دراسة: تأثر 70% من طالبات جنوب وشرق جدة بفاجعة السيول
الوساوس القهرية و"رهاب الماء المتدفق" يضربان طالبات المرحلة الابتدائية
كشفت دراسة لرصد الحالة النفسية لطالبات المرحلة الابتدائية بمناطق كارثة سيول جدة تأثر 70% من طالبات المدارس بفاجعة السيول، ووقوع 30% منهن تحت وطأة ممارسات العنف والتفكك الأسري.
وأوضحت الدراسة التي أشرفت عليها إدارة تعليم البنات ونفذها مركز إيلاف للاستشارات الأسرية أن 70% من طالبات المدارس الابتدائية للبنات بجنوب وشرق جدة تأثرن بالسيول، وعبرن في رسوماتهن التحليلية عن مشاهدات حقيقية لأشخاص لقوا حتفهم وسط أكوام الطين، بينما أكدت رسومات النسبة المتبقية التي بلغت 30% وقوع الطالبات تحت ممارسات العنف الأسري والتفكك ونقص العواطف.
وأوضحت رئيس قسم علم النفس والاجتماع بإدارة الإشراف التربوي بتعليم بنات جدة سميرة محمد قطب أن ظهور مشكلات نفسية وبروز حالات معقدة دعا الإدارة لسرعة القيام بعمل برنامج علاجي تحت شعار "معنا بعد الأزمة" والذي تشرف عليه إدارة قسم علم النفس.
وقالت: لمسنا ظهور آثار نفسية لحالات معقدة بعد مرور خمسة أشهر على كارثة السيول، وبرزت بعض المشكلات النفسية بين طالبات الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، حيث امتنعت بعض طالبات الابتدائية عن الذهاب إلى المدرسة، فيما لوحظ إصابة بعضهن بنوبات رهبة عند مشاهدة تدفق أي مياه، وامتناع أغلب طالبات المدارس التي تقع في محيط الأحياء المتضررة من السيول عن الخروج للشوارع وأصيب أكثرهن بوسواس قهري.
وأضافت أن الإدارة عملت على التخفيف عن هؤلاء الطالبات، بتشكيل قاعدة بيانات يبنى عليها تحليل وضعهن، وشاركت 15 معلمة من القسم في الإشراف على رسومات الطالبات التحليلية وجمعها من 20 مدرسة في جنوب وشرق جدة، وشاركت في الدراسة 400 طالبة تتراوح أعمارهن بين 7 سنوات إلى 11 سنة يقعن في محيط الأحياء المتضررة من الفاجعة، وكان برنامج الرسم الحر الذي تولته مجموعة من المختصات أظهر الكثير من المشكلات التي تعاني منها طالبات المناطق المتضررة، ووفق هذه التحليلات سيتسنى لقسم الاجتماع بناء خطة العلاج المستقبلية.
من جهته قال الخبير في تحليل الأطفال والمستشار الأسري الدكتور سامي الأنصاري والمشرف على فريق تحليل الرسومات إن مركز إيلاف تعاون مع إدارة تعليم البنات بجدة، وحللت ست اختصاصيات بالمركز رسومات طالبات الأحياء المنكوبة بقويزة، وانتهى التحليل الرصدي إلى أن 70% من طالبات الأحياء المنكوبة تأثرن بكارثة السيول، ورصد الفريق أن 30% يعانين من العنف الأسري والتفكك وفقدان الحنان.
وأضاف: لفت انتباهنا أن غالبية الرسومات تمثلت في تفصيل مشاهد الكارثة، حيث رسمت الطالبات الصغيرات الطين وجثث موتى مغموسة في السيول، ورسمت إحدى الطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة طرق الإنقاذ إضافة إلى طائرات وأفراد من الدفاع المدني، بينما عبرت طالبة عن التفكك الأسري وفقدان الأب برسمها الأم في جهة والأب في جهة مقابلة لها نتيجة للتفكك الأسري، وكتبت طالبات عبارات من نوع: الله يرحم الموتى... هذا هو السيل... نترحم على شهداء السيل