السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .اود ان انقل لكم قصة طريفة واقعية حصلت قديما تحرك مشاعر الانسان بفطرته لخالقه وخالق الكون ليزداد يقين المؤمن بالله سبحانه وتعالى ونزداد طاعة وحبا وتضحية في سبيل مرضاته سبحانه وتعالى.
يحكى انه كان في قديم الزمان ملك كافر وكان له وزير موحد مؤمن وذات يوم فكر الوزير بطريقة لهداية الملك وحمله على التفكير فأمر باقامة بناء فخم في صحراء مقفرة وامر ان تغرس حوله انواع الشجر والورود ...وبعد اكتمال البناء والغرس ...مر الملك والوزير في طريقهم الى الصيد بالقرب من ذلك البناء .فتعجب السلطان وسأل من بنى هذا ؟لقد مررت من هنا كثيرا وما رأيت بناء؟
فقال الوزير: لعله وجد صدفة دون ان يبنيه احد..
فقال الملك: وهل هذا ممكن او معقول؟
قال الوزير :نعم فهنا مجرى السيل ولعل السيل اقتلع الصخور من الجبال ..وتكسرت في الطريق..واقتلع الاشجار من الغابة فتقطع بعضها ليصبح ابوابا وبقي الباب الاخر سالما لينغرس هنا ..والطين احتمله السيل..وعندما وصل الجميع الى هنا ..انتظم هذا البناء بهذا الشكل.
فقال السلطان:ما من عاقل يقبل بهذا الكلام .ان هذا البناء يشهد بأن مهندسا ومعمارا مدركين عاقلين بنياه..يجب ان تبحث عمن بنى هذا البناء هنا.
قال الوزير:انت تقول ان العاقل لايمكنه التصديق بأن بناءا كهذا وجد من غير صانع مدرك وعاقل..فهل هذا البناء اكثر اهمية من بناء جسدي وجسدك وسائر الناس والحيوانات وانواع النباتات..وعالم الوجود بهذا النظام البديع المحير..فهل ياترى يمكن لعاقل ان يقول ان هذا كله وجد صدفة..وان ليس له علة ومنشئ مريد،عالم،ارادة وعلما غير محدودين .
وهكذا استطاع الوزير بهذا العرض الطريف ان يحرك فطرة الملك فأشرق نورها في نفسه وعرف به ربه.