وقفة مع ابو نواس

لاشك ان ابو نواس من الشعراء العضام في التاريخ ولكن المؤرخين والكتاب قد ضلموا هذا الشاعر ايما ضلم
من حيث انهم لا يذكرون ماله من شعر إلا ماطاب لهم ولم اجد لهذا الرجل الشئ اللذي يصل إلى ماكان عليه عند تحوله
فهو من محبي امير المؤمنين عليه السلام وله شعر في ذالك ولكن الكتاب جعلوا من مدح امير المؤمنين لهارون الرشيد
او لخلفاء بني العباس بغضاً لعلي وبين شعرة في الخمر حتى زهده انثر في ايديكم بعضاً من سيرة هذا الشاعر العظيم ونبدء
قالت فمن خاطبي فقلت انا ...قالت فبعلي قلت الماء إن عذبا
قلت القناني والأقداح ولدها... فرعون قالت لقد هيجت لي طربا
لا تمكنني من العربيد يشربني ... ولا الئيم اللذي ان شمني قطبا
ولا المجوس فأن النر ربهم ...ولا اليهود ولا من يعبد الصلبا
ولا السفال اللذي لا يستفيق ولا... غير الشباب ولا من يجهل الأدبا
ولا الأرذال إلا من يوقرني ... من السقاة ولكن اسقني العربا
ياقهوة حرمنت إلا على رجل ... اثرى فأتلف فيها المال والنشبا
وقال ايضاً عن وصفه للخمر
اثن على الخمر بآلآئها ... وسمها بأحسن اسمائها
لا تجعل الماء لها قاهراً... ولا تسلطها على مائها
كرخية قد عتقت حقبة... حتى مضى احسن اجزائها
دارت فأحيت غير مذمومة ...نفوس حراها وأنضائها
والخمر قد يشربها معشر ...ليسو إذا عدوا بأكفائها

وهنالك الكثير الكثير ولكن يكفينا هذا اما الآن نرجع إلى زهد ابو نواس بداية حيث قال
إلهي وان عضمن ذنوبي كثرة ... فلقد علمت بأن عفوك اعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن ...فبمن يلوذ ويستجير المجرم
ادعوك بري كما امرت تضرعاً... فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
مالي إليك وسيلة إلا الرجا ... وجزيل عفوك ثم اني مسلم
وفي مدحة لأمير المؤمنين علي عليه السلام
قيل لي قل لعلياً مادحاً ...ذكره يخمد ناراً مؤصدة
قلت لا اقدم في مدح امرأ... حار ذز اللب إلى ان عبده
والنبي المصطفى قال لنا ... ليلة المعراج لما صعده
وضع الله على كتفي يداً ... فأحس القلب إن قد برده
وعلياً واضعاً أقدامه ... في محل وضع الله يده

هكذا اصبح ابو نواس الشاعر الفذ السهل في معانيه الغامض احياناً ولكن الكتاب لم ينصفوه ولم يعطوه حقه
ولكنه وضع السطور الخالدة اللتي لن يسهل على الآخرين إزالتاه مهما طال بهم الزم

تحياتي / شرايد الليل