكْسِ الرسالَة التِي تَنفَعُ الأُمَةَ بواسِطَةِ التَبلِيغ,, فَتَحَقَقَت في نَفـْسِ إبراهِيمَ أُمْنِيَةً أنْ يَصلـُحَ ما فِي ذُريَتِهِ أئِمَةً مِنْ بَعدِهِ فرَفعَ وَجهَهُ لِرَبِهِ وَالمَعنى أنَهُ دَعا لِذُريَتِهِ بكَلِماتِ بَلائِهِ فلَعَلَ المُختَبـِر هَلْ يُجيبُهُ الله إليهُنَّ أمْ لا (قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) أيْ: لا يَنالُ عَهْدِي المُشْركِينَ الذِينَ خُلِطـُوا إيمانَهُم بشْركِهِم الأوَل,, فثبَتَ لَدَيْنا مِـنْ دَلائلِ القُـرآن تَأوِّيلاً بأنَ الحَـدَثَ الذِي جَـرى عَلى ذريَـةِ إبراهِيمَ مَرفُوضٌ حَصْراً بذريَةِ إسْحاقَ بِأنَ لَيْسَ لِذُريَتِهِ صِلَّةٌ عِـندَ اللهِ بِصِلَةِ الدِينِ وَلا برابطَةِ العَقِيدَةِ الإيمانِيَةِ بَعدَ إسْلامِهِم أنْ يَكُونَ أحَدٌ مِنهُم إماماً يَتَوَلى أمُور الناس وَلكِنْ كانَ فِي نفـسِ إبراهِيمَ رَغبَةً لِيَطلُبَ مِنَ اللهِ الإمامَةَ لِمَنْ صَلَحَ مِنْ ذريَتِهِ, فآبى اللهُ وَأكَـدَ على ذلِكَ: وَقالَ (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وَالمُرادُ مِنْ مَعنى الآيَـة: هِـيَّ عَما تَعُـم جَمِيع ذُريَـة الأنبياءِ الذِيـنَ خَلِطُـوا إيمانَهُم بِشِرْكِهِم الأوَلُ الذِي كانُوا بصِدُودِهِ كُفاراً عَلى جُبْلَّتِهِم الأوْلى,, يَعنِي فإنَ الإمامَةَ مَمنُوعَةٌ عَلى الظالِمِينَ أي المُشْركِينَ تَطبيقاً لِنَصِ الآيَة وَهُم الذِينَ كانُوا يَعبُدُونَ عَلى ساحَةِ الآلِهَة فَمَنعَ اللهُ الذِي يَجبُ تَولِيه عَلى الناسِ إماماً أوْ خَلِيفَةً مِـنْ بَعـدِي نَبَّيٍّ فإنَهُ ليْسَ لَـهُ الحُكْمَ أنْ يَتوَلاهُم عَلى سَبيلِ الذِي يَرتَضِه اللـَّهُ لَهُم وَكانَ ظالِماً لِنَفسِهِ وَهُـوَ أعـْمَهٌ لا يَبْصُـر, وَلا يَدرُك ما يَتَحَقَقَ لَـهُ بِعَقِدَتِهِ بَيْنَ الخالِقِ وَبَيْنَ ذاكَ الصَنَم الذِي يَعبِدُه,, وَالمَعلُومُ إنَ سُلالَـةَ قـرَيْش هُـوَ شَجَرةُ نَسَّـبٌ بِظّهْـرِ إسْماعِيلَ بنُ إبراهِيمَ فَمَن كانَ مِنهُم مُشْركاً باللهِ وَمِنْ ثـُمَ أسْلَمَ وَجْهَهُ ُللهِ لايَنالَهُ اللهُ الإمامَة, أوْ الخِلافة لِتَوَّلِه أمُورِ المُسْلمِينَ مِنْ بَعـدِ النَبيِّ مُحمَدٍ صَلى اللهُ عليهِ وآلِـهِ,, فثبَتَ لَدَيْنا مِنْ جَوْهَرِ مَعنى الآيتَينِ إنهُما حِجَةٌ عَلى الشَيخِ الأوَل, وَالثانِي والثالِث مِنَ الخُلَفاءِ الذِينَ سُمُّو راشِدِين بَلْ هُم بنَظَر