«اليوم» تواصل مناقشة الملف.. وتتلقى سيلاً من التعليقات والاتصالات
«مافيا» تستثمر الخادمات للعمل في منازل «سيئة السمعة»
دعوة لإعادة النظر في ملف «الخادمات الهاربات» بكامله
محمد الزهراني _ الدمام
لم نكن نتوقع أن مشكلة «الخادمات الهاربات» من كفلائهن، منتشرة بهذه الصورة المخيفة داخل المجتمع السعودي، ولم نكن نتخيل أيضاً أن يصبح وضع الخادمة في منزل الأسرة السعودية، أشبه بـ «قنبلة» قد تنفجر في أي وقت، يعم شررها أفراد الأسرة كافة، مما يؤكد أن ملف الخادمة في منازل الأسر السعودية، في حاجة قصوى إلى إعادة النظر فيه من الألف إلى الياء ، سواء من ناحية الإجراءات النظامية، التي تضمن للأسرة السعودية التي تدفع الآلاف في الاستقدام، والاستفادة من الخادمة، كما تضمن ألا تهرب تلك العاملة، متسببة في أضرار اجتماعية جمة، أقلها خطراً، العمل لدى غير كفيلها، وأخطرها العمل في منازل تبيع الشهوة المحرمة إلى من يريد.
وتوالت ردود الأفعال حول ما نشرته «اليوم» في عدد الأربعاء الماضي، بخصوص العصابات المنظمة التي تسعى إلى تهريب الخادمات من منازل كفلائهن، واستغلالهن في العمل داخل منازل أخرى من جانب، أو استغلالهن في ممارسة الأفعال المحرمة من جانب وحملت الاتصالات التي وردت إلينا، كماً كبيراً من مشكلات القراء مع خادماتهن، تؤيد ما طرح في الحلقة الأولى، وكيف أصبحت ظاهرة هرب الخادمات مخيفة، مستعرضين جملة من القضايا والقصص التي حصلت لهم مع خادماتهم، كما أن موقع اليوم الالكتروني شهد عدداً من التفاعلات مع المادة المطروحة وقد توافقت ردود الأفعال في أمر مهم، وهو ضرورة لإيجاد العقوبات الصارمة والرادعة التي من شأنها أن تحد من انتشار هذه الظاهرة المخيفة.
طلبات كثيرة
ووصف أحد المتصلين العقوبات بـ «غير الرادعة»، وقال لو أن هذه العقوبات رادعة وحازمة، لما انتشرت هذه الظاهرة في المجتمع، مشيراً إلى الدليل الذي يؤيد كلامه وهو «انتشار هذه العصابات في المنطقة، وهي تعمل منذ فترة طويلة بصمت دون أن تخاف من أي عقاب، بل أن انتشار سمعة بعض المهربات وصلت إلى مناطق بعيدة في أقاصي المملكة، وهذا مادلت عليه بيانات جوالات المهربات، حيث تتوالى عليه طلبات كثيرة للحصول على خادمات من مناطق مختلفة في المملكة.
أصحاب المنزل
وذكر من رمز إلى اسمه بـ«المرح» في موقع «اليوم» قصته مع خادمته وقال: "هربت مني الخادمة مرتين، في المرة الأولى قبض عليها أحد الجيران وأعادها إلى المنزل، ولم تلبث فترة طويلة حتى عاودت الهرب مرة أخرى، فقبض عليها رجال الأمن أثناء هروبها، رغم المعاملة الحسنة التي تجدها منا نحن أصحاب المنزل»، مضيفاً "وجدت مع خادمتي شرائح اتصال تستخدمها في الهرب، ووجدت لها مكالمات في الدمام والرياض والخبر»، مشيراً إلى أن "إحدى العوائل في الرياض طلبت مني أن أنقل كفالة الخادمة إليها، واتضح في الأخير أنهم حرضوا الخادمة على الهرب وأغروها أن تأتي إليهم في الرياض».
الجهات المسؤولة
ويتطرق «المرح» إلى سوء عمل شعبة الترحيل حيث «أجبروني على دفع قيمة تذكرة طيران للخادمة، والتأكد من صرف رواتب الخادمة كافة، معززين من موقفها، وكأنها هي المظلومة، ونحن من ظلمها وهذا التعامل من قبل شعبة الترحيل هو ما يجعل العمالة بصفة عامة جريئة جداً وتعمل ما تشاء، لأنها تعلم أن الجهات المعنية تقف في صفها، وخصوصاً الخادمات اللاتي دائماً ما يتظلمن من الكفيل لدى الجهات المسؤولة بدون وجه حق».
واختتم المرح مشاركته بدعوته «يجب على وزارة الداخلية أن تجبر المكاتب الخارجية قبل الداخلية على تعديل النظام المعمول به، وهو تمديد فترة التجربة إلى أكثر من ثلاثة أشهر، لأنه وبشهادة من لديه خادمات، فإن الخادمة تكون في أحسن أحوالها أثناء فترة التجربة، وإذا انقضت الفترة، تراها تتذمر وتختلق المشاكل حتى تجد عذراً لما نويت أن تفعله من مخالفات».
ثلاث خادمات
وتشير أم ياسر «ربة منزل» إلى أن خادمتها هربت قبل فترة من المنزل، وقالت: «بحثنا عنها في كل مكان، فلم نجدها، وشككنا في سائقنا الخاص، فاتصلنا به، ولم يرد علينا، وعندما ذهب زوجي إلى منزله، وسأله عن الخادمة، أنكر علمه بمكانها، وكان حريصاً على إغلاق الباب بسرعة، فلما طلب منه زوجي الدخول إلى الغرفة، ارتبك السائق وبدأ يتوسل إلى زوجي بأن لا يفضحه، معترفاً له أن الخادمة موجودة في غرفته، بصحبة ثلاث خادمات أخريات».
تبكي وتصرخ
وتستكمل أم ياسر الحديث قائلة: «أخرج زوجي الخادمة من غرفة السائق، وفتش الغرفة، فعثر على ملابس أطفالنا داخل حقيبتها، الأمر الذي جعلنا نشكك في نيتها عمل السحر للأطفال»، مضيفة «أردنا أن نخبر الشرطة بالأمر، فتوسلت إلينا وأخذت تبكي وتصرخ، ووجدنا أنفسنا خائفين من وجودها معنا في المنزل، وخشينا أيضاً أن تعمل شيئاً من السحر إذا رفعنا أمرها للشرطة، فلم تمض فترة حتى أخرجناها من البلاد بشكل نهائي، بعد تفتيش كافة أغراضها».
[img][/img]