رُزْءٌ به الـديـنُ قد هُـدّت قـوائـمُهُ = وفـي السَّـما نُـصـبت حزناً مآتمُـهُ
ومادت الأرضُ شَجْواً والسَّما انفطرت = وآسـودّ مـنقـلِباً في الـكونِ عـالَمُهُ
يا ليـلةَ القَدْر، جـلّت فيـكِ فاجـعةٌ = أوهَت قوى الدينِ فانـهارت دعائـمُهُ
قضى عليٌّ بمحراب الصلاة ببيت الله = وهـو مُـصـلّي الفـرضِ قائـمُـهُ
أفديه قد عـاش بيـن النـاس مُغترِباً = ومات وهـو كتـومُ الغيـظِ كـاظِمُهُ
قل لليتيمِ: مضى مَـن كـان يُطـعمُهُ = فمَـن بـه بعـده تهْنا مـطاعِـمُـهُ
قل للـوفود آذهبي للأهـل خائـبـةً = فقد مضى الجودُ وآنجابـت غـمائمُهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
~~في رثاء الوصي أمير المؤمنين عليه السلام~~
قتلوا المرتضى عناداً وظلماً لعن الله في الورى أشقاها
قتلوا الحق والكتاب وطه والذي لم يزل يراعي الالها
قتلوا الأنبياء والأوصياءا قتلوا العدل، ضلة ومتاها
قتلوا والد الأرامل عطفا وأب الأيتام عند شقاها
قتلوا العلم والهداية والفضـ ـل، ومن أس في الأنام بناها
قتلوا الشرع والديانة والزهـ ـد وتقوى، ومن أقام لواها
قتلوا عزة الأنام جميعاً وعماد الدنيا وقطب رحاها
قتلوا المسلمين اذ قتلوه هدموا صرح عزة لا تضاها
شقيت أمة أتت ما أتته حين أردى الوصى حامي حماها
زهقت أنفس أتت بنكير لا يواري عظماً وضلت هداها
ما رعوا حق أحمد في أخيه أغضبوا الباري العظيم، سفاها
صاح جبريل قد تهدم واللـ ـه ركن الهدى وشرعة طه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وإن ســــــئم الــــباكون فــــيك بكاءهم مـــــلالا فـــــــإني للــــــبكاء مطـــــــيل
ومـــــا هـــي إلا فـــــيك نــــفس نفيسة يجــــــللها حــــــر الأســـــى فــــتسـيل
علــــــيك ســـلام الله ما اتضح الضحى ومـــــا عـــاقبت شمـــس الأصيل أفول
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
قد قلت للبرق الذي شـقَّ الدجـى فـكأن زنجيـا هنـاك يجــدَّعُ
يا برق إن جئتَ الغـريَّ فقل لـه أتراك تعلم من بأرضـك مـودعُ
فيك ابن عمران الكليـم وبعــدهُ عيسى يُقـفِّيـهِ وأحـمد يتبـعُ
بل فيك جبـريلٌ وميكالٌ وإسـرا فيـل والمـلأُ المقـدَّس أجـمع
بل فيك نـورُ الله جـلَّ جـلالُـه لذوي البصائر يُستشـفُّ ويلمـعُ
فيك الإمام المرتضى فيك الوصي المجـتبى فيك البطـين الأنـزعُ
الضَّارب الهام المقنع في الوغـى بالخـوف للبـهم الكمـاة يُقنّـعُ
حتى إذا اسـتعر الوغـى متلظياً شـرب الدمـاء بغـلةٍ لا تنقـعُ
هـذي الأمـانة لا يقـوم بحملها خـلقاءُ هابطـة وأطـلس أرفـعُ
تأبى الجبال الشـمُّ عن تقليـدها وتضـجُّ تيـهاءٌ وتشفق برقـعُ
هـذا هو النـور الذي عـذباتـه كـانـت بجـبهـة آدم تـتطـلّعُ
وشهابُ موسى حيث أظـلم ليـله رُفـعـت لـه لألاؤه تتشـعشـعُ
يا مـن ردت له ذكـاءُ ولمْ يفـزْ لنظـيرها من قبـل إلا يـوشـعُ
يا هـازم الأحزاب لا يثنيه عـن خوض الحـمام مـدجج ومـدرَّع
يا قـالع الباب الذي عن هـزّها عجـزت أكـفٌّ أربعون وأربـع
ما العـالم العـلـويِّ إلا تربـةٌ فيـه لجـثَّتك الشـريفة مضجـعُ
ُما الد هر إلا عبدُك القـنُّ الـذي بنفوذ أمرك في البريـة مولـعُ
بل أنت في يوم القـيامة حـاكمٌ في العـالمين وشـافعٌ ومشـفِّعُ
والله لولا حـيـدرٌ ما كـانـتِ الدنيا ولا جمـع البريـة مجمـعُ
عـلم الغيوب إليه غيـر مدافـع والصبح أبيض مسـفر لا يدفـعُ
وإليه في يوم المـعاد حسـابنـا وهـو المـلاذ لنا غـداً والمفزعُ
يا مـن له في أرض قلبي منـزلٌ نعـم المـراد الرحب والمستربعُ
أهواكَ حتى في حشاشة مهجـتي نار تشـبُّ على هـواك وتلـذعُ
وتكاد نفسي أن تـذوب صبابـةً خُـلقاً وطـبعاً لا كمـن يتطـبعُ
ولقـد عـلمت بأنه لا بُـد مـن مهـدِّيـكم وليـومـه أتـوقَّـعُ
يحـميه من جنـد الإله كتـائـبٌ كاليـمّ أقـبـل زاخـراً يتـدفـعُ
عظم الله اجورنا واجوركم بهذه الفاجعة الاليمة...