الآيَة هُمُ المُشارُ إلَيهُم لا يَنالَهُم الله العَهدَ ولايَـةً لِكَونِهِم خُلِطُوا إسْلامَهُم بِظُلمِهِم الأوَل عَمّا كانُـوا بِصَدِهِ فِي جبلَتِهِم الأوْلى مُشْركِينَ نِسْبَةً لِبرهانِ الآيَـة التِي حَققتْ لَهُم ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلمٌ) بَـلْ هُوَ سَندٌ نَزَلَ فِي عَهْـدِ إبراهِيمَ أرادَ اللَّـهُ بِـهِ تَذكِرَةً لِلنَبيِّ مُحَمَدٍ تهَوِّيناً بهْؤلاءِ الخُلَفاءِ الثَلاث فَنزَلَ بِرَدعِهِم قولِهِ تَعالى وَقال (لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وَكيفَ يَجُـوزُ لآبائِكُم أيُها السَلَفيُونَ نَصْـب الظالِم لِلإمامَةِ أنْ يَحكُـمَ الناسُ بإمامَةٍ شرُوعاً وَهُـوَ لا يُمَيِز لِنَفسِهِ بأنَهُ أفضَل مِنَ الحَجَر الأصَم الذِي كانَ يَعبِدُهُ قَبلَ إسْلامِهِ وَيثنِيَّ عَلْيه وَجَعَلَ مِنهُ إلهاً لَـهُ, فالإمامُ إنَما كُلِفَ قُـدسِياً لِكَفِ الظُلْمَةِ,, فإذا نـُصُّبَ مَنْ كانَ جاهِـلاً برَبـِّهِ الأعلى, وَاستَمْسَكَ بِحَجَـرٍ لا يَنفَعُ وَلا يَضرُ فقد جاءَ المُثل السائِر قَبْلَ إسْلامِهِ مَنْ اتَخَذَ الصَنَمُ رَبّاً لَهُ سَوَاء العاكِف فِيهِ وَالمُطِيع,, فَكَيفَ يُتَخَـذَ مِنـْهُ مَـوْلاً عَلى إرادَةِ القَبُولِ أنْ يُصَليَّ الناس خَلفَهُ فَلَقد ظَلَمَهُم بِخِلافَتِه,, فالوَلِيُ الصالِحُ فِي مَسألتَينِ: 1ـ لا تَنالَهُ الإمامَـة إلا بصَحَـةِ اليَقِـينِ جُبْلَةً ما فُطِرَ عَليها مِنَ الوِلادَةِ وَصَبرَ عَلى سلُوكِ سَبيلِ الأنبياءِ وَالمُرسَلِين,, 2- مَشْرُوعِيَة ولايَـة العَهْـد لا تـُنَصَب إلا بالتَكالِيفِ الشَرعِيَةِ قَـوْلاً وَعَمَـلاً مُصادَقاً مِنْ نَبيٍّ يُؤَهِل لَـهُ أنْ يَكُونَ صاحِبُ قدوَةً صالِحَةٌ لِلناسِ عَلى غايَةٍ مِنَ الإِيمانِ وَالعِلْمِ وَالعَمَلِ والعَدلِ وَالصْبرُ عَلى الجِهادِ,, وَلاسِيَما هذِهِ الشِرُوط لا تَنطَبق إلا بِحَقِ الخَلِيفَةُ الرابع وَهُوَ الأوَلُ عِندَ اللهِ فَأشارَ اللهُ إلى الحَقِّ المُبِين لِتَولِهِ وَلايَـة الله مِنْ بَعـدِ النبِّي مُحَمَدٍ صَلى اللهُ عليهِ وآلهِ وَهُـوَ الإمامُ عَليِّ بنُ أبي طالِب الذِي عُرفَ بسِيمائِهِ وَلـهُ تسْعُ سِـنِينَ لَـمْ يَسجُدَ لِلصَنَمٍ قَـط: وَمْا كانَ مِـنَ الظالِمِينَ أي المُشْركِـينَ أسْـوَةً بالثَلاثةِ الذِينَ خُلِطـُوا إيمانَهُم بِشْركِهِم الأوَل حَتى جاءَهُم الإسْلامُ وَطَهَرَهُم