...منذ دخول لاحتلال ومارافقه من احداث ومن مايسمى بالعميلة السياسية ونحن نرى بان الطريق يسر الى الهاوية او الى طريق مجهول وتكشف أزمة انعدام الثقة بين الفرقاء السياسيين عن غياب أمكانية الاتفاق بوقت قريب على سيناريو يخرجهم من الخانق الضيق الذي وضعوا فيه انفسهم والعملية السياسية ومن ضمنها استعصاء تشكيل الحكومة ,وهكذا تعمل المخاوف التي تكتنف الاطراف السياسية عملها في اختراع الاسباب التي اخرت تشكيل الحكومة رغم افتقادها المنطق القانوني او الزمني للاجراء ,اذ ليس من الطبيعي ان تجري انتخابات وتمضي نحو تسعة أشهر عليها ولازالت الاطراف او الكتل الفائزة فيها تتداول وان هم شكلوا حكومة فالصراع قائم من حيث الحصص والتوزيع ومن ابرزها هي المواقع السيادية والوزارات وحصص المغانم الوطنية التي قسموهما حسب اهوائهم ,وفي ظل رطانة قانونية وتسخير قضائي للتفسير الانتقائي للقائمة الفائزة او صاحبة الحق في التشكيل الحكومي ,واستهتار فعلي بقيمة الوقت وحقوق المواطنين وعدم اكتراث للمعاناة التي أدمن عليها الشعب المسكين , يأخذ مسلسل الاختلافات مداه وتعجز الاطراف الدولية عن الوصول الى صيغة اتفاق بين الفرقاء المتناحرين من اجل السلطة ,وينتهي الحديث عن الديمقراطية والمواطنة والآليات الدستورية وتتقدم الاستحقاقات الطائفية لتسقط الدستور والديمقراطية في ضربة واحدة ,ويصار التفكير بالانقلاب العسكري والعودة لزمن العسكرة والحكومة المركزية أمرا يلوح في الافق بل ان البعض يرى فيه خلاصا من هذه الفوضى ومظاهر الفساد والخراب التي جاءت بها الاحزاب التي تمسك الان بالسلطة على نحو تعسفي واجراءات قمعية دون رادع من ضمير وطني او انساني ,وكل هذا يحدث والارهاب يترصد بالناس العزل ويفتك كل يوم بعشرات الارواح في تراجيديا سوداء ليس لها نهاية في الافق القريب , في ظل هذه المعمة يتراجع الجهد او الحل السياسي بل ان الغايات هي من تؤجل الحلول وتقدم فكرة تصادم المصالح وتقاطع الغايات , الكل يريد السلطة ليستأثر بالقرار ويبدأ يتصفية الاخر في ردة فعل على سلوكه ومواقفه السابقة
الامور سوف تقترب من لحظة التفجر شئنا ام ابينا لان الاطراف المتنافسة سوف لن تفرط بالسلطة بعد ان جاءتها بيسر وفي ضرب من حلم مستحيل ! وعلى الاطراف الفاعلة او المحركة للمشهد السياسي العراقي واقصد بها ايران واميركا والنظام السياسي العربي وتركيا, ان تتحرك وتضغط بقوة لايجاد حلول مناسبة قبل ان تصل الى زمن التفجر وتفقد هذه الاطراف فاعليتها واثرها بل مكاسبها ايضا !
ان بلادنا تقف اليوم على مقربة من التمزق والتشتت وضياع الوطن ومشروع الدولة المدنية الديمقراطية ,وهذا المأزق التاريخي الذي نمر به اليوم ينبغي ان يثير حفيظة الاحزاب السياسية وتفكر بما ستؤول اليه الامور لو استمرت ارهاصات السلطة والاستحواذ تتحكم في عقلية المتسيدين في القرار العراقي الداخلي ! .....وحقيقة القول...
ان مصير العراق لايبشر في خير...لان حكومة العراق الجديد قامت على اساس طائفي شئنا أم ابينا...او على اساس التكتل الحزبي الضيق...فشكلت الحكومة على النفس..المميت..اذن مهما يكون سوف يكون ولاء هولاء الساسة الى كتلهم...اذن يبقى العراق في دوامة....وفي طريق مجهول...مزروع بالالغام...القاتله المدمره...فالذين يختلفون في التعداد السكاني البسيط...كيف بهم يقودون العراق الى بر الامان....