فَعَلِيٌ سابـِقٌ طِهْـرَهُ قبْلَ الإسْلامِ هَـداهُ اللَّـهُ الرُشْد فَتَمَسَّكَ بِرَبِـهِ مَعَ النَبَّيِ مُحَمدٍ عَلى دِينِ إبراهِيمَ الحَنِيف وَهُـوَ النَفسُ بالنَفسِ مِـنْ مُحَمَـدٍ بالإيمانِ كَما وَردَ بذلِكَ قُرآناً وَقالَ اللهُ (ثـُمَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِـلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً) (النحل123) أمّا شجَرَةُ نَسَّـب إمامُنا عَليُ بـنَ عَبـْدُ مُناف, المُلقَب بِأبي طالِب, بـنُ عَبـد المُطَّلب وَاسْمُهُ شيبَةَ الحَمْد لأنَهُ ولِـدَ وَلـهُ شَيبَة وَكانَ مَحمُوداً, بـنُ هاشِم وَهُوَ عَمرُو وَسُمِيَّ هاشِماً لأنـهُ خرَجَ إلى الشامِ في مَجاعَةِ شَدِيدةٍ أصابَت قرَيْشاً فاشْتَرى دَقِيقاً وَكَعكاً وقدَمَ بهِ مَكَةَ في المُوسِم: فهَشَمَ الخُبْز والكَعك ونَحَرَ جُزُراً, وَجَعلَ ذلِكَ ثريداً, وَأطْعَمَ الناس حَتى أشبَعَهُم, بـنُ عبدُ مُناف واسْمُهُ المَغيرَة, وَكانَ يُقال لَـهُ قمَـرُ البَطحاء لِحْسنهِ وجَمالِه,, بنُ قـُصَّي وَاسْمُه زَيـد وَلُقِبَ بقُصَي لأنهُ أُبْعدَ عَن أهْلِهِ ووَطَنِهِ مَعَ أمْهِ بعدَ وفاةِ أبيه بـنُ كلاب واسمُهُ حَكِيم، وقِيلَ عروةَ, بنُ مُرَّةَ وهُوَ الجَدُ السادس, بنُ كَعب وقد كانَ يَجمَعُ قومَه يَوْم العرُوبَة وهُوَ يَوْم الرَحمَة أوْ يَوْم الجُمعَة فيُعظَهُم ويُذكِرَهُم بمَبعَث النبِّي صَلى اللهُ عليهِ وَآلهِ ويُنبِئَهُم بأنَهُ مِن ولدِهِ وَيأمرَهُم بأتِباعِهِ, بنُ لُؤي, بنُ غالِب بن فَهْر وَكانَ كريماً يُفَتِش عَنْ ذوِّي الحاجاتِ فيُحسِن إليهِم، بنُ مالِك, بنُ النَّضْر وَهُوَ قرَيش أصْلاً وَاسْماً لِلعَشيرَةِ فمَن كانَ مِنْ ولْدِهِ فهُوَ قرَشِي والنَضَر فِي اللُغةِ الذهَب الأحمَر وقيلَ قُريش هُوَ فهـْر بـنُ مالِك بـنُ كَنانـة, بـنُ خزيمَـة, بـنُ مُدرِكَة, بـنُ إليـاس وكـانَ في العَربِ مِثلُ لُقمان الحَكِيم في قومِهِ, بنُ مُضَر وَكانَ جميلاً لـمْ يـَرَهُ أحـدٌ إلاَّ أحبَهُ ولهُ حِكَمٌ مأثورةٌ والمُضَر في اللُغةِ الأبيَض, بنُ نَزار وكانَ أجمَل أهْل زمانَه وَأرجَحَهُم عقلاً, ونزارُ في اللُغةِ مأخوذةٌ مِنَ النَزارةِ، بـنُ مَعَـد وَقـدْ كانَ صاحب حَـرُوب وَغارات وَلـمْ يُحارب أحـَداً إلاَّ رجَـعَ بالنَصـر,, ومَعـدُّ مأخوذٌ مِن تَمَعدُد إذا اشتدَ وقوِّيَّ, بنُ عَدنان, وَعندَ عدنانِ يَقِف الناسِبُونَ ما صحَّ من سِلْسِلَةِ نسَّبِ الرَسول وَعَلي بنُ أبي طالب,، فعَن بنُ عباس قالَ أن النبّي صَلى الله عَليه وآلـهِ لَّما بَلَغ نسَبهُ الكَريم إلى عَدنان: قالَ مِن هُنا كَذِبَ النسّابُونَ,, وَكُـلُ هؤلاء الجدُود سادةٌ فِي قومِهِم ونسَّـبُ الرَسُول وَعَلـي هُما أشْـرَف الأنـْساب ونَسَبهُما مِنْ إسْماعـِيلَ بـنُ إبراهِيمَ الخَلِيل باتِفاقِ جَمِيع أهْـل النسَّب بالإتفاقِ,,, (انتِباه رَجاءً فعَقِب مَعِي)فَلَّما انتَهَيْتُ مِنْ قِـراءَةِ هـذا التَفسِير مَعَ العَرعُـور وألعُرَيفي, سَمِعتُ قائِـلاً مِنهُم يَلْعَنَني وكُنتُ لا أمَيِّز مِنْ صَوتِه مَنْ هُوَ وَقالَ لَعنَةُ اللهِ عَيكَ ياحَجاري فأنَتَ لا سُنِيٌ وَلا شَيعِيٌ وإنَما أنتَ مُحَمَدِيٌ أظهَرتَ حَقَّ عَلِيٍّ بِمُحَمدٍ: وحَقُ مُحَمدٍ بِعَلِيِّ, فَقلتُ أيُها القائِل هذا مَدحٌ لِي فَلِمَ تَلعَنَنِي قالَ لأنكَ أبُـو الشِيعَةَ قـُرآناً فَحَقـَت عَليكَ لّعنَةُ الله لأنَكُم اختَرتـُم (الزَيْـن) لِمَذهَبِكُم وَرَميتُـم عَليْنا (المُوزيْن) لِمَذهَبِنا فَقلتُ لَهُ أنتَ تَقرُ حَقاً, قالَ لا وَلكِن أقـرُ (بالزَينِ) بِقَلبي لِسَيدِنا عَليٍّ, وَلا أقِرُ (بالزَين) لِعَليِّ بِلِسانِي خَوْفاً أنْ يَقتِلُونَنِي,, (انتهى تفسيرُ العَلامَة الشسخُ الحجاري الرُميثي مِنَ العِراق) (وَفي المِيزان لِلسَيد مَحمد حسين الطَباطبائِي تَفسِيرَهُ لِهذِهِ الآيَة) (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قـولٌ مَن يَعتقـد لنفسهِ ذريَـةً، وكيـفَ يَسعُ مَـن لـهُ أدنى درجَة بأدَبِ الكَلام وخاصَة مِثلُ إبراهيمَ الخليل في خطابٍ يخاطبُ بهِ ربَهُ الجلِيل أنْ يتفوهَ بما لا عِلمَ لهُ بهِ؟؟ ولـوْ كان ذلك لكانَ مِـن الواجـبِ أن يقولَ: ومِـن ذريَتي إن رَزقتَنِي ذريَة. أو ما يُؤدي هذا المَعنى فالقصَة واقعة كما ذكَرنا في أواخِـر عهد إبراهيم بعد البشارَةِ.. يـَدلُ على أن هذه الإمامة الموهُوبة إنـَما كانت بعد ابتلائه بما ابتلاه اللـَّه بـه منَ الامتحاناتِ وليست هـذه إلا أنواع البلاء التي ابتليَّ عليه السلام بها في حياتهِ إني جاعلك للناس إماماً، أي مقتدى يقتدي بـك الناس ويتبعونك فـي أقوالِك وأفعالِك,, فالإمام هـو الذي يُقتدي ويُأتمَ به الناس ولذلك ذكر عدة من المُفسرين,, أن المرادَ بـه النبُوة، لأن النبي يقتدي به أمتِهِ في دينهم قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللـَّهِ) لكنـهُ في غايـةِ السقوط, أمّا أولاً فلأنَ قولـهُ إمامـاً مفعُول ثان لعامِلهِ الذي هوَ قولهُ جاعِلُكَ واسم الفاعِل لا يَعمل إذا كان بمعنى الماضِي وإنـما يَعمـَل إذا كانَ بمعنى الحال أو الاستقبال فقولـهُ، إنـي جاعلكَ للناس إماماً، وعدَ لهُ عليه السلام بالإمامةِ في ما سيأتي معَ أنهُ وحِيٌ لا يكُون إلا معَ نبوةٍ, فقد كان عليه السلام نبياً قبلَ تقلـدِهِ الإمامَة.. فليستُ الإمامة في الآيةِ بمعنى النبـُوَة ذكرَهُ بعـض المُفسرين: وأما ثانياً: فلأنا بينا في صـَدر الكلام أن قصة الإمامة، إنما كانت في أواخِر عهد إبراهيم عليه السلام بعد مَجيء البشارة لـه بإسحاق وإسماعيل وإنما جاءت الملائكة بالبشارة فـي مسيرهِم إلى قوم لوطٍ وإهلاكهم، وقـد كان إبراهيم حينئذ نبياً مرسلاً، فقـد كان نبياً قبل أن يكون إماماً فإمامته غير نبوتهِ.. انتهى تفسير الطَباطبائِي وَفِي تَفسِير الطُوسِي لِهذِهِ الآيَة: مِن تَحقِيق أحمَد حَبيب قصير ألعامِلي (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) قال البُلخِي: الكلمات هيَ الإمامَة على ما قالَ مجاهد: لأنَ الكلامَ مُتصلٌ ولم يُفصل بينَ قوله (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) وبين ماتقدمه بواوٍ فأتمَهُنَ الله بأنَ أوجب بها الإمامة له بطاعتِه واضطلاعِه ومنع أن ينالَ العهد الظالمين مِن ذريتهِ، واخبـَرَهُ بأنَ منهُم ظالماً فرضيَّ بـهِ وإطاعة, وكـُل ذلك ابـتلاء واختبار. اللغة والتَمام والكمال والوفاء نظائر وضد التمام النقصان. يُـقال تـَمَ تماماً، وأتـمَ إتماماً. واستتَـمَ استِتماماً. وتمَـمَ تَتمِيماً. وتتمة كُـل شـيءٍ ما يكون تمامَه بغايتِه كقولكَ هذه الدراهم تَمام هذه المأة. وتتمة هذه المأة وقوله من ذريتي: معناه واجعَل من ذريتي من يُؤتَم بـه، ويقتدى بـه على قول الربيع وأكثر المفسرين. وقال بعضهم معناه انه سأل لعقبه أن يكونوا على عهده وورثته. فأخبرهُ اللـَّه إن في عُقبـهِ الظالِم المُخالف لـهُ وذريته بقولهِ لا يَـنَالُ عَهْـدِي الظَّالِمِينَ والأوَل أظهَـر. وقـال الجبائِي قولـه: ومِـن ذريَتي سؤال منه لله أن يعرفـَهُ هل في ذريتهِ مـن يبعثهُ نبياً كما بعثهُ هـوَ وجعله إماماً.وهذا الذي قالهُ ليس في الكلام ما يَدل عليه بل الظاهر خلافه ولوْ احتملَ ذلك لم يَمتنِع أن يُضيفَ إلى مسألةٍ منهُ للهِ أن يفعلَ ذلك بذريتهِ معَ سؤالهِ تعريفه ذلك.. (انتهى تفسيرُ الإمام الطُوسِي) | |
|